58 زعيم قبيلة طائفية لايتحملون شيعياً واحداً

Last Updated: 2024/03/23By

(57) زعيماً سنياً لا يتحملون شيعياً واحداً بينهم!

د. علي المؤمن

(57) دولة سنية، و(56) حاكماً سنياً، و(21) دولة عربية سنية، و(20) حاكماً عربياً سنياً، لا يتحملون وجود دولة شيعية واحدة، ولا يتحملون وجود حاكم شيعي عربي واحد. فلم كل هذا الحقد الطائفي؟

اجتمع زعماء الأنظمة الطائفية في مكة برمتهم (مطلع حزيران 2019)، في إطار ثلاثة مؤتمرات قمة: إسلامي وعربي وخليجي، في حين لم يتم دعوة الدولة الشيعية الوحيدة (إيران)، كما لم يتم دعوة أي حاكم عربي شيعي (رئيس سوريا ورئيس وزراء العراق). ولم يكن المعيار اختصاص الدعوة برؤساء الدول أو رؤساء الحكومات؛ لأن بشار الأسد وحسن روحاني هما رئيسا جمهورية، وعادل عبد المهدي رئيس وزراء، بينما تمت دعوة لبنان سعد الحريري وهو رئيس وزراء. وبالتالي؛ فالمعيار ليس بروتوكولياً، بل طائفياً محضاً.

والسبب؛ لأن السعودية (الدولة الداعية والمضيفة)، ومعها منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، حصروا مهام زعماء القبائل في مؤتمرات مكة الثلاثة على التحشيد والتجييش والتحضير للحرب الفاصلة ضد الشيعة، كما فعلوا في العام 1980 و1982 و1987 و2004 و2008 و2013، ولم يكن ممكناً دعوة حاكم شيعي في ظل وجود هذه الأهداف الطائفية الإجرامية.

هذه هي الحقيقة، دون مواربة وفلسفة وتفسيرات علمية ورؤى ميتافيزيقية. لقد حصروا اهتماماتهم فقط في توجيه تهم الإرهاب والتهديد والتخريب للوجودات الشيعية في إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين، وقرروا مواجهتها بكل الوسائل، وأيدوا الجهود الأمريكية في حربها ضد الشيعة. لكنهم تذاكوا؛ فلم يذكروا اسم الشيعة صراحة؛ بل اكتفوا بتحديد بلدانهم ومواقعهم الجغرافية ومواصفاتهم، للإمعان في استغفال الناس، والتمويه على دوافعهم الطائفية.

لم يكن المجتمعون في المؤتمرات الثلاثة في مكة معنيين بالتخلف العلمي للمسلمين، ولا بفقرهم، ولا بانعدام العدالة الاجتماعية، ولا باستبداد الحكومات، ولا بجرائم الكيان الصهيوني ونفوذها في المنطقة وامتلاكها السلاح النووي، ولا بحقوق الفلسطينيين، ولا بالنفوذ الأمريكي في كل مفاصل العالم العربي والإسلامي، ولا بالنيران المشتعلة في ليبيا والصومال والجزائر والسودان وأفغانستان، ولا بمذابح المسلمين في بورما، ولا بإرهاب أفراخ الوهابية، بدءاً بداعش والقاعدة والنصرة وبوكو حرام، وليس انتهاءً بأنصار الإسلام وجيش الصحابة. كل هذه الكوارث الكبرى يمكنهم تجاوزها وتحملها، وكل نفوذ دول العالم يمكنهم تحمله والتعايش معه، ولكن لا يمكنهم أن يتحملوا مشهد شيعة العراق ولبنان واليمن وسوريا وهم يشاركون في قرار دولهم، ولا يتحملوا أن تكون إيران قوة إقليمية صاعدة ونافذة.

من حق الطائفيين وحدهم لا شريك لهم أن يتدخلوا في شؤون الشعوب المسلمة الأخرى ويذبحونها، ويبذلوا المليارات لتعزيز النفوذ الأمريكي في المنطقة، ويفتحوا الأبواب لإسرائيل لتسرح وتمرح في بلدان العرب والمسلمين. أما أن يكون للشيعة دولة قوية واحدة فقط، فهذا ممنوع، ولذلك لابد أن يدمِّروها، ويكسروا شوكة الشيعة في كل المنطقة، ويعيدونهم الى عصور الاستعباد والموت والتهميش والتشريد. ويعرف العالم كله؛ إن أغلب هؤلاء الطائفيين لا يعرف اتجاه القبلة، وكثير منهم لا يؤمن حتى بالله (تعالى)، لكن حين يصل الموضوع الى الشيعة، فإنهم يتحولون الى وحوش كاسرة دفاعاً عن الطائفة السنية ورموزها التاريخية. فهل كل هذا التحشيد العدواني الطائفي الصريح من الـ (20) نظاماً عربياً طائفياً بحاجة الى تحليل وفلسفة لفهمه؟! وهل العنوان الطائفي لحرب السعودية ورهطها ضد الشيعة بحاجة الى تأويل وتنظير؟!

(الداينمو) السعودي يظل هو المحرك غالباً، لأن الوهابية هي رأس حربة تمزيق العالم الإسلامي من داخله، وهي حاملة راية العدوان على الشيعة، وهي مصدر تكفيرهم. ولولا السعودية لكان المسلمون (سنة وشيعة) أفضل حالاً بكثير.

من خلال مؤتمر منظمة التعاون الطائفي ومؤتمر جامعة الدول العربية الطائفية ومجلس التعاون الخليجي الطائفي، وجّهت السعودية الى الشيعة رسالة شفافة جداً: وضعناكم عملياً خارج الدائرة العربية والإسلامية، رغماً عن أنف من يتملق لنا منكم، وسنطبق خطة بندر بن سلطان لجعل الشيعة مثل اليهود في عصر هتلر (راجع الوثيقة التي نشرتها صحيفة الاندبندنت البريطانية المنشورة في العام 2015).

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment