هل يمكن كسر نظام ديني اجتماعي بهذا الاقتدار؟

Last Updated: 2024/04/26By

هل يمكن كسر نظام ديني اجتماعي بهذا الاقتدار؟

د. علي المؤمن

تخيّل أن نظاماً اجتماعياً دينياً، يستطيع سنوياً تحشيد ما يقرب من (24) مليون إنسان من أتباعه، من (75) دولة، تحشيداً ذاتياّ، في منطقة واحدة، ويسيرون مشياً على الأقدام باتجاه مدينة واحدة، على طرق مجموع طولها (10) آلاف كم، لمدة (2- 15) يوماّ، بدرجة حرارة (50) مئوية، وينصبون (100) ألف محطة خدمة مؤقتة على هذه الطرق، ممولة ذاتياّ، تقدم بالمجان الطعام والشراب والإسكان والعلاج ومحلات العبادة وغيرها من الخدمات، وبواقع (500) مليون وجبة طعام، و(500) مليون لتر مياه، و(مليار) قدح شاي، و(100) مليون قنينة عصير، و(500) ألف طن فواكه. ويرفع هؤلاء المشاة (3) ملايين علم وراية ويافطة، ويطلقون الشعارات والهتافات نفسها، ويمارسون المراسيم نفسها، كلّ بلغته، ثم يجتمعون في المدينة المقصودة في آخر يوم من هذه المراسيم؛ ليجددوا عهد الارتباط والانتماء والولاء لأحد أهم رموز نظامهم الاجتماعي الديني.

تخيّل أنّ هذه المراسيم، الفريدة في حجمها ونوعها على مستوى التاريخ والجغرافيا؛ تقام ذاتياً بتنظيم عالي المستوى، دون وجود جهة داعية أو منظِّمة، أو حتى مشرفة، ودون أن تحصل خلالها أية مشاكل اجتماعية واقتصادية وأمنية، وهي أسرار لا يحتويها سوى نظام اجتماعي ديني واحد في هذا العالم.

تخيّل أنّ هذا النظام الاجتماعي الديني المتفرد، الذي يعيش عصره الذهبي، بعد أن بلغ هذا المستوى من الفاعلية والعالمية والتماسك والمركزية والتمويل الذاتي، وينتج هكذا ظواهر عالمية فريدة؛ هل يمكن كسره وإركاعه؟!، وهل يمكن إعادته الى عصور التهميش والعزل والظلام والقمع والتشريد؟!

منذ البداية؛ قررت أن لا أذكر عنوان هذه المراسيم، ولا النظام الاجتماعي الديني الذي يقوم بها، ولا الدولة التي تقام فيها؛ لكي أترك للقارئ الإجابة على الأسئلة دون أن تكون متأثراً بخلفيات طائفية أو دينية أو سياسية مسبقة.

 

 

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment