هدية لضحية تعشق جلادها

Last Updated: 2024/04/26By

ملعب سلمان الرياضي في بغداد.. هدية لضحية تعشق جلادها

د. علي المؤمن

(15/ 4/ 2019)

طالب دكتوراه، متّقد الذكاء والوعي، في الثلاثينات من عمره، كان يجلس الى جانبي خلال ندوة كنا نحضرها في بغداد..

قال لي بنبرة غضب: أليس غريباً أن نقبل بتسمية منشأة عامة ستبقى قائمة لمئة عام أو أكثر باسم ملك الإرهاب سلمان آل سعود؟

قلت له: وما المشكلة في ذلك؟ إنها هدية يستفيد منها العراقيون، كما تستفيد منها السعودية كمسمار جحا.

قال: لكن سلمان وسلفه عبد الله مسؤولان عن دماء 500 ألف قتيل عراقي، وعن خمسة آلاف انتحاري سعودي، و 13 ألف سيارة مفخخة. هذان الرجلان دفعا ملياري دولار لتدمير العراق ونظامه الجديد بعد العام 2003. هذان الرجلان من ألد أعداء شيعة آل البيت..

قاطعته: لغتك هذه تسمى لغةً طائفية معادية للوطن، و لعودته الى الحضن العربي، حسب أدبيات البعث والدولة العراقية العتيدة.

حدّق بي مستغرباً: هل أنت جاد ياسيد؟

أجبته بابتسامة ألم: نعم أنا جاد تماماَ. مالضير أن يضاف اسم مجرم جديد الى أسماء المجرمين الجزارين الذين تحمل الشوارع والمدن والمنشآت العراقية أسماءهم؟: المنصور.. الرشيد .. المأمون.. صلاح الدين.. و و و. هؤلاء قتلوا من الشعب العراقي ما لا يعد ولا يحصى، بل قتلوا أئمة آل البيت وذراريهم وشيعتهم، لكننا لانزال نتشدق بأسمائهم ونذكرها بفخر وإعجاب. هؤلاء كلهم مسامير جحا؛ لكي تبقى بغداد عاصمة أعداء أهل البيت.

رمقني بنظرة انفعال وعتب: المجرمون الذين ذكرتهم أطلقت السلطات العراقية أسماءهم على تلك المنشآت والشوارع والمدن قبل العام 2003، أي حين كانت الدولة طائفية عنصرية، و ربما من الصعب الآن تغييرها. لكن من العار أن نكون نحن في الحكم، ونطلق اسم القاتل الوهابي سلمان آل سعود على منشأة عامة في بغداد.

قاطعته مرة أخرى: غير صحيح ياعزيزي.. كثير من المنشآت العامة في بغداد، سميت بأسماء الرشيد والمنصور والمأمون (قتلة الأئمة) بعد العام 2003، حين كان محافظ بغداد وأمين العاصمة شيعيين. وأنا أجزم أن الدولة بعد خمسين سنة ستسمي شوارع ومنشآت حكومية باسم صدام حسين. فلا تعترض على سلمان الوهابي ياعزيزي؛ فهو جزار كغيره.

نحن أمة تعشق جزاريها.

 

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment