وأد الفتن المتراكمة مسؤولية الجميع

Last Updated: 2024/04/26By

وأد الفتن المتراكمة مسؤولية الجميع

د. علي المؤمن

ليس مهماً من يكشف كل مرة جزءاً بسيطاً من جبل الحقد والكراهية الموروثة، ولا صراعات المصالح بينهم، ولا الأسباب التي تدفعهم لفضح بعض مستورهم بين الحين والآخر، وآخرها كلمة لأحد قيادييهم وهو يحرض على القتال بين شيعة العراق: ((نخلي الشيعة يذبحون بعضهم))؛ فأكثرنا يعرف ما يضمرونه منذ العام 1968، وبعد العام 1980، ثم بعد العام 2003، بل أن 80 بالمائة من نخبهم تحمل هذه الأفكار، بشكل وآخر.

ولكن؛ ما يثير الاستغراب هو صمت النخب السياسية والثقافية والدينية الشيعية حيال مخطط ((نخلي الشيعة يذبحون بعضهم)) و((نهد كلابهم عليهم))، وهو التطبيق العملي لستراتيجيا (الاجتثاث الذاتي) وسياسة (فرق تسد)، اللتين باتوا يحركون الواقع السياسي من خلالهما، دون أن يوقفهم أحد أو يحاسبهم أحد، ودون أن تُتخذ أية إجراءات للجم دعاة الفتن والاقتتال!. وهذه الأفكار والمؤامرات والمخططات، لا تهدد وحدة العراق ومكوناته وتعايشها المجتمعي، ولا سلامة الشيعة وحسب، بل ستبقى تهدد أبناءنا وأحفادنا وأحفاد أحفادنا. ثم؛ هل بات هناك من يشك بأن إحراق الوسط والجنوب وتمزيقه، وإثارة الفتن والتمهيد للحرب الأهلية، هي مؤامرة تدار من غرف عمليات طائفية؟

وما أن تموت فتنة بفضل الحكماء ومستشعري المسؤولية؛ حتى يستشعر المراقب وجود فتنة أخرى مقبلة، تنتظر الوقود الذي يوفره الحاقدون على مجتمع مدرسة آل البيت، بغية تحقيق أهدافهم الطائفية والعنصرية والسلطوية، وهي نفسها أهداف سفارتي الإحتلال وعملائهما والمؤتمرين بأوامرهما، خاصة المنسخلين عن مجتمعهم، فضلاً عن دول الإقليم الطائفية، والمتمثلة في رؤية أبناء هذا المجتمع يقتلون بعضهم، والنسيج الاجتماعي للشيعة ممزقاً.

إن الجميع مسؤول عن وأد الفتن المتراكمة القادمة، من أبسط مواطن، وحتى النخبة، وصولاً الى المرجعية، بكل وسائل المواجهة والضغط والتوعية، لأن ضحاياها سيكونون الإخوة وأبناء العمومة وأبناء العشيرة الواحدة والمدينة الواحدة والمذهب الواحد، وهم الذين كانوا دائماً وقود حروب البعث في شمال العراق ومع إيران وضد الكويت وضد أهالي الجنوب أنفسهم، ثم شهداء حروب التكفير الوهابي بمسميات القاعدة وداعش وغيرهما.

 

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment