موقف الشيوعيين من انتفاضة صفر ١٩٧٧

Last Updated: 2024/04/26By

موقف الشيوعيين من انتفاضة صفر ١٩٧٧

د. علي المؤمن

نشأ التحالف الجديد بين الشيوعيين والبعثيين وبعض الناصريين والقوميين الكرد والليبراليين، في العام ١٩٧٣، تحت مظلة “الجبهة الوطنية القومية التقدمية” بقيادة حزب البعث الحاكم. وكان من مظاهر هذا التحالف اتهام الشيوعيين للمرجعية الدينية الشيعية بأنها رمز الطائفية الرجعية المتخلفة، وهو توصيفهم نفسه لكل التحركات المجتمعية الدينية، بمن فيها ما يسمونه اليوم بجماعات “الإسلام السياسي”.

ولعل أحد المواقف التاريخية للشيوعيين، وتحديداً الحزب الشيوعي العراقي، والتي لايزال العراقيون يستذكرونها، هو موقف الحزب من انتفاضة النجف في صفر ١٣٧٧ هج (شباط ١٩٧٧ م)، في ذكرى أربعينية الإمام الحسين؛ فحين كانت جماهير النجف الحسينية تواجه رصاص نظام البعث ودباباته وطائراته، في يومي ١٧ و١٨ صفر، كان الشيوعيون يساهمون مع عناصر الأمن والمخابرات والاستخبارات والشرطة والجيش في التجسس والوشاية والقبض على المشاة العزّل.

وقد أصدر الحزب الشيوعي حينها تعليمات تحريضية شديدة اللهجة ضد جماهير مشاة أربعينية الإمام الحسين، لعل بعضها كان أشد من تعليمات نظام البعث وإعلامه. وما يلي البيان الرسمي للحزب الشيوعي العراقي ضد الانتفاضة الحسينية الأربعينية:

((الى جميع اللجان الحزبية..

الرفاق الأعزاء..

يشهد الوضع الداخلي تفاقماً في النشاطات التآمرية الموحى بها من قِبل الأوساط الإمبريالية والرجعية والاحتكارية البترولية.. نشاطات معادية للسلطة الوطنية ولمسيرة قطرنا الثورية، ويتجسد هذا التفاقم في الوقت الحاضر باستغلال المشاعر الدينية والطائفية، ومحاولة إثارة الجماهير للقيام بأعمال استفزازية تحت هذه الواجهات، بمناسبة أربعينية الإمام الحسين.

ويبدو من الوقائع التي جرت خلال الأيام السابقة، إن هذا النشاط (الديني الطائفي) المعادي للسلطة الوطنية ما هو إلّا ستار لمؤامرة رجعية إمبريالية تستهدف المسيرة الثورية لبلادنا، ومكتسبات شعبنا، وكل إنجازات ثورة ١٧- ٣٠ تموز التقدمية.

إن حزبنا الشيوعي العراقي يقف بحزم الى جانب السلطة الوطنية وحزب البعث العربي الاشتراكي الحليف، ويَعتبر هذه النشاطات التآمرية المعادية، تحت أية صورة ظهرت، وبأي شعار تسترت؛ موجّهة الى جموع شعبنا المناضل وجماهيره الكادحة ومكتسباته التقدمية.

إن المكتب السياسي يدعو منظمات حزبنا والرفاق كافة الى رفع اليقظة ومراقبة النشاطات التآمرية، والاتصال بمنظمات حزب البعث العربي الاشتراكي الحليف، وتنشيط لجان الجبهة الوطنية والقومية التقدمية لغرض التنسيق للقيام بأعمال مشتركة ضد التآمر وأعمال التخريب والاستفزاز، وفضحها على نطاق جماهيري، وبهدف تبصير الجماهير بحقيقة هذه التحركات وأهدافها وارتباطاتها بالإمبريالية والرجعية، والأضرار الجسيمة الناتجة عنها.

الحزب الشيوعي العراقي

في ٨ / ٢ / ١٩٧٧)).

________________________

(*) البيان منشور في جريدة طريق الشعب، العدد ٩ / ٢ / ١٩٧٧، وهي الجريدة الرسمية للحزب الشيوعي العراقي.

 

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment