موبقات انقلاب 14 تموز في العراق

Last Updated: 2024/04/26By

موبقات انقلاب 14 تموز في العراق

د. علي المؤمن

في 14 تموز 1958، قام العسكر الدمويون العراقيون بإسقاط حكم الأسرة الحجازية الأجنبية المحتلة، المرتبطة ببريطانيا ارتباطاً عضوياً، وليس مجرد ارتباط عمالة. وبصرف النظر عن الأسلوب الدموي اللا إنساني لعملية الانقلاب؛ فإن الحسنة الوحيدة لها؛ كان القضاء على الحكم الأجنبي العميل.

لقد كان حكم العسكر بعد 1958 نسخة طائفية عنصرية لا تختلف في بنيتها الايديولوجية عن الدولة العراقية الطائفية العنصرية التي تأسست بعد 1921، رغم أن زعيم الانقلاب عبد الكريم قاسم نفسه كان نزيهاً، ولم يكن طائفياً وعنصرياً، وكان شخصياً، الحسنة النسبية الوحيدة في حكم العسكر الدموي.

وقد أسس حكم العسكر بعد انقلاب 14 تموز لسلطة الدم والدكتاتورية في العراق المعاصر، والتي توّجها عبد السلام عارف ثم حزب البعث. وباتت أركان ايديولوجيا الدولة العراقية، من 14 تموز 1958 وحتى 9 نيسان 2003؛ خمسة، هي: الدم والدكتاتورية والعنصرية والطائفية والعلمانية.

ومن يعتقد أن الحكم الملكي العراقي أفضل من الحكم الجمهوري، وكذا من يعتقد أن الحكم الجمهوري أفضل من الملكي؛ فهو واهم ومخطئ، لأنهما كانا الوجهين القبيحين لعملة الدولة العراقية الطائفية العنصرية التي تأسست بعد العام 1921.

أما نظام ما بعد 9 نيسان 2003؛ رغم كل ما فيه من فساد وفشل، واعوجاج وحَوَل؛ فهو أطهر وأشرف وأفضل بملايين المرات من كلا النظامين الفاسدين الفاشلين الطائفيين الدمويين، الملكي والجمهوري، وإذا حدّدنا منهما فترة حكم البعث وصدام؛ فإن ثانية واحدة، متعبة صعبة قاسية من النظام الحالي؛ هي أفضل بمليون مرة من كل تلك الفترة السوداء، التي لم تشهد البشرية، منذ آدم وحتى الآن؛ أسوء منها.

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment