من الذاكرة الطائفية للملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز

Last Updated: 2024/04/26By

من الذاكرة الطائفية للملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز

د. علي المؤمن

على الرغم من كل ما تمتلكه المملكة السعودية من إمكانات هائلة، إلّا أنها سلطة انفعالية ومتشنجة. ولعل من مظاهر متلازمة الانفعال والتشنج هذه ما كان يصدر عن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز من سلوكيات وتصريحات طائفية غاضبة، بعد العام 2003، وخاصة التي صدرت في أربع مناسبات تاريخية، كما أكد شهود عيان سياسيون ودبلوماسيون عراقيون وعرب، وهي:

1- عام 2006؛ عندما أقسم الملك عبد الله على تدمير حزب الله اللبناني، في أعقاب إعلان انتصاره على الكيان الإسرائيلي في حرب تموز، وتحول أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله الى قائد عربي وإسلامي تاريخي، ثم تزعم الحزب مطالب المعارضة اللبنانية بأن يكون لها دور في تقرير مصير البلاد، وما أعقب ذلك من مظاهرات مليونية أدهشت العالم وأرعبت إسرائيل والسعودية.

2- عام 2007؛ عندما اقسم الملك عبد الله بن عبد العزيز على إسقاط حكومة نوري المالكي؛ خلال لقاء مجموعة من الشخصيات الطائفية العراقية، التي استنجدت به وهي تذرف الدموع؛ لإنقاذ عاصمة الرشيد وأبي حنيفة وابن حنبل من حكم الصفويين، والسبب؛ إن نوري المالكي كان يعمل على حماية مواطنيه العراقيين من التمييز الطائفي والعنصري الموروث، ومن الحرب الشاملة التي يشنها بقايا النظام السابق وجماعات القاعدة الوهابيين، ومن النفوذ الصهيوني؛ بعد أن رفض واستنكر أي تطبيع مع إسرائيل؛ رغم الضغوطات الأمريكية وضغوطات بعض البلدان العربية، وهو بالتالي يحول دون عودة العراق الى الوضع الذي كان عليه قبل 2003، ودون تمكين السعودية وإسرائيل من تنفيذ مشاريعهما في العراق.

3- في عام 2009؛ حين أقسم الملك عبد الله على زعزعة الوضع في إيران خلال الأحداث الداخلية التي أعقبت الانتخابات الرئاسية، وسخّر كل إمكاناته المالية والإعلامية والاستخباراتية لضرب إيران، مستعينا بحلفائه الأمريكان والإسرائيليين، فضلا عن مجاميع القاعدة في بلوشستان وغيرها.

4- في عام 2011؛ حين أقسم عبد الله بن عبد العزيز على الإطاحة بنظام بشار الأسد في سوريا، وإقامة نظام طائفي موال للحكم السعودي.

وفي ثلاث مناسبات أخر؛ أعرب الملك عبد الله بن عبد العزيز عن شديد انفعاله وسخطه، وقرر التدخل فيها بقوة:

1- في عام 2007؛ حين فازت حركة الوفاق البحرينية بأكثرية المقاعد النيابية في البحرين. وبما أن هذه الحركة معارضة للتمييز الطائفي والمشاريع الإسرائيلية والأمريكية والسعودية، وتمثل الأكثرية السكانية الشيعية؛ كان القرار بالتدخل لتطبيق مشروع تغيير التركيبة الديمغرافية في البلد.

2- عام 2009؛ حين تحرّكت حركة الشباب المؤمن بقيادة الحوثيين في اليمن. وهنا كان قرار السعودية بالتدخل بكل أنواعه؛ بما في ذلك التدخل العسكري؛ الجوي والبري والبحري، فضلا عن الجهد الاستخباري والحصار الاقتصادي والهجوم الإعلامي الواسع والمركز.

3- عام 2013؛ حين أصبح الحراك الطائفي في محافظة الأنبار على وشك الانهيار؛ فقرر عبد الله بن عبد العزيز تشكيل محور إقليمي (سياسي واستخباراتي ومالي وإعلامي) خاص بالوضع العراقي، يضم السعودية وإسرائيل وتركيا وقطر، الى جانب تشكيل محور طائفي عراقي محلي يضم التنظيمات المسلحة التكفيرية، ولاسيما داعش، وتنظيمات مسلحة طائفية أخرى، وبقايا تنظيمات حزب البعث، وبعض أبناء العشائر، وبعض الجماعات السياسية المتواجدة في الحكم؛ للقيام بتحرك نوعي في المناطق الغربية ذات الغالبية السنية في العراق، ويكون منطلقه مدينة الموصل؛ عاصمة شمال العراق.

وفي هذه الحالات الطائفية السبع المذكورة؛ كانت المملكة السعودية تلتقي في أهدافها ووسائلها بالكيان الإسرائيلي، وحاضنتهما واشنطن، في إطار تحالف إستراتيجي شديد العمق. ورغم تنوع أدوات وأساليب كل طرف في هذا المثلث، إلّا أنها تقف على الأرض نفسها، وبالتالي تتبادل الأدوار، وتنسقها في تنفيذ مشاريعها.

 

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment