مقاومة الإمام السجاد الانحراف الأُموي

Last Updated: 2024/04/26By

مقاومة الإمام السجاد الانحراف الأُموي

د. علي المؤمن

تمثل حياة الإمام علي بن الحسين السجاد جزءاً لا يتجزأ من الوجود الكلي لحياة النبوة والإمامة؛ فهو إمام المسلمين الرابع وخليفة جده رسول الله الديني والزمني، وإن حجبت عنه ظروف الإقصاء الأموي، القدرة الفعلية على ممارسة دوره الزمني قائداً للأُمة. ولذلك؛ فإن دور الإمام السجاد الديني والعلمي والسياسي والاجتماعي مكمل لأدوار من سبقه من الأئمة، وصولاً الى رسول الله، وممراً لأدوار من أعقبه من الأئمة.

وقد عمل الإمام السجاد في المرحلة التي أعقبت استشهاد الإمام الحسين، وحتى رحيله، وفق ما يمليه تكليفه الشرعي، عبر التركيز على النهوض بالواقع الاجتماعي الديني لمدرسة أهل البيت، والاستجابة للحاجات العلمية الشرعية للأُمة، وتكريس الوعي بمدرسة أهل البيت في أوساط الأُمة، وبيان ما تعرضت وتتعرض له المدرسة من ظلم وقمع وإقصاء، والتأكيد على استحقاقاتها الشرعية، وهي المدرسة التي تمثل الإسلام وأصوله ومظهره. وكان كل هذا بمثابة مقاومة سلمية كبرى ضد النظام الأُموي، الذي كان يرى في الإمام السجاد الخطر الأساس الذي يتهدد وجوده. ولم يتردد الإمام السجاد في فضح هذا النظام وتعريته أمام المسلمين، بمن فيهم المستغفلين والانتهازيين الذين كانوا يسيرون في ركاب النظام.

ولم يكن الإمام السجاد ينطلق في مقاومته هذه من منطلق الثأر الشخصي أو تحقيق مصالح شخصية أو أُسرية، إنّما كان ينطلق من تكليفه في حماية الإسلام والأُمة من انتهاكات النظام الأُموي لحرمات الإسلام ومحاولة مصادرته وحرف عقيدة الأُمة مسارها. ولذلك؛ نجد أنه في خطبه وأحاديثه وحراكه العلمي والاجتماعي الديني، يتحدث في الهموم الإسلامية العامة، ويعمل على التأصيل الإسلامي لواقع الأُمة. ولعل خطبته في ديوان الطاغية يزيد بن معاوية مثال واضح على هذه الحقيقة؛ إذ كان وقعها مفصلياً على مستقبل يزيد بشكل خاص، والنظام الأُموي بشكل عام. ومن خلالها يتوضح الدور القيادي للإمام السجاد، وخاصة في مجال التعبئة ضد الانحراف الأُموي البائن عن مسار الإسلام، ومركزية هذا الدور في حماية الإسلام ومساره، وحفظ كيان الأُمة وأصالتها، وهي الأهداف التي كشف من خلالها عن أصول مدرسة آل البيت ومعالمها.

 

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment