مشكلة مصادر دراسة التاريخ السومري

Last Updated: 2024/04/26By

مشكلة مصادر دراسة التاريخ السومري

د. علي المؤمن

الحقيقة أن مصادر دراسة التاريخ السومري هي كبرى المشكلات؛ فهناك تضارب بين المصادر التاريخية نفسها؛ بما في ذلك مصادر المستشرقين. أما البحوث التي صدرت في العهد العراقي العنصري الطائفي (1921 – 2003) فمعظمها لا يُعتمد عليه؛ لأنها بحوث مؤدلجة. وهي على غرار المصادر العبرانية التي تمثل أول تدوين مؤدلج للتاريخ.

وتبقى الكتابات المسمارية التي ترشحت عن الجهود الحفرية؛ فهي الأُخر في كثير منها الأساطير؛ بما فيها السردية الذاتية لسرجون الأكدي (شرگون) عن نفسه، والذي يروي سيرته وكأنها سيرة النبي موسى في ولادته، وإلقائه في النهر ثم العثور عليه من قبل أحد مقربي ملك اوروك، ثم كيف عاش في البلاط حتى كبر وأصبح من قادة جيش الملك. وكذا قصة النبي إبراهيم وتشابهها مع بعض أساطير حمورابي.

وهذا ما يُذكِّر بتشابك المصادر الدينية والتاريخية القديمة (اللوائح المسمارية) والتاريخ القومي للفرس واليونان في موضوعات الإسكندر ذي القرنين والإسكندر المقدوني وكوروش الكبير. ولذلك؛ من خلال قراءاتي للعهد القديم وترجمات المستشرقين للكتابات المسمارية؛ انتهيت الى نتيجة في موضوع المصادر والمصطلحات، وهي أن مدوِّني العهد القديم أخذوا كثيراً من أساطيرهم من الأساطير السومرية وليس العكس؛ لأن الأساطير السومرية سبقت العهد القديم بأكثر من (2500) الى (1500) سنة. وكانت اللغة السريانية هي الممر الذي عبرت من خلاله هذه الأساطير من سومر وبابل باتجاه العبرانيين في فلسطين والأُردن ومصر.

وقد أفردت فصلاً خاصاً في كتابي (السومري المستعرَب) لمعضلة المصادر والمصطلحات. ومن بينها مصطلح (الشروگ) أو (الشراگوة)، نسبة الى الملك شرگون الأكدي، والذي تم تعريبه الى سرجون.

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment