ماذا قدّم حكم الشيعة للسنة بعد 2003

Last Updated: 2024/04/22By

ماذا قدّم حكم الشيعة للسنة بعد 2003؟

د. علي المؤمن

صديق سني اعترض على حديثي عن جرائم نظام البعث، بذريعة ما وصفه فشل الشيعة في الحكم، وسألني مستنكراً: وماذا فعل الشيعة بعد أن استلموا الحكم في العراق بعد العام 2003؟!

أجبته:

كان الشيعة سيفعلون الكثير من أجل العراق، لولا الموروث التدميري الذي تركته دولتكم العنصرية الطائفية، وأحزابكم وقياداتكم وملوككم ورؤساءكم، منذ العام 1921 وحتى العام 2003، وخاصة نظام البعث وصدام، الذي حوّل العراق الى أرض منكوبة غير صالحة للعيش، على كل الصعد. وكان الشيعة سيفعلون الكثير للعراق، لولا التخريب الممنهج لبقايا حزبكم، وللتنظيمات الطائفية لبعضكم، و(قاعدة) بعضكم و(داعش) بعضكم، وانتحارييهم وتفجيراتهم.

وكان شيعة العراق سيفعلون كثيراً لبلدهم، لولا الدور التخريبي الداخلي لأغلب أحزابكم القابضة على ثلث قرار الدولة، ومعها فضائيات بعضكم، وتآمر أموال بعضكم على الوسط والجنوب، لأن هذه الأحزاب ووسائل الإعلام والتواصل، ترى بأن العراق لم يعد عراقها، وبأن مهمتها هي تخريب الدولة من داخلها، وفق توجيهات منظِّريها.

وكان الشيعة سيفعلون الكثير للعراق وإعماره ونمائه، لو كان الحكم بيدهم فعلاً، لكن أنت ترى أن للشيعة ثلث قرار الدولة فقط، والثلثان الآخران للسنة والكرد، رغم التفاوت الهائل في النسب السكانية بين المكونات الثلاث، وهو ما أسس له المحتل لمصلحة السنة والكرد. وبإمكان هذين الثلثين تعطيل أي مشروع استراتيجي أو برنامج وطني يسعى الثلث الشيعي للتخطيط له أو تنفيذه.

وإذا كنت تنكر كل هذا؛ فلا تستطيع أن تنكر ما فعله الشيعة لحقن دمائكم ورفض التعرض لكم بعد سقوط نظامكم في العام 2003، حين منعوا أي لون من ألوان الانتقام والاقتصاص، بفعل فتاوى مراجعهم وفقهائهم، وبفعل انتمائهم لمدرسة آل البيت، وارتضوا بالمصالحة، والعفو عما سلف، وإدارة الظهر الى الماضي الأسود، وهم يتأسون بنبيِّهم وأئمتهم. ورغم كل الأسى والحزن والجراحات الغائرة في جسدهم، فإن الشيعة تبرعوا لكم بثلث قرار الدولة وثلث مناصبها، وبينها رئاسة مجلس النواب، رغم أن عددكم لا يتجاوز 16% من نفوس العراق، والشيعة 65%، ولو كنتم أنتم 65% من عدد سكان العراق، والشيعة 16%، لما أعطيتموهم حتى مدير بلدية في مدينة نائية.

لكنكم في المقابل، لم تكلفوا أنفسكم حتى بالاعتذار لهم عن سنوات طويلة من الطائفية والعنصرية، والقمع والقتل والتشريد وانتهاك الأعراض، والحرمان والتهميش، أو بتقديم الشكر لهم، على عفوهم دون أية طلبات؛ فبدل الاعتذار والشكر، تحوّلت كثير من مناطقكم الى حواضن لذبح الشيعة وتدمير مناطقهم، ولا يزال كثير منكم يستفز الشيعة ويحرق قلوبهم، عندما يتعمد الإشادة بصدام والبعث، ويرفع علمه وشعاراته، دون أدنى مراعاة لمشاعر ملايين الشيعة الذين حصد صدام والبعث رقاب أبنائهم ودفنهم أحياء في المقابر الجماعية، وشرّدهم، ومزق مجتمعاتهم.

وإذا كنت تنكر ذلك أيضاً؛ فلا تستطيع أن تنكر أن الشيعة دافعوا عنكم بدمائهم بعد العام 2014، وحموكم من منظمات الإرهاب والتكفير التي جلبها بعضكم واحتضنها، بهدف ضرب الشيعة واحتلال بغداد وإعادة الحكم الطائفي العنصري، لكن هذه المنظمات انقلبت عليكم بقدرة قادر؛ فبادر الشيعة لحفظ أرواحكم مرة أخرى، وضحوا بأنفسهم من أجل حماية أعراضكم، وهي أعراض الشيعة أيضاً، ثم أنقذوكم وحرروا مدنكم، وأعادوكم الى بيوتكم، وساعدوكم بكل شيء، ولم يمنّ عليكم الشيعة بما فعلوه لكم.

ولكن في المقابل؛ ذبح بعض عشائركم شباب الشيعة في (سبايكر) وفي عشرات (السبايكرات) الأخرى، وانتمى كثير من شبابكم الى (القاعدة) و(داعش)، وفجروا وذبحوا وخربوا، كما ساعدت كثير من مناطقكم على تمكين (داعش) الإرهابي التكفيري من احتلال مدنكم، وهو للأسف موروث دموي إقصائي ينبغي أن يتخلص منه بعضكم، لترتاحوا وتريحوا.

وبينما لا يكف بعض مشايخكم عن وصف الشيعة بالكفر والشرك والمجوسية والصفوية؛ فإن مشايخ الشيعة ومراجعهم يأمرون الشيعة بالتآخي مع أهل السنة، وبمحبتهم والوحدة معهم، بل أن سيد الشيعة السيستاني يأمرهم: ((لا تقولوا السنة إخواننا، بل قولوا أنفسنا)).

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment