ماذا تغير من الحكم السعودي

Last Updated: 2024/04/22By

ماذا تغير من الحكم السعودي؟

د. علي المؤمن

هناك من يرى بأن الحكم السعودي شهد تغييراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، على مستوى الحريات وممارسة السلطة والانفتاح على الخارج والاعتدال الديني، وأن السعودية اليوم غير السعودية قبل عقد أو عقدين من الزمن. وبصرف النظر عن نوايا القائلين بهذا الرأي ودوافعهم، ومستوى موضوعيتهم؛ فإننا نناقشهم هنا وفق الوقائع الثابتة، المدعومة بالوثائق، لنقف على مصداقية هذا الرأي وحقيقته.

إن عداء آل سعود لآل البيت وللشيعة لازال كما هو تماما؛ فالمناهج الدراسية في الدولة السعودية كما هي، تبجل (خليفة رسول الله) يزيد و(التابعين) من قتلة آل البيت، وتعد الحسين (خارجاً) على إمام زمانه، كما تفرض على الشيعة تعلم عقائد الوهابيين وفقههم وتاريخهم، وأغلبها ذم للشيعة ورموزهم، ويضطر الطالب أن يمتحن في القضايا التي تذمه وتكفره، وبالعقائد والتاريخ والأمور الدينية التي تتعارض مع وجوده وما يؤمن به، ولذلك؛ يضطر الشيعة الى تعليم أبنائهم الحقائق في بيوتهم. فمالذي تغير؟!

ولاتزال اعتقالات الشيعة كما هي، والإعدامات بالسيف كما هي، وأسماء الشوارع والمدارس باسم معاوية ويزيد وعبد الرحمن بن ملجم وابن زياد والحجاج كما هي، ولاتزال قبور أئمة البقيع والزهراء وآل البيت مسواة مع الأرض، ولايزال الشيعة عملياً مواطنون من الدرجة الثالثة، ولايزالون محرومون من حقوقهم وحرياتهم السياسية والدينية، وممنوعون من أن يكونوا في مناصب عليا مدنية أو عسكرية أو قضائية، وحتى في المناصب البسيطة لا تتجاوز نسبتهم ١% رغم أن نسبتهم ٢٠% من عدد سكان الدولة، ولايزال الشيعي في الأدبيات الدينية الرسمية للدولة وفتاواها رافضياً كافراً ولا يجوز أكل ذبيحته، وغير ذلك من الوقائع الكثيرة جداً. فمالذي تغير؟!

فهل تغير برنامج ضرب الشيعة في الشرق الأوسط الذي وضعه بندر بن سلطان في العام ٢٠١٣ عندما كان رئيساً للمخابرات السعودية؟ وهل تغير دعم المخابرات السعودية للانتحاريين والمرتزقة في العراق وسوريا ولبنان واليمن وايران؟ وهل سحبت السعودية جيشها من اليمن والبحرين، والذي دخل لضرب الشيعة؟! كلّا إطلاقاً.

وهل عوّضت السعودية العراقيين عن الخسائر التي نجمت عن الجرائم التي قامت بها أجهزتها الرسمية ومواطنوها بعد العام ٢٠٠٣، وبينها دعم الجماعات الإرهابية المسلحة والتفجيرات والعمليات الانتحارية التي قام أكثر من خمسة آلاف انتحاري سعودي؟؛ إذ يقدِّر الخبراء القانونيون حجم الخسائر والتعويضات بأكثر من ترليون دولار (ألف مليار دولار)، لأن التغيير يكون بتسديد ديون الماضي وليس مجرد التوبة، إن كانت هناك توبة.

هل تم وضع دستور للدولة السعودية؟ وهل اطلع عليه الشعب أو أقره إن وجد؟ هل تم استحداث برلمان منتخب؟، هل هناك قضاء مستقل؟ هل تشكّلت حكومة خارج سلطة أُسرة آل سعود؟ هل هناك حرية رأي وصحافة حرة ومعارضة وأحزاب؟ فإذن؛ متى وأين حصل التغيير؟

لا تزال المؤسسة الوهابية الدينية الحاكمة كما هي، بهيكليتها ومدارسها وجامعاتها وكتبها وفتاوى التكفير والإرهاب التي لا تخفيها، وبمساجدهم في كل العالم التي تنشر الفكر الوهابي، فما هو وجه التغيير؟!

أما التغيير الوحيد الحقيقي التي تمخض عن ثرثرات محمد بن سلمان حول التغيير والحقوق والحريات، فهي: حرية إقامة حفلات الغناء والرقص، وغض النظر عن بيع وتوزيع الخمور وأوكار الدعارة وحرية السفور فقط. حرية السفور، حرية الخمور، حرية حفلات الغناء والرقص المختلطة للمطربين والمطربات والراقصات، فتح صالات سينما، السماح للمرأة بقيادة السيارة، إلغاء فتوى تكفير من يقول بكروية الأرض، السماح للأجانب المسيحيين واليهود بدخول مكة والمدينة، حرية العلاقات بين المرأة والرجل، غض النظر عن الدعارة وأوكارها، الانفتاح على إسرائيل، وبالتالي؛ لم يعد للتطرف الديني والمذهب الوهابي وجود.

والتغيير المكمل يتمثل في انفتاح الكيان السعودي على الكيان الصهيوني والعلاقات الأمنية والسياسية والاقتصادية مع الصهاينة.

وبالتالي؛ فإن الحديث عن التغيير في سياسة حكام آل سعود هو حديث مضحك، بل فضيحة لصاحبه، لأنه يكشف عن انتمائه.

 

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment