كلمة عن السيد أمين شبر في ذكراه السنوية

Last Updated: 2024/04/22By

محمد أمين شبر.. سليل العلم والشهادة و رجل الجهاد والكلمة

د. علي المؤمن

طيلة فترة علاقتي القريبة بالسيد الراحل أمين جواد شبر، والتي تعود الى بدايات الصبا، حيث نشأ كلانا في حاضرة النجف الأشرف، وفي أسرتين قريبتين، لم أكن أخفي إعجابي بهذا النموذج المميز للمثقف والعالِم الديني الحركي التجديدي، والذي يجمع بين مواصفات المعرفة بالعصر ومتطلباته، والأصالة الدينية وموروثاتها، والجهاد الحركي وتضحياته.

كان السيد أمين شبر، ينطلق في صقل شخصيته الثقافية والدينية والعلمية من منطلق تكليفه الديني، وليس من منطلق دنيوي أو لمجرد الحفاظ على اسم والده السيد الشهيد الخطيب جواد شبر وجده العلامة العارف السيد علي شبر وأسرته الدينية العلمية الحسينية آل شبر. وكان يمارس هذا التكليف في معظم المجالات التي تتطلبها إنتماءاته الإسلامية الحركية، والمذهبية، والنجفية، والعراقية، والأسرية.

في العام 1982 همس الراحل الكبير آية الله الشيخ كاظم الخونساري النجفي في أذني، وكان صديقاً حميماً لوالدي وللسيد الشهيد جواد شبر، قائلاً: ((أتعرف من يقيم عندي في البيت الآن؟. إنه السيد أمين إبن السيد جواد شبر )). ذهبت معه دون تردد. وهناك تجدد اللقاء بالصديق الصدوق السيد أمين شبر، في ثاني يوم وصوله الى قم. ومنذ ذلك الوقت ونحن على تواصل قريب دائم، فضلاً عن أعمال مشتركة جمعتنا.

لم يفرط السيد إبي مرام (إسمه الحركي) بيوم واحد من وقته في المهجر؛ فقد استمر في  مشواره الحركي والجهادي، وهو مسار أسرته المجاهدة التي قدّمت الشهداء والمجاهدين والمضحين والمهاجرين، كما انخرط في سلك طلبة العلوم الدينية في الحوزة العلمية بقم، حتى بلغ مستوى البحث الخارج، و سار على خطى أبيه الشهيد في بلوغ مستوى رفيع في الخطابة الواعية والتبليغ الديني المعرفي المتجدد، حتى بات محاضِراً وخطيباً مرموقاً تدعوه المنابر في أكثر من بلد عربي.

وفي الوقت نفسه كان يكتب المقالات ويطور قلمه وموهبته في الكتابة الثقافية والعلمية. وكنت ألاحظ تنوع قراءاته.. بين مختلف العلوم العصرية وبين العلوم الدينية والتاريخ والاجتماع والسياسة والفكر، فوق ماتتطلبه مهام الخطابة والتدريس الحوزوي. وهذه الشمولية المعرفية كانت تميز منبره، بما ينسجم مع ضرورات التجديد في واقع المنبر الديني الواعي العصري، كما أسس له خطباؤنا السلف، ولا سيما الدكتور الشيخ أحمد الوائلي والسيد الشهيد جواد شبر.

وحين عاد السيد المجاهد العالِم أمين شبر الى النجف الأشرف بعد سقوط الطاغية، استأنف ممارسة مهامه الدينية التبليغية الثقافية العلمية؛ بما يتناسب وحاجة الحاضرة الشيعية الأولى ومجتمعها وواقعها الديني والثقافي والإجتماعي. وتكّرست في شخصيته موهبة جديدة حباها الله إياها أيضاً، ألا وهي موهبة الإدارة الحوزوية، فقد كان من خلال تسنمه إدارة المدرسة الدينية العلمية الشبرية، يقوم بدور المدير والأستاذ والمربي أزاء طلبة المدرسة. وقد عرف عنه حزمه في الجانبين الاخلاقي والتربوي قبل العلمي.

لا أزال أحتفظ في نفسي وعقلي بكثير من المشاهد عن أربعة عقود من العلاقة مع السيد أبي محمد جواد، في النجف، وقم وطهران ومشهد والأهواز، ثم في النجف، وأتمنى أن يسمح الوقت بتدوينها مستقبلاً.

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment