فيلتمان طهران فشلت في تشكيل حكومة موالية لها

Last Updated: 2024/04/22By

فيلتمان: طهران فشلت في تشكيل حكومة عراقية موالية لها

د. علي المؤمن

(جريدة المواطن، بغداد، آب 2018)

صوّت مجلس النواب العراقي على حكومة الدكتور عادل عبد المهدي، واكتمل شغل المواقع الدستورية الثلاثة الرئيسة (رئاسة الجمهورية، رئاسة الوزراء ومجلس النواب). ليبدأ العراق مرحلة جديدة من العملية السياسية. وقد حضّرت واشنطن والرياض لهذه المرحلة تحضيراً مركزاً وسخيّاً؛ بهدف الهيمنة على الواقع العراقي، والتخلص مما تسميانه بالنفوذ الإيراني في العراق. ولذلك فقد صفقت واشنطن والرياض طويلاً لنتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة؛ بعد عدّتها العاصمتان فوزاً كاسحاً لحلفائهما و فشلاً ذريعاً لطهران؛ بل لم تخف تل أبيب فرحتها من هزيمة حلفاء إيران وفوز الأحزاب المعارضة لها.

ولكن طبيعة الإلتزامات السياسية للشخصيات التي شغلت الرئاسات الثلاث: الدكتور برهم صالح والدكتور عادل عبد المهدي ومحمد الحلبوسي، وخلفيات وصولهم الى السلطة؛ تؤكد أن واشنطن والرياض لم تربحا المرحلة، كما لم تخسرها طهران؛ لأن مبدأ التوازن الذي يتوقع أن ينتهجه العراق في سياسته الخارجية وحراكه الداخلي؛ سيكون عنوان السنوات الأربع القادمة. حتى أن المراقبين لم يعودوا يعون حقيقة ما يقصده الأمريكان والإسرائيليون والسعوديون بفشل طهران و فوز أعدائها،  وجماعات إيران وأعدائها !!. فأما هو قصور في فهم المراقبين، أو أنه جهل أمريكي إسرائيلي سعودي بالواقع العراقي. وبالتالي فإن الحديث عن ولاء الحكومات العراقية لإيران أو عدائها لها؛ ماهي إلّا إسقاطات أفكار المحور الأمريكي السعودي الإسرائيلي وطموحاته وهواجسه ومخططاته.

وهذه ليست المرة الأولى التي يعرب فيها محور واشنطن الرياض تل أبيب عن فرحته الغامرة بنتائج الانتخابات البرلمانية العراقية؛ فقبل أكثر من ثماني سنوات، وتحديداً في 1 تموز 2010؛ صرح مساعد وزير الخارجية الأمريكي “جيفري فيلتمان” لجريدة الشرق الأوسط السعودية بأن ((طهران فشلت في تشكيل حكومة عراقية موالية لها فور إجراء الانتخابات العراقية، معبراً عن تفاؤله بتشكيل حكومة تمثل إرادة الشعب العراقي )).

وقد جاء التصريح في غمرة النشوة الأمريكية السعودية بفوز إئتلاف العراقية بـ (91) مقعداً في الانتخابات البرلمانية في العام 2010؛ مقابل (89) مقعداً لائتلاف دولة القانون. وكان تخطيط المحور الأمريكي الإسرائيلي السعودي الخليجي يهدف الى تشكيل حكومة عراقية مفصلة على مقاسه، وإنهاء سلطة ما يسميه بالأحزاب المتحالفة مع إيران، ويقصد بها الجماعات الشيعية المنظوية في ائتلاف دولة القانون والإئتلاف العراقي الموحد.

ورغم أن فيلتمان أكد في 1/ 7/ 2010 بأن طهران فشلت في تشكيل حكومة عراقية موالية لها؛ إلّا أن إعلام المحور الأمريكي الإسرائيلي السعودي الخليجي، وأضيف إليه التركي فيما بعد؛ ظل خلال السنوات اللاحقة يصر على تسمية الحكومة العراقية بالحكومة الصفوية، وجيشها بالجيش الصفوي، وحشدها بالحشد الإيراني، و واصل تآمره على العراق و وحدته وأمنه واستقراره، وبقوة أكبر من ذي قبل. ويكفينا تحليلاً ما كشف عنه المسؤولون الأمريكان؛ لاسيما وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون؛ عن مسؤولية السعوديين والخليجيين عن دعم الجماعات الإرهابية في العراق وتنظيمها؛ سيما القاعدة وبقايا حزب البعث والمجموعات الطائفية المسلحة، وقتل آلاف العراقيين، وتخريب العملية السياسية، وكذلك مسؤولية الامريكان أنفسهم عن خلق تنظيم داعش ودعمه، والتسبب في احتلال كثير من مدن العراقية في العام 2014 وضرب أخرى. ولعل وجود خمسة آلاف سعودي بين الانتحاريين الذين فجرّوا أنفسهم في العراق، وسبعة آلاف انتحاري من جنسيات أخرى؛ جميعهم ينتمون الى المذهب الوهابي السعودي؛ أبرز دليل ملموس على حجم الدور السعودي الأمريكي الإسرائيلي التخريبي في العراق.

 

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment