صحة دعاء الكساء

وردني سؤال حول رأيي بصحة دعاء الكساء، وإذا كان جوابي إيجابياً؛ فما هو رأيي في سند الدعاء (بسندٍ صحيح عن جابر بن عبد الله الأنصاري أًنّه قال: عَنْ فَاطِمَةَ ٱلزَّهْرَاءِ عَلَيْهَا ٱلسَّلاَمُ بِنتِ رَسُول اللهِ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قَالَ: سَمِعْتُ فَاطِمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: …)؟؛ فأين سمع جابر الأنصاري سيدتنا الزهراء؟؟ وهي رواية طويلة؟، ثم كيف يدخل جبرائيل (يعتبر غريب) تحت الكساء بوجود السيدة الزهراء؟

الجواب:

ابتداءً؛ لست متخصصاً في علم دراية الحديث. ولكن واقعة الكساء مروية أيضاً عن عائشة وأُم سلمة وليس عن الزهراء وحسب، وهي مصححة في كتب الشيعة والسنة والنواصب، وحتى ابن تيميه يعتبر روايتها عن عائشة صحيحة. ولا أعتقد أن هناك مشكلة في سماع جابر الأنصاري الحديث من السيدة الزهراء؛ فقد يكون سمعه منها في بيتها او في اي مكان آخر. أما جبرئيل؛ فهو مخلوق مختلف عن الإنسان شكلاً ومضموناً، وليس ذكراً ولا أنثى، ولا تنطبق عليه الأحكام الشرعية الخاصة بالبشر.

وأود أن أوضح منهجي في تصحيح الروايات؛ فأنا اعتمد على تصحيح المتخصصين الذين اعتقد برصانتهم العلمية. كما أنني لا أحاكم القضايا العقدية الإعجازية محاكمة عقلية، فيما لو ثبتت صحتها روائياً، لأن نفي الإعجاز سيؤدي الى انهيار كل العقائد المتصلة بالأحداث الغيبية، سواء التي ذكرها القرآن الكريم أو صحيح السنة، كالمبعث والإسراء والمعراج وغيبة الإمام المهدي وغيرها، لأن الإيمان بالغيب هو الأصل الأول في الإيمان بالأديان والنبوات. ((الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)).

وقد كتبت عن منهجي هذا في دراسة حول الإمام المهدي؛ فأرجو المراجعة.

علي المؤمن