في الشهرين الماضين؛ تعرضتُ لأربع صدمات

Last Updated: 2024/04/22By

شخصانيات للدرس والعبرة

د. علي المؤمن

(حزيران 2017)

خلال الشهرين الماضين؛ تعرضتُ لأربع صدمات خطيرة ومكلفة مادياً وصحياً؛ لا أذكرها للشكوى أو التبرم معاذ الله؛ لأنها جزء من القدر الإلهي؛ الجميل في كل شيء؛ بل لتعميم الدرس والعبرة؛ خاصة ونحن نعيش بركات شهر الشكر؛ شهر رمضان الخير:

الأولى: تعرضتُ للسرقة ممن ائتمنته، وكان وجعي من الخيانة أكبر بكثير من السرقة؛ بالرغم من القيمة المادية الكبيرة للمبلغ. ولكن خفف من صدمة الخيانة والسرقة أن الفاعل اعترف واعتذر وتاب، وتعهد بإعادة المبلغ بالتقسيط؛ فشكرت الله تعالى على نعمة اعترافه بخطئه وتوبته النصوح.

الثانية: عملتُ فحوصاتي الدورية؛ فظهر عندي ـ دون سابق إنذار ـ تضخم بالكبد فوق المتوسط ودهون في الشرايين ولزوجة عالية بالدم وارتفاع غير مسبوق بالكولسترول وتضخم بالبروستات ونقص حاد في فيتامين D وأمور أخرى بسيطة؛ فشكرت الله تعالى أن كل أعضائي الأخرى سليمة وتعمل كالساعة.

الثالثة: احترق الطابق العلوي من بيتي في النجف، بما في ذلك غرفة نومي؛ إذ بدأ الحريق من المصباح المنضدي المثبت قرب رأسي، وحوّلت الحرائق كل شيء الى فحم؛ إلّا أن أحداً لم يصب بأي أذى؛ لأن البيت كان خالياً أثناء الحادث، كما لم تتضرر وثائقي الشخصية وكتاباتي ودراساتي ومسودات كتبي الجديدة، لأني احتفظ بها عادة في خزانة حديدية؛ فسجدت لله حمداً وشكراً؛ لأن حياتي الحقيقية هي كتاباتي، ولو كانت قد تعرضت للاحتراق؛ لربما أصبت بسكتة دماغية.

الرابعة: تعرضتُ قبل عشرة أيام تقريباً لحادث مروري؛ إذ اصطدمتْ بسيارتي وأنا أقودها؛ سيارة (سانتافي) حديثة يقودها شاب يافع أصغر من أولادي، لا يحمل إجازة سوق ولا تعود ملكية السيارة له. ورغم أن الجانب الأيمن من سيارتي قد تحطم؛ إلّا أنني لم أصب بأي ضرر في جسمي، عدا عن ضربة في رأسي نتيجة الارتطام القوي بسقف السيارة، ورضوض في ساق مرافقي. كما لم يصب الشاب سائق (السنتافي) بأذى، رغم تحطم مقدًم سيارته وتهشم المحرك؛ فحمدت الله ألف مرة؛ لأنه منّ عليّ وعلى الآخرين بنعمة الخروج بسلام من الحادث.

في هذه الصدمات الأربع؛ كان ابن عمي ومرافقي السيد حازم المؤمن يعيش التفاصيل ويساعدني في تجاوزها؛ ولكنه يظل يعيب عليّ أني أضحك بعد كل مصيبة، ولا أعير اهتماماً لها؛ بل قال لي بعد حادث الاصطدام الأخير وهو في حالة غضب شديد: ((والله ستصيبني بالجنون!! كيف تضحك وكنا على مشارف الموت ؟!)). قلت له: ((أضحك من شدة فرحي؛ لأعبِّر عن شكري لربي، وأحدِّث بنعمته؛ لأننا لم نمت. صحيح أنني تعرضت قبل ذلك بفترة قصيرة للخيانة والسرقة؛ ولكني لم أتعرض للاغتيال والقتل، ولم تسرق كتاباتي. وصحيح أيضاً أنني أصبت بعوارض مرضية مزعجة؛ لكن قلبي سليما.. وعقلي معافى وعيناي بحالة ممتازة، ولا أزال أستطيع الكتابة والإنتاج. وصحيح أن بيتي تعرض لحريق؛ ولكني لم أصب ولم يصب أي من أفراد أسرتي؛ بل لم تسر النار الى الطابق الأرضي. أفلا تستحق كل هذه النعم أن أكرر الشكر لله، وأضحك وأفرح وأستبشر؟!)).

بل أن ما أنعم به الله عليّ خلال الشهرين الأخيرين؛ تجعل هذه الصدمات مجرد ذكريات طريفة.. ((وأما بنعمة ربك فحدث))؛ فقد رزقني الله حفيداً رابعاً، صبياً، كفلقة قمر، كما أنهيت الفصلين ما قبل الأخير من أطروحتي الدكتوراه (الثانية)، كما فرغ المترجم من ترجمة أحد كتبي، ثم كان الإقبال لافتاً جداً على مؤلفاتي في معارض المنامة ومسقط والنجف وبغداد وأربيل وكربلاء وطهران والقاهرة، والتي أقيمت جميعها في الفترة الأخيرة، وغيرها كثير كثير مما لا يحصى من النعم. والشكر لله كما يستحق..

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment