ركيزة عالمية حزب الدعوة الإسلامية

Last Updated: 2024/04/14By

ركيزة عالمية حزب الدعوة الإسلامية

د. علي المؤمن

أكدت أدبيات حزب الدعوة الإسلامية أن المرحلة الرابعة من مراحل حركة «الدعوة» هي حاكمية الإسلام، أي تأسيس الدولة الإسلامية في أحد الأقاليم، ومنها يقوم الحزب بالانطلاق إلى بناء الدولة الإسلامية الكبرى التي تضم الجغرافيا الإسلامية دون حدود. ومن هنا تنطلق نظرية حزب الدعوة في عالميتها؛ باعتبارها نظرية إسلامية؛ وكون الإسلام دين عالمي ودعوته عالمية. فكانت هذه الركيزة هي الثانية بعد ركيزة العقائدية، أو هي من أهم مظاهرها.

كما أن انتماء مؤسسي «الدعوة» وأعضائها الأوائل إلى عدة بلدان إسلامية؛ يؤكد طبيعة تحرك حزب الدعوة ومساحته الجغرافية والإثنية؛ إذ إنهم لم يكونوا يطرحون «الدعوة» كحركةً عراقيةً أو عربية؛ وإن كان العراق يمثل محور هذه الحركة وركيزتها؛ بل يطرحونها حركةً إسلاميةً عالميةً؛ انسجاماً مع نظرية عالمية «الدعوة»، وشأنها شأن الحركات الإسلامية الكبرى، أو الحركات الايديولوجية العربية والعالمية. وقد عمل حزب الدعوة؛ ربما دون تخطيط منه؛ على تكريس العراق قاعدةً ومحوراً للتحرك التنظيمي الإسلامي الشيعي؛ في مقابل الحركة السلفية التي ترتكز إلى مرجعية العربية السعودية، وجماعة الإخوان المسلمين التي ترتكز إلى محورية مصر. وبذلك فإن هذا البعد العالمي للدعوة شكّل إضافة نوعية للعراق؛ الذي أصبح مركزاً للأطراف التنظيمية الشيعية في المنطقة. وقد امتد حزب الدعوة إلى خارج العراق؛ منذ أوائل ستينات القرن الماضي، وأصبحت له فروع قوية في معظم البلدان التي يتواجد فيها الشيعة، وهي ظاهرة جديدة بالكامل لم يعرفها التاريخ الشيعي من قبل.

وأصبحت الشخصيات التي أسست حزب الدعوة أو انتمت إليه في مرحلة من المراحل؛ أصبحت بمرور الزمن النخبة الإسلامية الشيعية العربية التي تقود الواقع الإسلامي الشيعي في البلدان العربية؛ على الرغم من أن كثيراً من هذه الشخصيات قد ترك العمل التنظيمي والحزبي؛ ولكنه يبقى في النتيجة خريج مدرسة «الدعوة»؛ التي أصبحت فيما بعد تمثل التيار المنظم في مدرسة السيد محمد باقر الصدر. فعلى سبيل المثال؛ إذا أخذنا المرجعيات الدينية؛ فسنجد أن أربعة من مراجع الدين المشهورين كانوا أعضاء في حزب الدعوة الإسلامية؛ هم: السيد محمد باقر الصدر، السيد محمد محمد صادق الصدر، السيد محمد حسين فضل الله والسيد كاظم الحائري. كما أن عشرات الفقهاء والمجتهدين وأساتذة البحث الخارج في الحوزات العلمية؛ كانوا أيضاً أعضاء في «الدعوة».

ثم إذا أخذنا العراق ولبنان والبحرين كنماذج جغرافية؛ سنجد أن معظم قادة الحركات الإسلامية وكوادرها وناشطيها الإسلاميين كانوا من الدعاة. ففي العراق نرى أن معظم القادة السياسيين الإسلاميين الشيعة بعد سقوط نظام صدام في العام 2003؛ كانوا أعضاء في حزب الدعوة؛ فالإسلاميون الأربعة الذين تعاقبوا على رئاسة مجلس الحكم؛ ثلاثة منهم كانوا في مرحلة ما أعضاء في «الدعوة»: الدكتور إبراهيم الجعفري والسيد محمد بحر العلوم وعز الدين سليم. وكذا الشخصية السياسية الإسلامية الأبرز بعد السقوط؛ أي السيد محمد باقر الحكيم؛ كان من مؤسسي «الدعوة» وأعضائه المهمين. ثم تعاقب على حكم العراق منذ العام 2005 وحتى الآن (2024) أربع من الدعاة: إبراهيم الجعفري ونوري المالكي وحيدر العبادي ومحمد شياع السوداني. وهكذا عشرات الوزراء ومئات النواب وكبار المسؤولين.

 

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment