خلفيات وأهداف هتاف ((بالروح بالدم نفديك ياصدام))

Last Updated: 2024/04/14By

خلفيات وأهداف هتاف ((بالروح بالدم نفديك يا صدام))

د. علي المؤمن

هتاف ((بالروح بالدم نفديك يا صدام))، الذي يطلقه بعض الصبية والشباب في المناطق السنية ببغداد والمحافظات الغربية، بشكل متكرر؛ ليس مجرد هتاف عابر أو تصرف صبياني أو تعبير عن خلاف سياسي، ولو كان كذلك؛ لما التفتنا إليه ولما لفتنا الأنظار إليه، ككثير من الممارسات السياسية الخلافية التي تحدث يومياً في الشارع العراقي، بل أن هذا الهتاف هو تعبير عن هوية طائفية متجذرة، وعن تمسُّك عنيف بمرحلة تاريخية سوداء، يريدون إعادة العراق إليها.

في تلك المرحلة، تسبّب المجرم الذي يهتفون باسمه اليوم، في ذبح مئات الآلاف من الشيعة، وتشريد الملايين، ومئات المقابر الجماعية، ومئات آلاف الأيتام والأرامل، وفي جوع ومرض وفقر ودمار. كما أعلن المجرم، منذ اليوم الأول، حرب اجتثاث شعواء ضد المذهب الشيعي وضد الهوية الشيعية والمرجعية الدينية الشيعية والمجتمع الشيعي، وعمل على تكريس واقع إقصاء الشيعة وتمزيقهم، وإرسالهم وقوداً لحروبه الداخلية والخارجية الظالمة.

لكنهم يصرون حتى الآن على أنهم يفتدون تلك المرحلة بأرواحهم ودمائهم. وهذا الإصرار لا ينطلق من خلاف سياسي، بل من حرب طائفية وجودية تاريخية ضد الشيعة، لا يريدون إيقافها، فضلاً عن عدم الاعتذار عنها.

يهتفون للطاغية السفاح، دون أية مجاملة للشيعة، ودون أي تقدير لمشاعر الشيعة المذبوحين، ودون أي تقيد بمعاني التعايش السلمي المجتمعي، ودون أي التزام بالقانون الذي يجرِّم مرحلة صدام وثقافة البعث وتنظيمه ومصطلحاته. والأنكى أنهم يطلقون هذا الهتاف بوجه بعض المسؤولين الشيعة، كما حدث عند زيارة رئيس الوزراء الى الأعظمية في ذكرى المولد النبوي في أيلول 2023؛ فهل هناك تحدي للدولة وجرأة على القانون واستهتار بمشاعر أكثرية الشعب أكبر من هذا؟!

والأسوأ من ذلك؛ أن يكون المطلوب من الأكثرية الشيعية، المستهدَفة في وجودها ومشاعرها، أن تصمت على هذه الانتهاكات، بل تؤسس لهوية وطنية مشتركة مع هؤلاء الطائفيين، وأن تتعايش معهم. وحيال ذلك؛ ينبغي أن تتدخل الحكومة ومجلس النواب والقضاء، للعمل بواجباتها في حماية السلم المجتمعي وتطبيق قانون اجتثاث البعث وقوانين المساءلة والعدالة بكل تفاصيلها، وتجريم من يهتف باسم صدام ويجاهر بثقافة صدام والبعث، وتجريم من يمهد اجتماعياً لعودة جماعة صدام وحزب البعث. كما ينبغي أن يتدخل رجال الدين السنة والسياسيين السنة لمنع الفتنة، عبر اجتثاث هذه الممارسات الطائفية التي تتكرر باستمرار، وليعتذروا عنها ويتعهدوا بعدم السماح بها داخل حواضنهم الاجتماعية وجمهورهم.

 

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment