حين يكون العربي متصهيناً والمسيحي والهندوسي إنساناً

Last Updated: 2024/04/14By

حين يكون العربي متصهيناً والمسيحي والهندوسي إنساناً:

تأمل في كتاب “قصائد غربية” للدكتور قاسم الأسدي

د. علي المؤمن

تمثل فلسطين حلقة أساسية في محور مقاومة الأُمة للهيمنة الاستكبارية العالمية، وإذا كانت حلقات المحور الأُخر قد تحررت نسبياً من هذه الهيمنة، خلال العقود الثمانية الأخيرة؛ فإن فلسطين لا تزال تعاني وتجوع وتحاصر وتذبح، من قبل أداة الهيمنة الاستكبارية المتمثلة بالكيان الصهيوني. وتفاقمت هذه المعاناة والهيمنة بدخول كثير من الأنظمة العربية والمسلمة في محور العداء لفلسطين والتنكيل بشعبها ودعم الكيان الغاصب.

وشاء الله أن يقيض لمحور مقاومة الأُمة قوةً صاعدة ناهضة صلبة، توافرت لها بفضل قائدها المؤسس الإمام الخميني، عناصر المواجهة المتكافئة، من عقيدة إلهية صلبة، وجمهور متفاعل مندفع واع، ونخبة مقاتلة عقدية شجاعة، وسلاح متطور، وجماعات سياسية وجهادية حكومية وأهلية مؤثرة، وتطور علمي غير مسبوق، واقتصاديات منافسة، لتمارس دورها الفاعل في مواجهة محور الهيمنة العالمي وعملائه المحليين، على الصعد كافة، السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والعلمية والإعلامية.

ولولا ولادة محور المقاومة من رحم تاريخ آل البيت المفعم بالمآسي والأحزان والتضحيات والجهاد والمواجهة والبناء العقدي والفكري؛ لما قام للمسلمين قائمة، بفعل ظواهر اليأس والتخلف والتراجع والخوف، التي زرعتها قوى الاستكبار المحتلة، ابتداءً ببريطانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا وانتهاء بالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا القيصرية والإتحاد السوفيتي، طيلة ثلاثة قرون من الاحتلال المباشر وغير المباشر لبلاد العرب والمسلمين والمستضعفين، وكانت كل واحدة من هذه القوى تغلف استكبارها وجبروتها وجرائمها واحتلالها لبلدان المسلمين بشعارات فاقعة في زيفها وكذبها ونفاقها. ثم توّجت قوى الاستكبار جرائمها بصناعة نخب محلية سياسية وعسكرية وفكرية وثقافية وإعلامية في بلاد العرب والمسلمين، لتتجسد بالتدريج في أنظمة حكم وأحزاب ومؤسسات أكاديمية وثقافية وإعلامية، ظلت مهيمنة على دول العرب والمسلمين. ونماذجها واضحة للعيان، وهي تمارس دورها الوظيفي في دعم المشاريع الاستكبارية وتمريرها وتلميعها وإزالة حساسيات العرب والمسلمين تجاهها، وفي مقدمها مشروع الكيان الصهيوني الغاصب.

ولعل بعض الأصوات الغربية الإنسانية التي يجسدها أكاديميون وكتاب وصحفيون وأدباء وإعلاميون وفنانون وناشطون سياسيون، وهي تعبر عن تعاطفها مع حقوق العرب والمسلمين في فلسطين واليمن وأفغانستان وإيران والعراق وسوريا ولبنان، تتفوق إنسانياً على كثير من العرب والمسلمين الذين انعدمت فيهم مشاعر الإنسانية، فضلاً عن انعدام مشاعر الانتماء للجسد الواحد الإسلامي. والأسوأ من بين هؤلاء المنسحقين والمرجفين والمنحرفين، من يغلف مبرراته بشعارات طائفية، على قاعدة أن محور المقاومة يقوده أتباع آل البيت، وأن قضية فلسطين بات يتبناها أتباع آل البيت، وأن أتباع آل البيت باتوا يواجهون الهيمنة الاستكبارية من سبع جبهات فولاذية مرعبة للغرب.

ومن بين تلك الأصوات الغربية والشرقية المتعاطفة مع فلسطين وقضايا العرب والمسلمين، هذه الثلة المتميزة من الشعراء والأدباء الذين عرّفنا بهم الباحث والمترجم العراقي المتألق الدكتور قاسم محمد الأسدي في كتابه الجديد “قصائد غربية”، والذي ترجم فيه نصوص ملفتة للنظر لشعراء وأدباء أوربيين وأمريكيين وهنود وروس، تتغنى بفلسطين ومقاومة شعبها، وخاصة الشعب الغزاوي ومقاومته الإسلامية، وتفضح الجرائم الصهيونية ومخططات الكيان الصهيوني في إبادة الشعب الفلسطيني.

وأعتقد أن مبادرة الدكتور قاسم الأسدي في غاية الأهمية في هذه المرحلة الزمنية الملتهبة؛ لكي يقارن القارئ العربي بين بعض العرب والمسلمين المتصهينين، وبين غير العربي وغير المسلم الذي يحمل مشاعر إنسانية تدفعه تلقائياً للدفاع عن فلسطين وغزة؛ ليعبر عن إنسانيته وكينونته البشرية وعقله السليم.

 

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment