حلم العلمانيين في العودة لحكم العراق تحت لافتة المدنيين والتكنوقراط

Last Updated: 2024/04/14By

حلم العلمانيين في العودة لحكم العراق تحت لافتة المدنيين والتكنوقراط

د. علي المؤمن

لا يستطيع العلمانيون العراقيون بكل أشكالهم: شيوعيون، بعثيون، قوميون، ليبراليون…الخ؛ تقديم تجربة علمانية ناجحة أو غير فاسدة واحدة في العراق والبلدان العربية خلال المائة عام الأخيرة؛ لكي يمكن القول إن بإمكانهم الإستناد الى تجارب حكم ناجحة في مسعاهم للوصول مرة اخرى الى حكم العراق، بصرف النظر عن قربهم أو بعدهم عن الواقع العراقي، وحجمهم، وقواعدهم الإنتخابية.!

وهذه تجاربهم في العراق المعاصر:

  • علمانيون ليبراليون طائفيون مستوردون في العهد الملكي، حوّلوا الأكثرية السكانية الشيعية في العراق الى مواطنين من الدرجة الثالثة
  • علمانيون شيوعيون في عهد عبد الكريم قاسم؛ سحلوا الجثث بالشوارع ودنسوا كل شيء نظيف، يرافقهم علمانيون عسكر متناحرون، تشهد عليهم مجازر بغداد وكركوك والموصل وغيرها
  • علمانيون قوميون طائفيون في العهد العارفي، مدنيون وعسكر؛ صبغوا جدران العراق بكل ألوان الطائفية والعنصرية والدم
  • علمانيون عنصريون طائفيون في العهد البعثي؛ سرقوا كل الوطن والشعب والأعراض والأموال والأخلاق، ودمروا كل مقومات الحياة في العراق.

هذه صحيفة أعمال العلمانيين خلال القرن الأخير؛ سواء كانوا مدنيين او عسكريين؛ قوميين أو شيوعيين أو ليبراليين، أو أي صنف علماني آخر؛ تاريخ حافل بالدكتاتورية والجريمة والفساد والفشل والطائفية والعنصرية والقتل والسرقات، وعشرات الحروب الداخلية والخارجية، وملايين القتلى والمعاقين والمشردين والمهاجرين.

ولا نجد حاجة لاجترار الحديث عن صحائف أعمال العلمانيين الشيوعيين، والعلمانيين القوميين الأكراد، والعلمانيين القوميين العرب، وملفاتهم المالية والسياسية والأمنية وبعد العام 2003.

وهذه تظاهرات العلمانيين في بغداد ووسط العراق وجنوبه؛ تشهد على ثقلهم في الواقع العراقي؛ لايتجاوزون بضع مئات معزولين عن الشعب وعن الشارع. وكأنّ العراقيين يقولون للعلمانيين: يكفينا تسعين عاماً من تجاربكم السوداء.

وما ارتكبه الإسلاميون الشيعة الحاكمون بعد 2003؛ من أخطاء وسلبيات وتجاوزات وفساد؛ لا يصل الى واحد بالمليون مما فعله العلمانيون بالعراق، منذ سقوط بغداد عام 1917 وحتى الآن.

دون شك؛ ليس هناك وطني أو عاقل يقبل بما يجري في العراق الآن من فساد إداري ومالي وخلل أمني وتخلف اقتصادي، ولكن الحل ليس بعودة العلمانيين، ولا بالفوضى والتخريب والاعتصامات، ولا يمكن لفساد المسؤول الحالي وفشله أن يكون مسوغاً للتبشير بكل هذا الانحطاط.

ليس هذا دفاعاً عن المسؤولين الإسلاميين، ولا تسويغاً لأي خطأ وجريمة. كما لا يعني رفض عودة العلمانيين؛ القبول بفساد بعض الإسلاميين، ولكن؛ أقول: إن البديل العلماني هو بديل أكثر بؤساً وأكبر فشلاً بكثير، وأرى أن الحل هو بالحكم الإنساني العادل الكفوء الذي يعبر عن إرادة الشعب، والذي يفكر تفكيراً علمياً واقعياً بحل مشاكل البلد، أيا كان التوجه الفكري لهذا الحكم.

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment