حفيدتي الجميلة..

كما تشرّبت أُمّك أذكار النهضة في صغرها؛ فتعالي أسردها لك بكلمات قصار، وهي عن عظيم أمتنا في هذا الزمان، ومؤسس عصرها الذهبي، والذي تصادف اليوم ذكرى رحيله الـ (35)..

كان يا ما كان.. كان الشيعة.. مجتمعاتٍ مقموعة مهمّشة متفرقة، حتى منّ الله عليهم بقائد علوي حسيني، من ذرية جدنا الإمام موسى الكاظم، اسمه السيد روح الله الخميني؛ فظهر من بين ركام التراجع والعزلة والإحباط، ليستنهض الشيعة، ويرسم أهدافهم، ويحتضن آلامهم، ويقود آمالهم، ويوحد شتاتهم، ثم يرسي لهم قواعد قوةٍ مستدامة.

وقد اندفع وراء روح الله ملايين الشيعة، عرباً وعجماً، في ظاهرة يندر مثيلها في تاريخ الشيعة، حتّى مكّنه الله من تأسيس عصر الشيعة الذهبي الجديد، الذي كانت قاعدته القرآن والعترة، وعنوانه الولاية، ومادته الأمة، وأداته الدولة، وأذرعه كيانات القوة في كل مكان.

حينها تكالب الطائفيون والمستكبرون، من عرب وعجم، على هذا القائد العلوي؛ ليقوِّضوا نهضته، ويحاربوه بكل أنواع الأسلحة الفتاكة، لكنه ثبت وصمد وصابر، واتبعته أمة آل البيت في خنادق الثبات والمرابطة والمقاومة، حتى تكلّلت عزيمته بالانتصارات تلو الانتصارات، وهي تترى.. حتى بعد رحيله، ولا تزال الأمة تستظل بفيء انتصاراته.

حفيدتي الحبيبة..   

صورة روح الله المعلقة على جدار غرفتك، هي رمزية للاعتبار والطاقة، وهي جزء من عناصر قوتك وعزيمتك، لبلوغ طموحاتك وتحقيق آمالك؛ فحدقي فيها كل يوم، وتنفسي النهضة والصعود والأمان والمستقبل الأخضر؛ فأنا منذ (45) عاماً، أُحدِّق كل يوم عشر دقائق في صورته، وأغوص في عينيه، كذِكرٍ عرفاني يومي، لأزداد صبراً وقوة وشجاعة واندفاعاً.

علي المؤمن

حزيران 2024