حزب الله في المفهوم القرآني

Last Updated: 2024/04/14By

حزب الله في المفهوم القرآني

د. علي المؤمن

هو حزب الحق المطلق وجماعة الحق المطلق، وهذا لا یحدث إلّا إذا کان هذا الحزب بقیادة معصومة کالنبي والإمام، ویترتب على ذلك تفرد هذا الحزب بقيادة العقيدة والعمل والدعوة والدولة، دون أي شريك، بينما يكون کل شخص خارج إطار هذا الحزب علی الباطل بالمطلق، حتی لو تسمّى بأسماء إسلامیة؛ فلا تعددیة إسلامیة هنا، ولا وجود لأحزاب الله أو حرکات إسلامیة خارج إطار حزب الله ، ولا وجود لأحزاب تحمل الاسم نفسه؛ فحزب الله واحد فقط، بمفهوم واحد فقط وقيادة واحدة فقط، هي قيادة المعصوم المنصوص علیه.

أما إذا کان حزب الله بقیادة شرعية غیر معصومة؛ فإنه یتمتع بحق نسبي، شرط أن تكون نظريته وأفكاره وسلوكه وقيادته متطابقة نسبياً مع أحكام الشريعة الإسلامية، وبالتالي؛ فهو کأي حرکة اسلامیة وتنظيم إسلامي يلتزم بالشروط نفسها، ولیس هو حزب الله مفهومه القرآني الاصلي ممکنة وواقعیة، حیث یکون حزب الله جزء عن الحرکة الاسلامیة العامة بیمن فیها حرکة حز الله، بعملیة قیادة الامة أو الدولة –وفقاً لمبدأ ولایة الفقیه- یستمد شرعیته في الولي الشرعي للامة. ولیس المقصود هنا ممارسة الدعوة أو العمل الاسلامي، بل المقصود القیادة العلیا للامة بوجود الدولة الاسلامیة أو بدوتها.

وحزب الله في المفهوم القرآني لیس هو حزب الله بالمعنی السیاسي العصري المتعارف علیه، فحزب الله في القرآن یضم کل جماعة المسلمین المتولین للقیادة الشرعیة (النبي أو الامام)، وماعداهم فهو منشق من جماعة المسلمین وإن کان مسلماً، اي انه مسلم متمرد او منشق في المفهوم السیاسي المعاصر، حتی وان اسبع علی نفسه مختلف النعوب الاسلامیة، ومن امثلة هؤلاء الذین خرجوا علی الامام علی من مارقین وناکثین و … غیرهم، فقد کان الامام یمثل قیادة حزب الله وهو الحق المطلق وما عداه فهو الباطل، ولا یضفوا حرکة اسلامیة الی جانب حرکة الامام علي في اطار مفهوم التعددیة.

فهم وإن کانوا حرکاتف فهم حرکات سیاسیة وعسکریة لیست الا تفتقد لأیة شرعیة اسلامیة، لانها انشقت علی حزب الله و حاربته، فاستحقت بذلک الحرب –اي ان حزب الله في مفهومه الأصلي لیس تنظیما أو حزباً بالمعنی المتعارف الآن، فهو حزب أوحد وینفرد بهذه التسمیة، فلا علی تصور حز الله آخر بجانبه، فلا وجود لأحزاب الله، وإن وجد حزبان فلابد أن یکون احدهما علی الباطل والآخر علی الحق. ومعیار الحق هو معیار عقائدي وفقهی ومضمونه، التولی لقیادة الشعریة المعصومة.

في حین ان وجود اکثر من تنظیم في زمن واحد ومکان واحد –في ظل غیبة القیادة المعصومة- یحمل اسم حزب الله، فهو أمر طبیعي. بل حتی الحرکات والتنظیمات والاحزاب الاسلامیة الأصیلة التي لا تحمل اسم حزب الله، فهي حزب الله أیضاً أو جزء من حزب الله، وإن اطلقت علی نفسها اسماء مختلفة، فسلامة المعتقد والفکر وسلامة الاداء والممارسة للتنظیم وافراده، یجعلانه ضمن اطار حزب الله.

وفي ظل التعددیة فان اصالة کل حزب وتنظیم –بما فیه التنظیمات التي تطلق علی نفسها اسم حزب الله- من خلال الولاء الشرعي الولي الفقیه ولیی مجرد الولاء السیاسي، فالکلام هنا لیس عن مشروعیة هذه التنظیماتف فالقانون یکفل حریة حتی الاحزاب التي لا تؤمن بولایة الفقیه، إذ تعطیها المشروعیة القانونیة، وهذا لا یعني انها ستکون جزءاً من امة حزب الله.

 

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment