حزب الدعوة الإسلامية وتنظيمات الدعاة الرديفة

Last Updated: 2024/04/14By

حزب الدعوة الإسلامية وتنظيمات الدعاة الرديفة

د. علي المؤمن

يتوزع «الدعاة» المنتظمون حالياً على خمسة تنظيمات، تنتمي الى مدرسة حزب الدعوة الإسلامية:

الأول: «حزب الدعوة الإسلامية»؛ أمينه العام نوري المالكي، وهو الحزب الأم، أي التنظيم الأكبر حجماً والأهم نوعاً، والذي تجتمع فيه معظم قيادات الحزب التاريخية ورعيله الأول وكوادره الأساسيين، إذ يبلغ حجمه التنظيمي والجماهيري والسياسي ما نسبته 75 بالمائة من حجم مدرسة «الدعوة». ويترأس أمينه العام نوري المالكي «ائتلاف دولة القانون»، الذي يعد أحد أكبر الائتلافات السياسية الحكومية في العراق منذ تأسيسه في العام 2009. وكانت قيادة الحزب، حتى العام 2018، تتألف من:

1 – نوري المالكي (أبو إسراء): أمين عام حزب الدعوة ورئيس اللجنة المالية فيه حتى العام 2018، ثم رئيس المكتب السياسي، ورئيس وزراء العراق السابق لدورتين، ونائب رئيس الجمهورية بعد العام 2014، ورئيس ائتلاف دولة القانون (الائتلاف الأكبر في البرلمان العراقي بعد انتخابات العام 2014). من مواليد قرية جناجة في قضاء طوريج – التابع لمحافظة بابل (الحلة) آنذاك – في العام 1950، جده وزير المعارف في العهد الملكي الشيخ محمد حسن أبو المحاسن. انتمى إلى حزب الدعوة الإسلامية في العام 1970. هاجر إلى سوريا في العام 1979 بعد صدور أمر إلقاء القبض عليه، ثم إصدار حكم بإعدامه. تسلم مسؤولية العمل العسكري للحزب من العام 1983 وحتى 1989؛ انطلاقاً من إيران؛ حيث كان يقيم. انتخب في قيادة الحزب في أواسط الثمانينات ولا يزال فيها بصورة متواصلة حتى الآن. تسلم مسؤولية الحزب في الشرق الأوسط؛ انطلاقاً من سوريا حيث أقام فيها حتى سقوط نظام البعث في العراق. عاد إلى العراق في العام 2003، وتسلم عدة مسؤوليات في الدولة؛ كمسؤولية لجنة الأمن والدفاع في الجمعية الوطنية (البرلمان المؤقت)، ونيابة رئيس المجلس الوطني. اختير رئيساً للوزراء في العام 2006 خلفاً لمحازبه الدكتور إبراهيم الجعفري، وبقي في هذا المنصب حتى العام 2014؛ حين تنحى – بعد فوز قائمته في الانتخابات البرلمانية – لمصلحة محازبه حيدر العبادي، وتسلم بعدها منصب نائب رئيس الجمهورية. وتم التجديد له أميناً عاماً من قبل مؤتمري الحزب العامين في 2018 و2022. حاصل على شهادة الماجستير في اللغة العربية من جامعة صلاح الدين.

2 – السيد حسن شبر (أبو رياض)، رئيس هيئة التقويم والانضباط في حزب الدعوة الإسلامية حتى العام 2018، وأحد مؤسسي الحزب العشرة. ولد في النجف الأشرف في العام 1928؛ في أسرة دينية علمية، اعتقل في العام 1971 وعذب أشد أنواع التعذيب. أصبح من قيادات الحزب منذ العام 1979، وهاجر من العراق إلى سوريا في العام نفسه، وصدر ضده حكماً غيابياً بالإعدام، ثم أقام في إيران من العام 1980 وحتى سقوط النظام البعثي. انتخب عضواً في قيادتيه العامة والإقليمية منذ العام 1981، وظل عضواً في قيادة الحزب بدون انقطاع حتى وفاته. وبقي متفرغاً للعمل الحزبي طيلة مرحلة ما بعد سقوط النظام. تخرج من كلية الحقوق في جامعة بغداد وعمل محامياً لفترة طويلة. أعدم نظام صدام ولده المهندس رياض وعمه وعدداً من أفراد أسرته. توفي في العام 2021.

3 – علي الأديب (أبو بلال): رئيس المكتب التنظيمي في حزب الدعوة الإسلامية حتى العام 2018 ومن رعيله الأول، ووزير التعليم العالي العراقي السابق، ورئيس كتلة ائتلاف دولة القانون في البرلمان العراقي بعد انتخابات العام 2014. ولد في مدينة كربلاء في العام 1944 في أسرة دينية تعمل في النشاط التربوي والتعليمي. انتمى إلى حزب الدعوة في العام 1960، وخلال دراسته في جامعة بغداد ارتبط تنظيميا بالمؤسس القيادي عبد الصاحب دخيل حتى العام 1964، وأصبح بعدها عضواً في لجنة كربلاء إلى جانب المؤسس محمد صالح الأديب والسيد كاظم النقيب. تعرض للاعتقال في العامين 1971 و1980، هاجر بعدها إلى دولة الإمارات العربية ومنها إلى إيران. انتخب عضواً في قيادة الحزب منذ بداية الثمانينات وحتى العام 2018. عمل في المجال التربوي والتعليمي خلال فترة إقامته في إيران التي استمرت حتى العام 2003 حين عاد إلى العراق بعد سقوط النظام. تسلم عدداً من المناصب الرسمية. يحمل شهادة الماجستير في التربية.

4 – الدكتور حيدر العبادي (أبو يسر): رئيس المكتب السياسي لحزب الدعوة وعضو قيادة الحزب حتى العام 2018، ورئيس وزراء العراق بعد العام 2014، ووزير الاتصالات الأسبق. ولد في مدينة بغداد في العام 1954 في أسرة متعلمة ميسورة؛ إذ كان أبوه من أطباء بغداد المعروفين. انتمى إلى حزب الدعوة الإسلامية في العام 1969، وأصبح عضواً في قيادته التنفيذية في العام 1980. هاجر من العراق في العام 1979، وأقام في لبنان ثم بريطانيا؛ حتى العام 2003 وعودته إلى العراق. وتسنم بعدها عدة مناصب؛ أبرزها منصب وزير الاتصالات في العام 2004، ثم رئيس الوزراء بعد العام 2014، فضلاً عن عضوية مجلس النواب لعدة دورات. أعدم نظام صدام اثنين من إخوته. يحمل شهادة الدكتوراه في هندسة المواصلات.

5 – الشيخ عبد الحليم الزهيري (أبو محمد): مسؤول المؤسسة الدينية في حزب الدعوة الإسلامية، والمستشار الديني لرئيس الوزراء العراقي منذ العام 2006. ولد في ناحية الهاشمية في محافظة بابل في العام 1955. انتمى إلى حزب الدعوة الإسلامية في العام 1971، بعد انتقاله إلى النجف الأشرف ودراسته في حوزتها العلمية، وأصبح أحد تلاميذ الإمام السيد محمد باقر الصدر. هاجر إلى إيران في العام 1980 بعد مطاردته من سلطات البعث، وواصل فيها دراسته الدينية، وتسلم لعدة سنوات مسؤولية المكتب الجهادي للحزب، وأصبح عضواً في قيادة الحزب منذ أواسط الثمانينات وحتى العام 2018. عاد إلى العراق بعد سقوط نظام صدام في العام 2003. أعدم نظام صدام والده وعدداً من أقاربه.

6 – الدكتور طارق نجم السعداوي (أبو منتظر): مدير مكتب رئيس الوزراء السابق. ولد في احدى قرى قضاء الشطرة (محافظة الناصرية) في العام 1945، انتمى إلى حزب الدعوة الإسلامية في العام 1968. هاجر من العراق إلى مصر في العام 1976 بعد اشتداد الضغوط على الإسلاميين في العراق؛ حيث حصل على الدكتوراه في جامعة الأزهر. وتنقل بين عدة بلدان، وانتهى به المطاف في اليمن؛ حيث عمل أستاذاً في جامعاتها. عاد إلى العراق بعد سقوط نظام صدام، وتفرغ لعمل الحزب في معظم هذه المرحلة. وانتخب خلالها عضواً في قيادة الحزب حتى العام 2018. يحمل درجة الأستاذية (بروفسور) في الأدب العربي منذ العام 1996.

7 – السيد علي حسين العلاق (أبو جعفر): عضو مجلس النواب العراقي. ولد في مدينة الحلة في العام 1956. انتمى إلى حزب الدعوة في العام 1976. هاجر من العراق إلى إيران في العام 1980، بعد تعرضه للملاحقة، وعمل في المجالات الجهادية والتنظيمية والدينية. ثم هاجر إلى السويد لممارسة العمل التبليغي إضافة إلى المسؤوليات الحزبية. عاد إلى العراق بعد سقوط النظام البعثي، وانتخب خلالها عضواً في قيادة الحزب، وبقي في هذا الموقع حتى العام 2018. انتخب عضواً في مجلس النواب لأكثر من دورة. يحمل شهادة البكالوريوس في الهندسة الكيميائية من جامعة بغداد، إضافة إلى دراساته الدينية في الحوزة العلمية بقم.

8 – الدكتور الشيخ عبد الزهراء البندر (أبو نبوغ): ولد في مدينة العمارة (جنوب العراق) في العام 1943. من الرعيل الأول لحزب الدعوة؛ إذ انتمى إليه في العام 1962. هاجر من العراق إلى سوريا في العام 1980 بعد اشتداد الضغوط على الإسلاميين في العراق، وأصبح مسؤولاً لعمل الحزب فيه، ثم هاجر إلى إيران؛ ثم إلى بريطانيا لممارسة العمل التبليغي الديني؛ فضلاً عن المسؤوليات الحزبية، وبقي فيها حتى سقوط نظام صدام، وتفرغ لعمل الحزب في هذه المرحلة. وانتخب عضواً في قيادة الحزب لعدة دورات منذ ثمانينات القرن الماضي، وبقي في هذا الموقع حتى العام 2018. يحمل شهادة الدكتوراه في الفلسفة إضافة إلى دراساته الدينية.

9 – صادق حميدي الركابي (أبو جعفر): عضو مجلس النواب وسفير العراق السابق في قطر ومستشار رئيس الوزراء السابق. ولد في مدينة الناصرية في العام 1956. غادر العراق بعد ملاحقته من النظام السابق، وتنقل بين عدة بلدان. انتخب في مرحلة ما بعد سقوط نظام صدام عضواً في قيادة الحزب، وبقي في هذا الموقع حتى العام 2018. يحمل شهادة البكالوريوس في الهندسة.

10 – الدكتور وليد الشهيب الحلي (أبو محمد): مستشار رئيس الوزراء. ولد في مدينة الحلة في العام 1951. هاجر إلى إيران بعد ملاحقته من النظام السابق، عمل مديراً للمركز الإعلامي للحزب بين العامين 1982 و1985. عاد إلى العراق بعد سقوط النظام في العام 2003، وأصبح عضواً في مجلس النواب بعد العام 2010 لدورة واحدة. تم انتخابه في أكثر من دورة عضواً في قيادة الحزب من ثمانينات القرن الماضي، وبقي في هذا الموقع حتى العام 2018. يحمل شهادة الدكتوراه في الكيمياء الصناعية من جامعة بوسطن.

11 – عباس البياتي (أبو النور الآمرلي): عضو مجلس النواب العراقي لعدة دورات. ولد في مدينة طوز خرماتو (شمال العراق) في العام 1964. انتمى إلى حزب الدعوة الإسلامية في العام 1980. هاجر من العراق إلى إيران في العام نفسه ثم إلى سوريا. أسس مع مجموعة من الإسلاميين التركمان «الاتحاد الإسلامي لتركمان العراق»، وبقي أميناً عاماً له. انتخب في مرحلة ما بعد سقوط نظام صدام عضواً في قيادة حزب الدعوة، وعضواً في مجلس النواب لأكثر من دورة. يحمل شهادة الدكتوراه في القانون.

الثاني: «تنظيم العراق»؛ أمينه العام الدكتور خضير الخزاعي (أبو ياسر)، خلفاً للسيد هاشم الموسوي، وهو ثاني أكبر تنظيم كماً ونوعاً بعد التنظيم الأم؛ إذ يبلغ حجمه التنظيمي والجماهيري والسياسي حوالي 15 بالمائة من حجم مدرسة «الدعوة»، وهو جزء من «ائتلاف دولة القانون»، ولديه كتلة برلمانية ضمت بعد العام 2014 عشرة نواب ووزيرين في الحكومة. ويعد رمز الحزب وأمينه العام الراحل السيد هاشم الحمود الموسوي (أبو عقيل) من الرعيل الأول لحزب الدعوة؛ إذ انتمى إلى الحزب في العام 1959. ولد في مدينة البصرة في العام 1939، ودرس في معهد المعلمين، وعمل في المجال التربوي وتحمل مسؤوليات تنظيمية قيادية في البصرة وجنوب العراق. هاجر من العراق باتجاه الكويت في العام 1974؛ بعد فترة من التخفي؛ إثر حملات الاعتقال الكبيرة التي طالت تنظيمات حزب الدعوة. ثم هاجر إلى إيران في العام 1980. وتفرغ للعمل الفكري والبحثي والحزبي. انتخب عضواً في القيادتين الإقليمية والعامة للحزب في العام 1981، وبقي عضواً في قيادة الحزب حتى تاريخ الانشقاق في العام 1999. وكان خلال سنوات طويلة مسؤولاً للجنة الفكرية في الحزب، ومسؤولاً عن نشرة الحزب الداخلية «صوت الدعوة». صدر له عشرات الكتب ومئات الدراسات في مجال الفكر الإسلامي. انتخب أميناً عاماً لحزب الدعوة (تنظيم العراق) بعد سقوط نظام صدام، وبقي في هذا الموقع متفرغاً للعمل الحزبي والفكري، ولم يتسنم أية مسؤولية في الدولة العراقية. توفي في العام 2017.

ومن قادة «تنظيم العراق» البارزين الى جانب الدكتور خضير الخزاعي نائب رئيس الجمهورية السابق: الباحث حسن السعيد (أبو أحمد القمي) والشيخ جميل الربيعي (أبو حسين) ووزير التجارة السابق عبد الفلاح السوداني والنائب السابق خالد الأسدي.

الثالث: «تنظيم الداخل»؛ أمينه العام المهندس عبد الكريم العنزي (أبو رياض)، وزير الأمن الوطني الأسبق، وهو انشقاق عن تنظيم العراق، ولديه عضو واحد في مجلس النواب بعد العام 2014، وكان جزءاً من «ائتلاف دولة القانون»، ويبلغ حجمه حوالي 5 بالمائة من حجم مدرسة «الدعوة».

الرابع: حزب الوارثون؛ أمينه العام حيدر الشحماني، وهو حزب جديد تأسس في العام 2021 كانشقاق عن تنظيم العراق، ويتمسك بإرث القيادي التاريخي في حزب الدعوة الإسلامية السيد هاشم الموسوي، ويشكل 2 بالمائة من حجم مدرسة «الدعوة».

الخامس: «حركة الدعوة الإسلامية»؛ التي كان يتزعمها عز الدين سليم؛ رئيس مجلس الحكم الانتقالي الذي اغتيل في العام 2014. وهي أقل تنظيمات مدرسة «الدعوة» فاعلية على المستوى السياسي والحكومي بعد رحيل أمينها العام. وكان لدى الحركة أعضاء في بعض مجالس المحافظات؛ ولاسيما في البصرة. أمين عام الحركة الحالي محمد سعدون العبادي (أبو صفاء). وقد تشظت الحركة الى عدد من الجماعات، وتمثل بمجموعها 3 بالمائة من مدرسة «الدعوة».

ويقتصر وجود الدعاة المنتظمين على التنظيمات الخمسة المذكورة، بعد تجميد أو حل تنظيمات وجماعات أُخر خلال السنوات الماضية، أهمها «تيار الإصلاح الوطني» الذي كان يتزعمه الدكتور إبراهيم الجعفري الأُشيقر (أبو أحمد)، رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأسبق.

ويعد الدكتور إبراهيم الجعفري من القيادات التي تركت بصماتها السياسية في حزب الدعوة؛ فقد كان القيادي الأبرز فيه في الفترة من العام 2001 وحتى العام 2006. ولد الجعفري في مدينة كربلاء في العام 1947، وتخرج طبيباً في جامعة الموصل. انتمى إلى حزب الدعوة في العام 1967، وأصبح مسؤولاً عن تنظيم الموصل وشمال العراق. هاجر إلى إيران في العام 1980 بعد تعرضه للملاحقة. وبرز نجمه في المهجر تدريجياً باعتباره أحد الوجوه الشابة الجديدة. انتخب عضواً في القيادة العامة للحزب في العام 1981، وظل في هذا الموقع في جميع الانتخابات الحزبية اللاحقة. تسلم مسؤولية الحزب في أوربا وأمريكا بعد العام 1990؛ إثر إقامته في لندن. وعاد إلى العراق بعد سقوط نظام صدام. وتسلم بعد العام 2003 كثيراً من المسؤوليات؛ فقد كان أول رئيس لمجلس الحكم الانتقالي في العام 2004، ثم نائباً لرئيس الجمهورية. واختير رئيسا لوزراء العراق في العام 2005، ثم تنحى في العام 2006 لمصلحة محازبه نوري المالكي. وبعد انسحابه من الحزب في العام 2007 إثر الانتخابات الحزبية التي انتخب فيها نوري المالكي أميناً عاماً للحزب؛ أسس تيار الإصلاح الوطني. وبعد الانتخابات البرلمانية في العام 2010 انتخب عضواً في مجلس النواب، وفي الوقت نفسه اختير رئيساً للتحالف الوطني العراقي الذي يضم الفصائل الإسلامية الشيعية. وبعد انتخابات العام 2014 اختير وزيراً للخارجية.

وهناك حركات وتحالفات يقودها دعاة وقياديون وكوادر سابقون في حزب الدعوة، ولكنها لا تمثل تنظيمات منتمية الى مدرسة الدعوة، بل جماعات سياسية وتحالفات انتخابية، أهمها: ائتلاف النصر الذي يتزعمه الدكتور حيدر العبادي، القيادي السابق في حزب الدعوة الإسلامية ورئيس الوزراء الأسبق، وحركة عطاء وتحالف العقد اللذين يتزعمهما فالح الفياض.

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment