تعميم الطقوس الاجتماعية الدينية الصحيحة

Last Updated: 2024/04/13By

تعميم الطقوس الاجتماعية الدينية الصحيحة

د. علي المؤمن

الطقوس الاجتماعية الدينية، المقبولة شرعاً، والمنسجمة مع توجهات الخط المرجعي العام والتي لاتتسبب في توهين الدين والمذهب، ويتم استخدامها بتوازن ونقاء ووعي، وبنفس محفزها العاطفي؛ من شأنها إحداث طفرات تغييرية دينية واجتماعية وسياسية نوعية، تبدأ باكتشاف الذات الاجتماعية الدينية وتحفيزها على النهوض في شتى المجالات، والصمود بوجه المحن والمشاكل، ومواجهة الظالمين والطغاة والطائفيين والثورة عليهم، وقلب الأوضاع الاجتماعية والسياسية الطائفية على رؤوس صانعيها، وانتهاء بالمقاومة لحفظ الإنجازات والمكتسبات.

وهناك أمثلة كثيرة معاصرة على نجاح استثمار المخزون العاطفي الطقسي في الأحداث المجتمعية الدينية والسياسية المفصلية، في كثير من البلدان، ومنها العراق في محنة شعبه مع نظام البعث بعد العام ١٩٦٨، ثم بعد سقوطه، ومحنة مواجهة التكفيريين، وايران خلال ثورة شعبها في العامين ١٩٧٨ و١٩٧٩ ومابعدهما ومحنة الحرب ثم الحصار العالمي، ولبنان خلال مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية بعد العام ١٩٨٢ وحتى عدوان العام ٢٠٠٦، وكذا البحرين خلال ربيع شعبها بعد العام ٢٠١١، ومجتمع نبل والفوعا والزاهرة والسبدة زينب في سوريا طيلة محنة هجمات التكفييرين بعد العام ٢٠١١، وصولاً الى اليمن بعد العام ٢٠١٣ خلال مواجهة شعبها للعدوان السعودي- العالمي.

وبالنظر لضخامة حجم حوافز المواجهة والمقاومة والحراك التغييري الذي توجده هذه الطقوس المجتمعية؛ فقد عمل الخصوم السياسيون والايديولوجيون والطائفيون؛ على محاربة هذه الطقوس وعزلها، كما حاولت بعض الجماعات الداخلية تسطيحها وحرفها وسلخها عن مضامينها النهضوية الواعية. ولذلك؛ من الضروري التمسك بالمسار الصحيح لهذه الطقوس ونكريس حضورها في كل الميادين، ولاسيما الميدان النفسي الفردي والاجتماعي.

وبمكن الإشارة الى أبرز هذه الطقوس الاجتماعية الدينية، التي تنتمي الى أصول دينية شعائرية: مراسيم احياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين، وأربعينيه، وذكرى الغدير، وذكرى ولادة الإمام المهدي(الشعبانية). وهنا لايد من الإشارة الى أن الطقوس التي نقصدها هي المظاهر الاجتماعية للشعائر أو التجليات الاجتماعية للشعائر، وليست أصولها الدينية نفسها، فإحياء أمر أل البيت (عليهم السلام) هو أصل ديني شعائري، أما التعبير الاجتماعي عن هذا الأصل فهو طقس. ولذلك؛ لاينبغي الخلط بين الطقس الاجتماعي والشغيرة الدينية، وهو ماشرحناه بالتفصيل في مقال سابق.

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment