بين صدام حسين وعبد العزيز بو تفليقه

Last Updated: 2024/04/13By

بين صدام حسين وعبد العزيز بوتفليقة

د. علي المؤمن

صديق جزائري، وهو أكاديمي معروف، وقومي عربي مخضرم، اتصل بي أمس مستبشراً فرحاً باستقالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة: ((انتهى الطاغية الفاسد المجرم)) كما وصفه.

قلت له: لستُ في موقع المدافع عن بوتفليقه، رغم معرفتي بتفاصيل حياته منذ فترة منفاه في ثمانينات القرن الماضي، ولقائي به ثلاث مرات في الجزائر خلال العامين 2000 و2001 بعد تسنمه منصب رئاسة الجمهورية؛ فهو كغيره من الحكام العرب، فتح أبواب المال والسلطة لأسرته وحاشيته، واستأثر بالحكم (20) عاماً. لكنك يا صديقي القومي العربي لستَ مؤهلاً لوصف بوتفليقة بالطاغية الفاسد المجرم، لأنك طالما دافعت عن صدام وجرائمه قبل سقوطه، وكنت تتمنى علينا ـ كمعارضة عراقية ـ أن نسوي أوضاعنا معه، ثم ترحمت عليه بعد إعدامه.

فهل كان السفاح الطاغية صدام أشرف وأفضل من بوتفليقه؟ هل جاء بوتفليقه للحكم على ظهر دبابة وبانقلاب دموي على رفاقه؟ كم شخصاً قتل بوتفليقة؟ كم مفكراً وعالماً وأكاديمياً جزائرياً أعدم بوتفليقة؟ كم حرباً شنّ على شعبه؟ كم حرباً شنّ على دول الجوار؟

هل قصف بوتفليقه مدن الجزائر بالقنابل العنقودية والنابالم والصواريخ؟ هل قصف المتظاهرين الجزائريين بالطائرات الحربية؟ كم مقبرة جماعية دفن فيها بوتفليقة الجزائريين وهم أحياء؟ هل باع أراضي الجزائر لدول الجوار مقابل بقائه في السلطة؟ هل دمّر البنية التحية للجزائر؟ هل احتكر بوتفليقه الصحافة والإعلام؟ هل سرق مليارات الدولارات؟ هل أصدر قراراً بإعدام كل من ينتمي الى المعارضة؟ هل حوّل الجزائر الى دائرة مغلقة لحزبه؟ هل كان يميِّز قومياً وطائفياً بين مكونات شعبه؟ هل اغتصب النساء في السجون؟ هل أجبر الجزائريين على أن يبيعوا ملابسهم وأثاثهم وأنفسهم بسبب الفقر والجوع؟ هل تسبب بوتفليقه في موت آلاف الأطفال؟ هل قصف المساجد والمعابد والمراقد المقدسة؟ هل هجّر مئات الآلاف من الجزائريين وشرّدهم وصادر أموالهم وممتلكاتهم؟ هل قطع آذان وألسن وأنوف وأيدي الجزائريين؟

هذه كلها فعلها صدام حسين بالعراق والعراقيين.. وأكثر..

فقل لي بربك ـ يا صديقي القومي العربي ـ ماذا فعل عبد العزيز بوتفليقة بالجزائر والجزائريين لكي يكون أسوء من صدام حسين؟ بل وما السر الذي جعلكم تعتقدون أن صداماً كان محقاً في كل ما فعله بالعراق والعراقيين؟

 

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment