انهم يحاولون إعادة الشيعة الى ما قبل العام 2003

د. علي المؤمن

برزت في الآونة الأخيرة وبشكل لافت؛ ظاهرة غض النظر عن تصريحات بعض المسؤولين العراقيين في الدفاع عن السعودية وتركيا، وهي تصريحات تتعارض مع موقف الشارع العراقي والقوانين العراقية النافدة، وتشكل خرقاً للدستور وتهديداً للأمن الوطني العراقي، بل وتهديداً لحراك جبهة الممانعة في المنطقة، وتؤكد ارتباط أصحابها بالمشروع السعودي التركي الذي يهدف الى اجتثاث الكيانية السياسية الشيعية وضرب جبهة المقاومة في الصميم؛ كما كشفت وثائق ويكيليكس. وفي الوقت نفسه يتم رفض تصريحات نوري المالكي المدافعة عن العراق في قبال عدوان السعودية وتركيا، وهي التصريحات المعبرة عن نبض الشارع العراقي وجبهة الممانعة. وهذه الظاهرة دليل آخر على سياسة الاستضعاف وسحق المشاعر التي يمارسها جزء كبير من الدولة العراقية ضد الأكثرية الشيعية. وهي سياسة موجعة وخطيرة للغاية؛ تسعى لإعادة الواقع العراقي الى ما قبل العام 2003.

وبما أن القضية تتعلق بمصير الوطن؛ فينبغي تحديد المسؤولية التاريخية عن هذا التقهقر والانسحاق والاستضعاف تحديدا دقيقا؛ لأن الخلاف بين الفرقاء العراقيين لم يعد خلافا سياسيا؛ بل هو نحر لأمال وطموحات العراقيين في النهوض بعراق متوازن جديد يرفع مظلومية الـ (1350) سنة عنهم.

إن التاريخ سيكتب بقسوة بالغة عن كل من يضحي بحاضر الكيانية السياسية الشيعية ومستقبلها من أجل مصالح فئوية أو فهم خاطيء استراتيجيا.