النجف وعيسى قاسم

Last Updated: 2024/04/07By

النجف مطالب بحماية إبنه البار الشيخ عيسى قاسم

د. علي المؤمن

(2015 م)

آية الله الشيخ عيسى قاسم (76 عاماً) كبير فقهاء الشيعة في البحرين، ورمز الحراك الإسلامي الوطني فيه؛ هو ـ قبل كل شيء ـ إبن النجف الأشرف، وخريج حوزته العلمية، وتلميذ مراجعه العظام؛ كالإمام الخوئي والإمام السيد محمد باقر الصدر، وخريج كلية الفقه في النجف، وأحد قادة الحركة الإسلامية العراقية. رجل نشأ علمياً وفكرياً وتربوياُ وحركياُ في ظل مدرسة أمير المؤمنين (ع) ومرقده الشريف ومساجد النجف وأزقته وأطرافه الأربعة. له فيها موطأ قدم وأثر وفعل وحركة. ورغم تعدد المهاجر؛ إلّا أنه ظل وفياً لمدرسته النجفية التي احتضنته وخرّجته.

وللوفاء اتجاهان؛ وفاء الإبن للحضن الذي رباه، ووفاء الحضن لابنه. والوفاء الثاني يتجسد في استمرار الحضن في حماية ابنه البار. ولذلك؛ فالنجف الأشرف مطالب قبل غيره؛ قبل الأحزاب الشيعية العراقية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله في لبنان وشيعة افغانستان وآذربيجان؛ مطالب بحماية إبنه الشيخ عيسى قاسم ورعايته، وانقاذ الشعب البحراني الطيب المؤمن من مخاطر القتل والإعتقال والملاحقة ومداهمة البيوت والحصار والعزل والتمييز.

الشيخ عيسى قاسم يتعرض منذ أكثر من سنة للحصار، وتم اسقاط الجنسية عنه، وصدر عليه قبل أيام حكم تعسفي بالحبس لمدة سنة ومصادرة الحقوق الشرعية التي بحوزته، وهي عائدة لبيت المال الشيعي. وخلال أمس واليوم؛ قامت قوات التدخل البحرانية مدعومة بعناصر أردنية وقوات سعودية؛ بالهجوم على منزل الشيخ بوحشية بالغة، وقتلت ستة من المتحصنين فيه، وجرحت مايقرب من (200) شخص، واعتقلت أكثر من (300) شخص. وهو اعتداء غاشم ظالم على حرمة فقهاء الشيعة وعلى كل شيعة البحرين والعالم، وقبل ذلك فهو اعتداء على النجف وأبنائه وحوزته.

ومع أن ردود الفعل الشيعية في العراق والبلدان الأخرى تجاه جريمة الاعتداء الأخير على الشيخ عيسى قاسم؛ تظهر حجم الوعي والتضامن والدعم؛ إلًا أن موقف النجف الأشرف ينبغي أن يكون رائداً ومتقدماً في حماية ابنائه؛ فالنجف؛ انطلاقاً من مسؤوليته الدينية العليا؛ معني ـ قبل غيره ـ برعاية جميع شيعة العالم، وكل شيعي في العالم تظل عيناه شابحتان باتجاه النجف عندما يتعرض للخطر. بل هذا هو مقتضى الدور الأصلي الذي ينبغي أن تستعيده النجف بعد التخلص من كابوس البعث وسنوات الجمر والرماد والحصار.

وإذا كانت الحوزة العلمية النجفية والمرجعية النجفية تقومان بواجبهما على وفق رؤيتهما وسياقات عملهما وفهمها العميق للأمور؛ فإن الفاعليات النجفية الأخرى مطالبة بموقف مؤثر كبير أيضاً يجسد إحساس النجف بمسؤوليته تجاه أبنائه، وأبوته تجاه شيعة العالم. ولايخفى على أحد أن الشعب البحريني الصابر المستضعف هو أكثر من تضامن مع النجف الاشرف في عهود محنته ونكباته.

مكاتب الأحزاب الشيعية في النجف، والمؤسسات الدينية والثقافية والإعلامية، ومنظمات المجتمع المدني، والهيئات والمواكب الحسينية؛ مطالبة بأن تقوم بمسؤولياتها تجاه انتهاك حرمة أبنائها في البحرين؛ ولاسيما مايتعرض له آية الله الشيخ عيسى قاسم النجفي؛ من خلال تحركات جماهيرية وميدانية وحقوقية وإعلامية وسياسية؛ وهو جزء من الوفاء المتبادل والحماية المتبادلة والتضامن المتبادل..

 

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment