الموقف من التظاهرات المطلبية في الجنوب العراقي

Last Updated: 2024/04/07By

الموقف من التظاهرات المطلبية في الجنوب العراقي

د. علي المؤمن

(10/ 9/ 2018)

حديثي يختص بالموقف من التظاهرات المطلبية في البصرة وبعض مدن الوسط والجنوب العراقي. وأستثني من خطابي هذا من يلجأ الى الألفاظ البذيئة والشتائم، ولا يفهم لغة الحوار، ولايدرك أهمية تبادل وجهات النظر؛ فهؤلاء يفضحون انتماءاتهم ومعادنهم الحقيقية دون أن يشعروا. أما من يحاورني بتهذيب ومنهجية، ويقنعني بخطأي فسأنحني له بإجلال. ومن يستمع لي ويقتنع بكلامي فسأقبله في جبينه.

خلاصة موقفي

1- أنا مع المظاهرات المطلبية السلمية، وأؤيدها مائة بالمائة؛ لأنها تعبير مشروع عن معاناة العراقيين من نقص الخدمات والإهمال والفشل والفساد، والتي لا تحل إلًا بالضغط على الحكومة والمسؤولين.

2- أُدين وبشدة فشل الحكومات المركزية والمحلية، وأطالب بمحاسبتها عاجلاً، كما أدين وبشدة المسؤولين الذين يثبت تقصيرهم وفسادهم، وأطالب بتطبيق العقوبات القانونية بحقهم فوراً. ولم أتردد يوماً في مهاجمة المسؤولين الذين يثبت فسادهم بالأدلة القانونية؛ بمن فيهم أخوة الدرب ورفاق الطريق.

3- أعتقد أن بعض مظاهر الفشل والفساد يشترك فيها المواطن مع الدولة؛ بما في ذلك ما يتعلق بالأسعار والنظافة والمظاهر المدنية العامة وتعامل المواطن الموظف مع أخيه المواطن المراجع، وعدم إخلاص العامل في المعمل. ورغم هذا التقصير المتعمد من بعض الموظفين والعاملين؛ فإننا نجد هؤلاء أول المشاركين في التظاهرات، وليتهم يبدؤون بالتظاهر ضد أنفسهم.

4- أُحذِّر بشدة من المسؤولين الفاسدين الذين يتحدثون عن الفساد بحرقة، ويوزعون الاتهامات يميناً وشمالاً، ومنهم مسؤولون كبار وصغار من خارج الأحزاب الإسلامية هم الأكثر فساداً، ولكنهم الأكثر صراخاً ضد فساد الإسلاميين.

5- لعلي أكثر من انتقد حزب الدعوة الإسلامية بأسلوب منهجي، وسجّل عليه الإشكالات الفكرية والسياسية؛ بعيداً عن التهريج ولغة الخصومة والشخصنة. وأبسط الأمثلة على ذلك كتابي الأخير “جدليات الدعوة” الصادر في 2016، وكذلك مقابلتي قبل شهر واحد في قناة الاتجاه، وغيرهما. ويعرف الجميع أني خارج الحزب منذ عام 2000 (قبل 18 عاماً). ولم أستفد من حزب الدعوة بعد 2003 بأي شيء.. لا تعيين ولا راتب تقاعدي ولا بيت ولا سيارة ولا قطعة أرض، ولا أزال أسكن بيتاً مستأجراً، وأعيش بقلمي وجهدي العلمي. ولذلك فأنا لست مسؤولاً عن تصرفات الدعاة ومواقف حزب الدعوة وفشله أو نجاحه، ولا حزب الدعوة مسؤول عن كلامي ومواقفي؛ لأني لست شريكاً له ولا علاقة لي بمواقفه، وكل ما يصدر عني هو شأن شخصي صرف.

6- أرفض أسلوب توجيه الاتهام بالفشل والفساد الى جميع المسؤولين؛ فهذا التعميم لا يجوز شرعاً وقانوناً وعرفاً؛ لأن هناك مسؤولون مخلصون أكفاء نزيهون كثيرون جداً؛ قدموا للعراق بعد 2003 ما لم يقدمه البعثيون القتلة السراق طيلة (35) عاماً من حكمهم المجرم. وجزء من مؤامرات الطائفيين والبعثيين والسعوديين والأمريكان هو أن يقولوا بأن الشيعة لا يصلحون للحكم. وهذه كذبة كبيرة صدّقها بعض المغفلين والموتورين؛ لأن فشل الشيعة ليس مطلقاً أو ذاتياً خالصاً؛ بل أن الطائفيين والبعثيين والسعوديين والأمريكان ساهموا بقوة في إفشال التجربة الشيعية؛ عبر موجات الإرهاب الفظيعة، والتخريب السياسي من داخل الدولة، وفرض سياقات سياسية ودستورية وإدارية تعيق عمل الدولة والحكومة.

7- أُحذِّر بشدة من استغلال البعثيين والدواعش ومرتزقة السعودية والسفارة الأمريكية التظاهرات المطلبية المحقة، وما يقومون به من تخريب وحرق واعتداءات وحواسم. كما أحذر من الانتهازيين الذين يركبون موجة التظاهرات، ويتصدرون وسائل الإعلام؛ لتحقيق مآرب شخصية ومصالح فئوية. وهؤلاء أخطر من كل الفاسدين في الدولة.

8- إن العنف والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة؛ يؤدي الى ضياع حقوق المتظاهرين، ويجعل الأبرياء منهم في مواجهة القوات الأمنية. كما أنه يفتح الباب للقتال بين العراقيين، أو ما يطلقون عليه القتال الشيعي ـ الشيعي، وهو ما تهدف إليه المؤامرات البعثية الداعشية السعودية الأمريكية ضد أهلنا في الوسط والجنوب.

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment