المفهوم السلطوي لوحدة المسلمين

Last Updated: 2024/04/07By

المفهوم السلطوي لوحدة المسلمين

د. علي المؤمن

الوحدة القسرية التي تستخدم فيها أساليب القوة القاهرة من ضغوطات سياسية واستخدام للقوة العسكرية أو الحصار الاقتصادي؛ فهي نوع من أنواع الاغتصاب والاستكبار والاحتلال، ومثال ذلك: هيمنة دولة على أخرى بحجة الوحدة في إطار وطني أو قومي أو مذهبي أو ديني، وهيمنة سلطة قومية على أخرى أو سلطة طائفية على أخرى في إطار بلد واحد، وتهميش هذه القومية أو الطائفة، واضطهادهما بحجة الوحدة، ومثال ذلك: ممارسات الدولة العراقية الطائفية قبل العام 2003 ضد الشيعة والكرد والتركمان.

وإذا انطلقنا من مفردات الواقع؛ فإن معظم ما يحدث من مآسي في البلدان الإسلامية، ظل يحدث تحت شعار الوحدة الوطنية والوحدة العربية والوحدة الإسلامية القسرية، والخوف على الوطن والعروبة والإسلام من صحوة الأقلية المذهبية (الشيعة)، أو الخوف من حراك الأقليات القومية المهمّشة، ودفاعها عن وجودها وحقها في الحياة؛ في إطار ما تعارف عليه عقلاء البشر من حقوق وحريات وواجبات. ويعبِّر طائفيو الأكثرية عن هذا الخوف، باتهامات كبيرة فضفاضة، لكنها مدروسة بعناية، كالخيانة والعمالة والعبث بأمن البلد والإرهاب والخروج على الحاكم، وغيرها من العناوين، المعلبة منذ مئات السنين. ولايزال مفعول هذه العناوين ساريا بالطعم واللون والرائحة نفسها، وإن تطورت أدوات تطبيقها عبر الزمن، ولعل أكثر العناوين التي تمثل مفارقات عجيبة، هو اتهام الأقليات الشيعية في بلدان الأكثريات السنية أو الأكثريات الشيعية بلدان الأنظمة السنية الأقلوية، بأنها هي التي تمارس الطائفية والتمييز الطائفي والمذهبي، ما يعني أن الشيعي لمجرد أنه يتمسك بعقائده، أو يمارس عباداته وفقا لفقهه، أو لمجرد أنه يصرخ من شدة التهميش والتمييز والقمع؛ فهو طائفي؛ فعليه، لكي يكون مواطناً عادياً مقبولاً، أن لا يصرخ عندما تقوم السلطة الطائفية بقمعه أو يصدر مشايخ الطائفية فتاوى بتكفيريه أو تنشر الكتب والصحف التي تتهمه بالانحراف العقدي والعمالة.

 

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment