المسلمون أمة والغرب أمة
المسلمون أمة والغرب أمة.. ولكل منهما أعيادها
د. علي المؤمن
لا أعرف لماذا يحتفل بعض المسلمين، ومنهم شيعة، مع الغربيين في أعيادهم!؟، وهي أعياد ذات خلفيات تتعارض مع عقيدة الإسلام وتعاليم الرسول وأئمة آل البيت، وتتعارض مع الهوية الاجتماعية الدينية والقومية والوطنية للمسلمين.
لماذا هذا الانسلاخ عن الهوية؟ ولماذا هذا الهرولة التافهة والساذجة باتجاه مناسبات لا تعني المسلمين إطلاقاً.. دينياً واجتماعياً وقومياً ووطنياً؟!؛ لأن هذا البعض يعاني من انعدام الوزن وعدم الثقة بالنفس والتهالك على كل صرعة وموضة وتقليد غربي، دون أن يعرف خلفياتها ومعانيها.
ثم لماذا لا يحتفل الغربيون المسيحيون بأعياد المسلمين، كالأضحى والفطر والغدير وولادات الرسول محمد وأئمة آل البيت؟!؛ لأنهم يحترمون أنفسهم، ومتمسكون بهوياتهم الدينية والقومية والوطنية.
قلت لأحدهم، وهو شيعي متدين: ((إنّ يوم ميلاد أبينا الإمام علي هو أفضل مناسبة ليكون عيداً للأب، وإن يوم مولد أمنا السيدة الزهراء أفضل مناسبة كعيد للمرأة، وإن يوم زواج الحوراء فاطمة والمولى علي هو مناسبة رائعة لتكون عيداً للحب الطاهر العفيف)).
فقال لي: ((هذه أعياد الإيرانيين.. أعلنها مرجعهم.. نحن لا علاقة لنا بأعيادهم، لأننا نقلد مرجعاً في العراق)).
قلت له: ((ما هذا الخلط العجيب والازدواجية المرضية؟!.. هل علي والزهراء مُلك الإيرانيين؟ وهل احتفال الإيرانيين بالغدير وبمواليد الأئمة وأهل البيت؛ يجعلك لا تحتفل بها؟، وهل أن أعياد الغرب أعلنها مرجعك ودافع عنها؟ وهل احتفالك وفق المناسبات الغربية ينسجم مع تقليدك لمرجعك وتوجهاته الدينية؟)).
قال: ((كل العالم يحتفل بهذا المناسبات.. لا نريد أن نكون شاذين ونحتفل بمناسبات أُخر، وقد تعودنا على ذلك)).
قلت له: ((هل العادة في تقليد ثقافة الغرب أو احتفال العالم بمناسبة معينة، خاصة إذا كانت تتعارض مع انتماءاتك الدينية والاجتماعية والقومية والوطنية؛ تحوّل الخطأ الى صح، والباطل الى حق؟!. وهل احتفال الشيعة بالغدير، دون كل المسلمين ودون كل العالم، يجعلهم شاذين؟! وهل جعل يوم ولادة الإمام علي عيداً للأب تحوّلهم الى شاذين؟ فإذا كان هذا شذوذاً فمرحباً بهكذا تميّز وشذوذ، كونهما يحققان تمسك المسلم الشيعي بهويته الاجتماعية الدينية. الغرب يحتفل بمناسباته وفق عقيدته وأحداثه التاريخية ودينه، كاحتفالهم بجريمة القس (فالانتاين) تحت مسمى عيد الحب، والذي هو تخليد لحادثة الزنا المحصن للقس (فالانتاين) مع امرأة متزوجة)).
قال: ((أنتم معقّدون لا تريدون الاندماج بالعالم)).
من المؤسف أن نجد هذا الكم الهائل من عميان البصيرة وفاقدي الهوية، والخاضعين لتأثيرات الدعاية الغربية، والذين يتنصلون من انتمائهم وهويتهم عند أبسط منعطف.
latest video
news via inbox
Nulla turp dis cursus. Integer liberos euismod pretium faucibua