المراقد والمزارات أحد عناصر قوة النظام الاجتماعي الديني الشيعي

Last Updated: 2024/04/07By

المراقد والمزارات أحد عناصر قوة النظام الاجتماعي الديني الشيعي

علي المؤمن

 

وهي مراقد أئمة أل البيت وأبنائهم وأحفادهم والبارزين من ذراريهم، ومزارات صحابتهم وتلاميذهم، وكبار زعماء الشيعة الدينيين وعلمائهم. ولمزيد من التحديد، فإنّ المقصود بها المراقد والمزارات التي أمكن للشيعة استثمارها حتى الآن، وضمها إلى نظامهم الاجتماعي الديني، في إطار الصيغة الوقفية غالباً، وخاصة القائمة في العراق وإيران وآذربيجان ولبنان وسورية وتركيا وأفغانستان وباكستان والهند، والتي تشكل منذ مئات السنين، مراكز عالمية لتجمع الشيعة، ونشاطاتهم الدينية والعلمية والاجتماعية المشتركة. أمّا المراقد والمزارات القائمة في الحجاز والأُردن ومصر وشمال إفريقية وغيرها، فلا تتمتع بهذه الخصوصية المذهبية الاجتماعية؛ لأنّها خارج سيطرة الصيغ الوقفية الشيعية، ولا تسمح الأنظمة السياسية في هذه البلدان بتجمع الشيعة فيها وممارسة نشاطاتهم الدينية، خشية تحولها إلى مراكز للتبليغ الشيعي كما تقول.

وقد تحولت المراقد والمزارات الشيعية إلى أماكن مقدسة أو تحظى باحترام بالغ، وبنيت حولها ـ غالباً ـ الحوزات العلمية والمؤسسات الدينية. كما تحولت إلى محور جذب للشيعة من مختلف البلدان والقوميات والثقافات المحلية، من أجل السكن والعمل. أي أنّها أصبحت بمرور الزمن مراكز إشعاع ديني مذهبي، ومواطن تذوب فيها اللغات والقوميات والوطنيات. وبالتالي؛ فهي عنصر قوة كبير للنظام الاجتماعي الديني الشيعي، ولتماسك الشيعة وتعاونهم، واستثمار التنوع في الانتماءات الفرعية.

وظلت هذه المراقد والمزارات عرضة دائمة للإخفاء والتخريب والمنع من زيارتها، منذ العصور الأُموية والعباسية والأيوبية والسلجوقية والمملوكية والعثمانية والغزنوية، وصولاً إلى الوهابية السعودية والبعثية، وذلك بهدف حرمان الشيعة من عنصر القوة هذه، والحيلولة دون استثماره لأهداف التبليغ والترويج والنشاط الديني المذهبي والاجتماعي. كما جرت محاولات مسيئة لاختراع مزارات مزيفة. وكلا الظاهرتين: الإخفاء والتزييف يؤديان إلى ضرب عنصر القوة هذا.

 

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment