القهر الاجتماعي البعثي كما تدرسه الدكتورة أمل الأسدي

Last Updated: 2024/04/07By

القهر الاجتماعي البعثي كما تدرسه الدكتورة أمل الأسدي

د. علي المؤمن

(11/ 2 / 2024)

الكتابة عن جرائم نظــام البعــــث تحتاج الى جلد وقوة قلب وأعــصاب، لأنها تجدد مشاعر الغضب والوجع واللوعة والاكتئاب، وتنكأ جروح تلك الحقبة الحالكة السواد وقروحها وطعناتها؛ فهي جرائم تتجاوز حدود التصور، ولم تعرف البشرية مثيلاً لها، ولا تقتصر على مجال حياتي دون آخر.. من جرائم الإقصاء العنصري والطــائفي، الى جــرائم الإبــادة الجماعية والقتــل، الى جـــرائم الاعتــقال والتشــريد والتهــجير، الى جــرائم الاستبداد والدكتاتورية ومصادرة الدولة لمصلحة الحاكم الفرد ثم الأُسرة ثم الحـزب، الى الجــرائم الاجتماعية وتمزيق المجتمع والتدميـر الثقافي المجتمعي، الى جرائم الحروب ضد دول الجوار، الى الـجـــرائم المعيشية التي أفقرت الشعب، الى جـــرائم سرقة ثروات الشعب، الى الجــرائم القضائية، والسلسلة لا تنتهي.

ورغم هذا الوجع العميق الذي يعانيه الباحث والكاتب والإعلامي والأديب والخطيب، وهو يكتب عن جرائم النظام البائد ويعرضها ويكشفها؛ فإن هذه المهمة تبقى واجباً وفرضاً، دينياً ووطنياً وإنسانياً، بهدف اجتثاث ما تبقى من ثقافة البعــث وأدبياته وحضوره السياسي والاجتماعي، وتحصين المجتمع العراقي من أي اختراق دعائي وسياسي واجتماعي محتمل للبعــث، والتصدي لمحاولات تزيـيف التاريخ العراقي المعاصر، فضلاً عن واجب إحياء ذكرى ضحايا النظام، وخاصة الشهداء والمسجونين والمشردين والمهجرين، وعوائلهم، وكل من عانى التمييز والإقصــاء والفقر والعوز وفراق الأحبة.

ولعل جـرائم القهر الاجتماعي هي من أبشـــع الجــرائم الخطيرة الخفية، والتي يمكن تلمس آثارها الاجتماعية والثقافية بوضوح في الواقع العراقي، ولا يزال كثير من هذه الآثار قائمة، وستبقى.

ومن الباحثين الذين يحملون وعياً عميقاً بضرورة الكشف عن هذا الجانب المظلم، ويتحملون عبء تداعي أوجاعه وقهره؛ الباحثة والأكاديمية العراقية الدكتورة أمل محمد الأسدي، كونها بنت المحنة والمعاناة، ومن عائلة شهداء ومضحين ومجاهدين؛ إذ تتميز كتاباتها في هذا المجال بالعمق والوضوح والإحاطة، فضلاً عن دقة المنهج.

وآخر نتاجاتها في هذا المجال، كتاب «القهر الاجتماعي: نظام البعـــث ونهجه في تدمـير المجـتمع العراقي»، وهو كتاب قيم ومهم لتـوثيق سنوات الجمر البعثـية، وخاصة في بعد القهر الاجتماعي. وقد قرأته بعناية؛ فوجدته يستوفي عنوانه المعبر.

أدعو جميع العراقيين وقراء العربية لمطالعة هذا الكتاب، ليتعرفوا على جزء يسير من حقبة العذاب والموت البعثية الصدامية. وقبل ذلك؛ أُبارك للدكتورة أمل الأسدي هذا الجهد الذي يثقل ميزان حسناتها، ويحقق لها رضا الله ورسوله وآل بيته.

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment