الشعب الإيراني وغرائب الإعانة الحكومية

Last Updated: 2024/04/04By

الشعب الإيراني وغرائب الإعانة الحكومية

د. علي المؤمن

(م.م) شاب عراقي أربعيني، متزوج ولديه ثلاثة أولاد، يسكن مدينة مشهد الإيرانية، حاصل على الجنسية الإيرانية، كون أمه إيرانية. زارني في بيتي في النجف، وحدثني طويلاً عن الأوضاع المعيشية والخدمية في ايران، وكان يقارن أحياناً بالأوضاع الخدمية في السويد والإمارات، حيث سبق أن عاش في ستوكهولم ثلاث سنوات وفي دبي سنتين.

يقول (م.م) بأن الحكومة الإيرانية تدفع لكل مواطن إيراني، فقيراً كان أو غنياً، إعانة شهرية قدرها (300) ألف تومان، وبما أن عائلته تضم خمسة أفراد؛ فإنه يتسلم مليون وخمسمائة ألف تومان شهرياً، وهو مبلغ يعادل (40) دولاراً أمريكياً. وكنت أتصور أن هذا المبلغ ضئيل جداً ولايساوي شيئاً، لكن (م. م) فاجأني بأن هذا المبلغ يكفيه لدفع جميع الخدمات التي تقدمها الحكومة الإيرانية، وبأرقام يصعب تصديقها من قبل غير المطلعين، وعلى النحو التالي:

١- أجور الكهرباء (24/ 24) دون انقطاع ثانية واحدة، ودون أي حدود وتقنين، معدل (١2٠) ألف تومان شهرياً، وهو مبلغ يعادل ثلاثة دولارات وعشرون سنتاً.

٢- أجور الماء (الإسالة) دون أي انقطاع أوتقنين: معدل (80) ألف تومان شهرياً، وهو مبلغ يعادل دولاران وعشرة سنتات.

٣- أجور الغاز السائل، أي التمديدات داخل البيت، شأنه شأن تمديدات الماء، حيث لايعرف الإيرانيون شيئاً اسمه قنينة الغاز أو أنبوبة الغاز، معدل (110) ألف تومان شهرياً، وهو مبلغ يعادل ثلاثة دولارات.

٤ – أجور الهاتف الأرضي، وتشمل الاشتراك والاستخدام المحلي المعتدل، معدل (30) ألف تومان شهرياً، وهو مبلغ يعادل ثمانون سنتاً.

٥ – أجور الواي فاي المفتوح، معدل (90) ألف تومان شهرياً، وهو مبلغ يعادل دولاران وستون سنتاً.

٦- أجور مكالمات الموبايل، لثلاثة خطوط، له ولزوجته وابنه الكبير، معدل (90) ألف تومان شهرياً، وهو مبلغ يعادل دولاران وستون سنتاً.

٧ – أجور انترنيت لشريحة الموبايل، بمعدل ثلاث خطوط، له ولزوجته وابنه الكبير، معدل (60) ألف تومان شهرياً، وهو مبلغ يعادل دولاراً وثمانون سنتاً.

٨ – أجور بنزين السيارة الشخصية الصغيرة، أربعة تفويلات، بالسعر الحر، معدل (420) الف تومان شهرياً، ما يعادل أحد عشر دولاراً وعشرون سنتاً. علماً أن الحكومة الإيرانية تمنح كل سيارة إعانة للبنزين بمعدل (100) ليتر شهرياً، بنصف السعر الحر.

٩- دفعات التأمين الصحي لخمسة أشخاص، حوالي (300) ألف تومان شهرياً، ما يعادل ثمانية دولارات.

وبهذا يكون مجموع ما يدفعه (م.م) شهرياً لتغطية جميع نفقات الكهرباء والماء والغاز والاتصالات والانترنيت والتأمين الصحي والبنزين، حوالي مليون وثلاثمائة وعشرون ألف تومان (1،300.000)، أي ما يعادل (34) دولاراً أمريكياً، وهو أقل بــ (200) ألف تومان من مبلغ الإعانة الشهرية الذي تدفعه له الحكومة الإيرانية ولكل مواطن إيراني، أي أن مبلغ الإعانة الشهرية الشاملة يغطي له جميع نفقات الخدمات الحكومية، ويفيض عنده جزء منها، ما يعني أن الخدمات المذكورة التي تقدمها الدولة الإيرانية لشعبها، مجانية بالكامل، وهي حالة لانظير لها في كل دول العالم، بما فيها الدول الغربية المتقدمة والعربية الثرية.

ويضيف (م.م) بأن التعليم الحكومي الأساسي في إيران مجاني، أما التعليم العالي الحكومي؛ فليس مجانياً وحسب، بل أن الحكومة تمنح الطالب إعانة مالية شهرية، فضلاً عن الأقسام الداخلية المجانية، ومنها منح سكن منفصل للطالب المتزوج. وبالتالي؛ فإن الخدمات الحكومية والبلدية في ايران لانظير لها في العالم، وإن الدعم الحكومي للوضع المعيشي والخدمي والتعليمي والترفيهي للشعب، هو نادر، ولكن في المقابل ـــ كما يقول (م.م) ـــ لايعرف كثير من الإيرانيين قدر النعمة التي يعيشونها، ولو عاشوا يوماً واحداً في دولة أُخرى، لعرفوا قيمة بلدهم. وفي المقابل؛ يعطي الإعلام العربي والغربي صورة عجيبة وغريبة قاتمة عن الأوضاع في ايران، وكأنها تتحدث عن بلد في المريخ.

 

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment