السني رجل دولة

Last Updated: 2024/04/04By

السني رجل دولة، ناجح ونزيه!

د. علي المؤمن

الدعاية الطائفية لأغلب السنة؛ ظلت تردد بعد 2003 مقولة أنّ السنة في العراق هم رجال الدولة حصراً، وأن الشيعة فاشلون ولا يصلحون للحكم، وكما قال بعض عتاتهم: ((لنا الحكم ولكم اللطم)). كما ظل بعض المهزومين والمنفعلين الشيعة يعيش تحت ضغط هذه الدعاية ويرددها أيضاً، ويجلد ذاته دون رحمة.

وهذه المقولة متهافتة نظرياً، لأنّ النجاح والفشل والنزاهة والفساد لا علاقة لها بالدين والمذهب والطائفة، إنّما هي مَلَكة وموهبة وتراكم تجربة وخبرة فردية واجتماعية، كما أنّها ساقطة عملياً، بناء على تجربة الحكم السني الطائفي العنصري الفاشل الفاسد، منذ العام 1921 وحتى سقوطه التاريخي المدوّي؛ فالعراق لم يجن من هذا النظام سوى التمييز الطائفي والتهميش العنصري والحروب والخراب والدمار والدماء والفشل المتراكم والفساد العجيب.

كما أضافت مرحلة ما بعد 2003، دليلاً صاعقاً أخر على سقوط هذه المقولة؛ حيث أثبتت أن أغلب المسؤولين السنة، هم أفشل الفاشلين وأفسد الفاسدين، ولا يحبون الوطن ولايؤمنون بالوطنية، ولا شغل لهم سوى تخريب الدولة وإفشال الحكومة وعرقلة عملها، ومناكفة الشيعة، وتحريض الكرد ضد الشيعة، وتحريض الشيعة ضد الكرد، وتحريض الأحزاب الشيعية ضد بعضها، وتحريض أهل الوسط والجنوب ضد الأحزاب الشيعية والمسؤولين الشيعة، وممارسة الدعاية ضد العراق الجديد، وكما قال أحد منظري هذه الأغلبية الفاسدة الفاشلة المخربة: ((هذه ليست دولتنا؛ فوجودنا فيها هو من أجل التخريب))، بل تبلغ وقاحة بعضهم أن يتغني بالعراق الطائفي العنصري القمعي البائد، ويمجِّد بجرائم نظام البعث ضد الشيعة، ويبرر لانهيار البنية التحية والخراب، والحروب ضد الشعب العراقي وضد دول الجوار.

وسواء كان المسؤولون الشيعة والكرد، بعد 2003، فاشلين وفاسدين، أو كانوا نزيهين وناجحين؛ فإن مرحلة ما بعد 2003، كشفت أمرين بخصوص مقولة أنّ السنة هم رجال دولة وأنّ الشيعة لا يصلحون للحكم:

1- حجم الانحطاط الأخلاقي والشوفينية العنصرية الطائفية ومخططات التخريب والتآمر لماكنة الدعاية الطائفية، وقنواتها الفضائية وصحافتها ووسائل تواصلها، عندما تركِّز فقط على فشل المسؤول الشيعي وفساده، وتحرِّض الشيعة ضده، وتدعوهم لإسقاط الحكم، وتتغاضى عن فشل المسؤول السني والكردي وفسادهما، وتكرر في خطابها مقولة فشل الشيعة في الحكم بعد 2003، ونجاح الحكم السني قبل 2003.

2- سقوط ورقة التوت عن دعاية نجاح السني في الحكم ونزاهته، وكونه رجل دولة، حتى باتت هذه المقولة تثير الاشمئزاز والسخرية، جراء ما تلمّسه الشعب العراقي بعد العام 2003.

3- انهيار بعض الشيعة نفسياً أمام قصف الدعاية السنية الطائفية المستمر، وانقيادهم نحو تلقيناتها وأهدافها المعادية للذات المذهبية والاجتماعية الشيعية، وفي مقدمها هدف إقناع الشيعي بأنه لا يصلح للحكم، وأنه ينبغي أن يُسقِّط السياسيين الشيعة، لأنهم فاسدون فاشلون بالفطرة، ويسلم زمام قياده النفسي والعقلي والسياسي للسني، رجل الدولة المتفوق الوطني النزيه، وصاحب مشاريع البناء والإعمار، حتى بات هذا البعض جزءاً من هذه الدعاية وبوقاً لها، حتى في بنيته العقلية وسلوكه الشخصي.

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment