(الدعوة) و(الداعية) مصطلحان قرآنيان وليسا سنّيين

Last Updated: 2024/03/23By

(الدعوة) و(الداعية) مصطلحان قرآنيان وليسا سنّيين

علي المؤمن

مثقف شيعي عراقي كتب مداخلة على مقالي: ((الوائلي: عميد الدعاة))، يذكر فيها أن مصطلحات (الدعوة) و(الداعية) و(الدعاة) هي سنّية اخوانية، ويرى أن الحديث عن انتماء الشخصيات الشيعية الكبيرة لحزب الدعوة؛ هو لتلميع صورة (الدعوجية) كما يصفهم، ويطلب مني التخلص من ثقافة الدعوة، الى رحاب العلم والفكر.

كتبت عليه الرد السريع التالي، ونشرتُه في صفحتي على الفيسبوك:

راجع التاريخ؛ فسترى أن اتباع آل البيت استخدموا كلمة (الداعي) و(الداعية) و(الدعوة) منذ مئات السنين بكثرة، كما استخدمها المسلمون منذ صدر الإسلام، منطلقين من المصطلح القرآني. ألم تقرأ قول الله تعالى ((یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ إِنَّاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ شَـٰهِدࣰا وَمُبَشِّرࣰا وَنَذِیرࣰا * وَدَاعِیًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذۡنِهِ وَسِرَاجࣰا مُّنِیرࣰا))، وهو يصف النبي بأنه داعية؟

ثم ألم تقرأ في دعاء الإفتتاح: ((اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة في سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة))، وهو يصف جماعة المؤمنين بأنهم دعاة وقادة؟ فهل إذا اقتبس الحركيون السنة هذا المصطلح وغيره من الشيعة أو من القرأن؛ فإن الشيعة يجب أن يتركوا كل المصطلحات القرأنية والشيعية التي يستخدمها السنة؟!. وبالتالي؛ كيف تنسب هذه المصطلحات الى سيد قطب وحسن البنا وهم الذين اقتبسوها من ائمتنا ومن القرآن؟!

ولا بأس أن تعلم؛ إن من أطلق اسم الدعاة على أعضاء الحزب هو السيد محمد باقر الصدر، وأنه هو الذي أسمى حزب الدعوة الإسلامية بهذا الإسم، وهذا موثق في مؤلفاتي ودراساتي بالتفصيل؛ فهل أنت أكثر دقة في استخدام المصطلحات من السيد الشهيد الصدر؟!

واعلم بأن الشيخ أحمد الوائلي هو أول من اشترى ــ سراً ــ طابعة رونيو لحزب الدعوة في النجف في أواسط الستينات، وكان يطبع عليها المرحوم عبود الراضي منشورات الحزب.

أما بالنسبة لي؛ فلي كل الفخر والاعتزاز بأنني انتميت الى الدعوة في النجف بعمر (15) سنة، وحملت في صفوفها كل أدوات المعارضة لصدام، وبقيت فيها حتى العام 1999، ولو قدر لي ممارسة العمل الحزبي الإسلامي مرة اخرى؛ لما اخترت غيرها.

أما مصطلح (الدعوجية) الذي تستخدمه؛ فلا يليق بإنسان مؤمن مثقف مثلك؛ بل يليق بالبعثيين والشيوعيين والطائفيين الذي اخترعوا هذا المصطلح لينكلوا بأهلك وإخوانك وأبناء جلدتك، بمن فيهم الشهداء والمجاهدين الدعاة الذين أعدمهم الطاغية صدام، وذلك بصرف النظر عما وصلت اليه الدعوة اليوم أو تورط بعض الدعاة بالفساد والانحراف.

ولا تنس أن البعثيين والشيوعيين والطائفيين أطلقوا أيضاً أوصاف (الصفويين) و(الشروك) و(التبعية) و(الذيول) على الشيعة، ثم تلقّفه منهم الإمّعات من الشيعة ليطلقوه على أبناء جلدتهم وأهلهم؛ فلا تكن كهؤلاء الجهلاء والإمعات، الذين يرددون المصطلحات والأخبار والدعايات والمفاهيم، دون معرفة بمصادرها وخلفياتها ومعناها.

ثم لنفترض أن (الدعاة) قد تغيروا الآن، أو انحرفوا كما تتصور أنت، ولم يعودوا كما كانوا أيام الجهاد والعمل والإخلاص والتضحيات، وأن (الدعوة) قد أُصيبت بالمشاكل والأزمات والتراجع؛ فهل هذا يمنع أن يكون علماء كبار كالصدر والحكيم وبحر العلوم والعسكري والفضلي ومئات غيرهم، كانوا سابقاً قادة وأعضاء في حزب الدعوة وكانوا دعاة؟! فهل يصح أن توجه الإهانات لهولاء الفقهاء والعلماء الذين كانوا (دعاة) وقد استشهد كثير منهم، وتصفهم بأوصاف البعثيين، لأن بعض الدعاة الحاليين انحرفوا أو فسدوا؟! فهل إذا فسد بعض الشيعة نقول إن التشيع فاسد أو إن كل الشيعة فاسدين؟!

أمر أخير؛ إذا كانت قاعدة أن ((الإنسان عدو ما يجهل))؛ تجعلك تعتبر أن هناك أنتم ونحن؛ فأنت مخطئ؛ فكلنا من مدرسة واحدة وعلى عقيدة واحدة وفي مسار واحد وأعضاء في جسد واحد، ومن الدم واللحم نفسيهما، فإذا كان مرجعنا السيستاني يصف أهل السنة بمصطلح (أنفسنا)؛ فكيف بنا نحن أتباع المذهب الواحد؟!

ينبغي أن نقرأ أكثر ونتعلم ونعي واقعنا جيداً.

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment