الدعاة بين الارث المبدئي والمستجد التحريفي

Last Updated: 2024/04/03By

“الدعاة” بين الإرث المبدئي والمستجد التحريفي

أو بين تيار الأصالة وتيار التحريف

د. علي المؤمن

إرث حزب الدعوة الإسلامية المبدئي، يتمثل في فكر التغيير والثورة والجهاد والمبادئ الحركية الإسلامية. وهو إرث لا علاقة له بمفاهيم اليسار واليمين، بل له علاقة بالتمسك بأصالة نظرية الدعوة ومبادئها الإسلامية الحركية الأصيلة، وهذا التوجه يمثله تيار الأصالة في الدعوة، وهو تيار الأغلبية. أما المستجد التحريفي، على مستوى الفكر والسلوك؛ فيمثله تيار الاستحالة الفكرية والسلوكية الذي جرف بعض الدعاة بعد العام 2003، رغم أن بوادره ظهرت بعد العام 1990 في إيران، ثم انتقل هؤلاء الدعاة الى سوريا وأوروبا، وعادوا الى العراق بعد سقوط نظام البعث. ورغم أن أغلبهم خرج من تنظيم حزب الدعوة، إلّا أنهم ظلوا يشعرون بالحنين للدعوة وتاريخها وعملهم فيها.

وإضافة الى هؤلاء؛ فإن سلوك كثير من الدعاة بعد ٢٠٠٣، وخاصة الذين امتلأت أوقاتهم بمشاكل السياسة والحكم؛ فهو عموماً سلوك لاعلاقة له بمنظومة الدعوة الفكرية، بمن فيهم بعض الدعاة الذين لا يزالون ضمن تنظيمات الحزب.

وقد ظهر نمطان في التفكير (وليس الفكر) بعد العام ٢٠٠٣، في أوساط الدعاة، وخاصة دعاة عقد تسعينات القرن الماضي، وكلاهما يمثل تيار الاستحالة الفكرية، مقابل تيار الأصالة:

النمط الأول: هو التفكير السياسي المصلحي الصرف غير المكيف فكرياً وفقهياً، والذي يرى أن الحديث في إطار فكر الدعوة الأصيل هو ضرب من التنظير الذي ليس له مكان في الواقع العراقي، بما في ذلك علاقات الدعوة الخارجية ورؤيتها للقضايا الإسلامية، وشعارهم ((إنه فكر لا يبني دولة)). ولا ندري ما هو فكرهم الإسلامي السياسي الذي يبني الدولة. ويتبنى هذا النمط بعض العاملين في الحقل السياسي.

النمط الثاني: هو التفكير الحجتي المتماهي مع توجهات بعض التيارات التقليدية في الحوزة النجفية. وبات تفكير هولاء الدعاة لايختلف عن مخرجات تفكير جمعية الحجتية الإيرانية. هؤلاء يعيبون على من يتحدث بالمبادئ وقواعد فكر الدعوة التغييري بأنه يساري وثوري. ولا أشك انهم لا يعرفون حقيقة فلسفة نظرية الدعوة. ويتمثل هذا النمط في بعض المعممين.

أما تيار الأصالة؛ فيمثله من يتحدث بلغة التغيير والمبادئ الدعوية الحركية والثورية الإسلامية وفكر إقامة الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية ووحدة الدائرة الإسلامية الشيعية، وهو فكر الدعوة وفلسفتها. بصرف النظر عن صحة وعدم صحة فلسفة الدعوة التغييرية.

ومن يعتقد أن فكر حزب الدعوة الإسلامية وسلوكه قبل العام ١٩٧٩ هو فكر محافظ أو إصلاحي أو يساري أو يميني؛ فهو لا يعرف بديهيات منظومة الدعوة الفكرية والسلوكي، ولا تختلف نظرته الى فكر الدعوة عن نظرة أي غريب الدعوة.

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment