الخطاب الشيعي الواقعي ودرء المفاسد الطائفية

Last Updated: 2024/04/03By

الخطاب الشيعي الواقعي ودرء المفاسد الطائفية

د. علي المؤمن

ينبغي ــ ابتداءً ــ عدم الخلط بين أهل (السنة) وبين أهل (التكفير) الوهابيين، لأنهما مدرستان مختلفتان في كثير من المسائل العقدية، وفي النظرة الى آل البيت والشيعة، وفي المنهج التربوي والسلوك الاعتقادي، وفي تفسير التاريخ؛ فأهل السنة هم أتباع المذاهب السنية الأربعة من الناحية الفقهية وأتباع الأشعري من الناحية العقدية، أما الوهابيون؛ فهم أتباع معاوية وابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب، والامتداد العقدي والسياسي لآل أمية، وإن ادّعوا – دجلاً- أنهم من أتباع مذهب الإمام أحمد بن حنبل.

كما ينبغي الحذر من أي كلام أو سلوك فيه تعرض لمقدسات أهل السنة، تستغله السعودية وتستثمره الجماعات الوهابية التكفيرية، لكسب أتباع المذاهب السنية في مشاريع نظرية أو ميدانية معادية للشيعة، لأن الفرقة الوهابية تعمل منذ ثلاثة قرون على إظهار نفسها مدافِعاً عن أهل السنة وناطقاً باسمهم.

وما يقوم به بعض نزلاء الفلل والشقق الفارهة في لندن من استعداء فارغ لأهل السنة ضد الشيعة، عبر أسلوب التعريض بمقدسات أهل السنة باللعن والسب والاسفاف والتهاتر؛ إنما هي دعاية مجانية للوهابية وجماعاتها الإرهابية، لاستقطاب المزيد من شباب أهل السنة، ولبث المزيد من خطاب الكراهية للشيعة، ولذبح المزيد من الشيعة الأبرياء في العراق وسوريا واليمن وأفغانستان.

إن الحرص على التشيع والشيعة والسعي لإرضاء الله وآل البيت، يكون عبر الخطاب الواقعي الاستنهاضي الشيعي، الذي يدرأ المفاسد ويجلب المصالح، وليس الخطاب الاستعدائي الفتنوي، الذي يراكم المفاسد ويبعد المصالح، كما يتجلى الخطاب الواقعي في العمل المنتج والفعل الميداني والحراك التجديدي والإعداد الشامل، وفي التقدم العلمي والتكنولوجي، والتنمية البشرية والاقتصادية، وبناء الحاضر والمستقبل، وليس في الصراخ السلبي داخل الغرف المغلقة وشتم مقدسات الآخرين في الإعلام ووسائل التواصل.

وإذا كنا نعيب على كثير من أهل السنة خطابهم الاستعدائي ضد الشيعة، وأسلوب الشتم والتهديد والترهيب وتزييف الحقائق الذي يمارسونه؛ فعلى بعض المتحمسين الشيعة أن لا يمارسوا الخطاب نفسه ((لا تنه عن خلق وتأت بمثله))، بل يديروا ظهورهم للترهات والافتراءات، ويردوا بموضوعية وبقوة الدليل، دون سب ولعن، ودون أن يرهقوا أنفسهم في الجدل، بل يكرسوا جهودهم في ساحة البناء الإعلامي والثقافي والفكري الحقيقي، والعمل الميداني المنتج.

 

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment