الحرم الآمن وبغي الطغاة د. علي المؤمن
الحرم المكي الآمن وبغي الطغاة
د. علي المؤمن
مئات الأعوام.. المثقلة بالأحزان والآلام التي حفرت آثارها في عمق التأريخ، تحكي قصة البغي.. قصة انتهاك حرمة البيت المبارك، الذي جعله الله قياماً للناس ومثابة وأمناً. مئات الأعوام.. يقود بعضها بعضاً، تشهد أيّامها وساعاتها على الطغاة الذين عانوا في مكة فساداً واستكبروا، والذين ورثوا حضارة البغي وأورثوها، واجتهد كل جيل منهم في تطويرها وتقنينها. فقد ورث «العمالقة» البغي من «الجراهمة»، وعاد «الجراهمة» مرة أخرى مشبعين بتجربتين، ورثتهما «خزاعة» ثم «قريش» و«آل أمية» و«القرامطة»، وصولاً إلى «آل سعود» الوهابييّن، الذين ولدوا في أجواء الغي، وورثوا كل وسائل البغي وسلوكيات الاستكبار. إنّها القصة التي ما زالت البشرية تقرأ فصولها بأسى..
البقاء المقدّس
الكعبة المشرفة ]أول بيتِ وُضع للناس* مباركاً وهُدىً للعاملين[([1])، كانت غثاءً على الماء قبل أن يخلق الله تعالى السماوات والأرض، ومنها دُحيت الأرض([2]). وقد وجد على حجرٍ في أساسها نصٌّ مقدّس: «إنا الله ذو بكّة خلقتها يوم خلقت السماوات والأرض وصوّرت الشمس والقمر، وحففتها بسبعة أملاك حنفاء لا تزول حتى تزول»([3]). وأُهبط آدم (ع) إلى الأرض، فأظهر وجود البيت المبارك، وطاف به، حتى بعث الله تعالى الطوفان، فدُرس موضعه، فأعاد إبراهيم (ع) بناءه مع ولده إسماعيل (ع)، ورفع قواعده في الموضع الذي ثبته آدم (ع) نفسه.
وحرمة البيت وقداسته ملازمتان له منذ اختار الله تعالى مكانه وشاء بناءه، بل إنهما جزء من وجوده. قال الله تعالى مخاطباً آدم(ع): «أجعلُ ذلك البيت لك ولمن بعدك حرماً وأمناً، احرّم بحرماته ما فوقه، وما تحته، وما حوله، فمن حرّمه بحرمتي فقد عظّم حرماتي، ومن أحلّه فقد أباح حرماتي، ومن أمّن أهله فقد استوجب بذلك أماني، ومن أخافهم فقد أخفرني في ذمّتي»([4]). وبذلك لم تحلّل حرمة البيت طوال التأريخ ـ ولن تحلّل ـ إلاّ مرّة واحدة، لرسول الله(ص)، حين فتح مكة المكرمة وأخضعها لدولته الإلهية.
وفي حدود منطقة الحرام ـ التي حدّدها فقهاء الشرع المقدّس ـ لا يجوز قتل النفس وقطع النبات وغير ذلك من حرمات أخرى. وكذلك ]ومَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً[([5])، ليثبت الله تعالى حالة السكون التام والطمأنينة اللامتناهية في روح الإنسان المُحرِم، ويُشعره بأنّ بيته مهوى الأفئدة الخائفة والأنفس المعذبة، وملجأ الأجساد الطريدة.
طلائع البغي
الحرم محل اختبار البشر وتمحيصهم. يقول الإمام أمير المؤمنين علي(ع): «إنَّ الله، سبحانهُ، اختبر الأوَّلينَ من لَدُن آدمَ صلوات الله عليه، إلى الآخرين من هذا العالَم، بأحجار لا تَضُرُّ ولا تنفعُ، ولا تُبصر ولا تَسمعُ، فجعلها بيتَهُ الحرام الذي جَعَلَهُ للنَّاسِ قياماً»([6]). ويبدأ الاختبار إبراهيم الخليل(ع).. يؤذن في الناس بالحج ليأتوه حنفاء ومسلمين، طائعين لله تعالى، ومجرّدين من دنس الشِرك به.. ]وإذْ بَوَّأنا لإبراهيمَ مكانَ البيتِ أن لا تُشرِكْ بي شيئاً وطهَّر بَيتي للطائفيين والقائِمينَ والرُّكَّعِ السُّجود[([7]).
فيحج الناس ويُسلمون، حتى يتصاعد دخان النزاع، لتسوّد الصفحة الأولى من كتاب الاختبار، أنّه النزاع حول سدانة الكعبة وولاية البيت، ويستبدل الله تعالى ولد إسماعيل(ع) ـ سدنة البيت ـ بقوم «جرهم»([8])، فعاثوا في مكة فساداً، وقاتلوا «قطوراء»([9]) وسفكوا الدماء فيها ابتغاء تثبيت أركان ولايتهم، فسلّط الله عليهم «العمالقة»([10]). وكانوا ممّن لم يرعوا حرمة البيت أيضاً، فاتّبعوا سلوك الأوّلين، وضيّعوا حرمة البيت، واستحلّوا فيه أموراً عظاماً، فلاحت في الأفق ـ مرّة أخرى ـ علائم الغضب الإلهي، لأنه (تعالى) وعد ألّا يقرّ لظالم ولا لفاجر فيها قراراً. وهنا قام حكيم من «العمالقة» ناصحاً قومه: «يا قوم ابقوا على أنفسكم، فقد رأيتم وسمعتم من هلك من صدر الأمم قبلكم.. فلا تستخفّوا بحرم الله وموضع بيته، وإيّاكم والظلم والإلحاد فيه، فإنه ما سكنه أحد قط فظلم فيه وألحد إلاّ قطع الله دابرهم واستأصل شأفتهم»([11]).
ولما لم يستجيبوا، عادت «جرهم» لتوغل في تمزيق «العمالقة» وقطع دابرهم. ولكن «الجراهمة» ما لبثوا أن عادوا لممارسة البغي والفساد والمنكر مرة أخرى.. وزادوا. فقد أكلوا مال الكعبة ـ الذي يهدى إليها من الحاج ـ سراً وعلانية، ووصل بهم الأمر أن فجر رجل وامرأة منهم داخل الحرم الطاهر، فمسخهما الله حجرين([12]). فقام «مضاض بن عمرو بن الحارث»، وهو رجل صالح، ناصحاً قومه: «يا قوم احذروا البغي لا بقاء لأهله، قد رأيتم قبلكم من العماليق استخفّوا بالحرم فلم يعظّموه… فلا تستخفّوا بحق الحرم وحرمة بيت الله ولا تظلموا من دخله وجاءه معظّماً لحرمته»([13]).
المشركون
آل أمر «جرهم» إلى القتل والاستبعاد والتشريد، على يد «خزاعة»([14])، التي عملت فيهم السيف وقوّضت أركان وجودهم، فحظيت بسدانة البيت الحرام وولاية مكة. ولكن بدورها بغت «خزاعة» هي الأخرى، وانتهكت حرمة البيت، وضلّت وأضلّت. فقد تجرّأت على تغيير الحنيفية (دين إبراهيم)(ع)، وابتدعت عقيدة الشِرك في جزيرة العرب. وكان رائدها في ذلك «عمرو بن لحي»، الذي دنّس طهارة الكعبة، بوضع الأصنام داخلها وفي أطرافها، كـ«هبل»([15]) و«اللات» و«العزى»، ودعا الناس لعبادتها، الأمر الذي دفع أحد شعراء القبيلة لتحذيره:
«يا عمرو لا تظلم بمكـ سايل بعاد أين هم وبني العماليق الذين |
ـة أنّها بلد حرام وكذاك تحترم الأنام لهم بها كان السوام». |
وبقيت «خزاعة» تعمه في غيّها عدّة مئات من السنين، فكان مشهد البغي الذي تبرز من خلاله الأوثان والمعبودات الصم البكم العمي، التي لا تحس ولا تعي ولا تفقه شيئاً، يعلن للملأ عن السقوط الكامل لسدنة كعبة التوحيد وعامة حجاجها في أوحال الشِرك بالله (تعالى عما يبغون)، والابتعاد عن آفاق توحيده. ولم يهمل الله «خزاعة»، فقد امتشقت «قريش» السيف، تنازعها على ولاية البيت الحرام، فاقتتلوا قتالاً عنيفاً، وسفكوا الدماء في الحرم، فكانت ولاية البيت وحيازة شرف خدمته مدعاة لانتهاكهم حرمته بأبشع صورة. وانجلى غبار النزاع ـ بعد التحكيم ـ وإذا بقريش تمسك بحبل السدانة.
ولكن قريشاً لم تزهق الباطل، بل تأسّت به، حتى أخذت حالة البغي في عهدها أشكالاً أخرى، أعمق وأكثر تنظيماً. لقد كان الناس، رجالاً ونساءً يطوفون حول كعبة التوحيد عراة تماماً، ويصفقون ويصفرون. ويحتكمون إلى الصنم الأكبر «هبل» لحل مشاكلهم وخلافاتهم:
«إنّا اختلفنا فهب السراحا الميت والعذرة والنكاحا |
ثلاثة ياه بل فصاحا والبرء في المرضى وفي الصحاحا |
إن لــم تقلــه فمــر القداحــا».
وفي عهد قريش أيضاً، تعرّضت كنوز الكعبة للاعتداء والسرقة، فحين جرف السيل بنيتها، سُرق منها ـ من جملة ما سُرق ـ عزالان ذهبيّان([16]).
الرب يحمي بيته
لملوك اليمن باع طويل في التفكير بهدم الكعبة، وصرف أنظار الحجيج عنها، فدولة «التابعة» حاولت ذلك ثلاث مرّات، فكانت جيوشها إذا وصلت مكة عظُم البيت في أنفسها فتتركه. وتوافقت محاولة «التبّع» الثالث لهدم الكعبة مع بدايات ولاية قريش، حيث ذُكر أن قوماً من «هُذَيل»([17]). قالوا له: «إن بمكّة بيتاً تعظّمه العرب، فلو سرت إليه وخرّبته وبنيت عندك بيتاً، ثم صرفت حاج العرب إليه، كنت أحق به منهم». فصمّم على تحقيق هذا الأمر، وبدأ بتنفيذه بالفعل. ولكن حين اقترب جنوده من مكّة المكرّمة، دارت بهم دوابهم وأظلت الأرض عليهم وغشيتهم ريح شديدة، بمشيئة الله تعالى، فعرض «التبّع» الأمر على أحبارٍ كانوا معه، فسألوه: هل هممت لهذا البيت بسوء؟ فأخبرهم بما قاله الهذليّون وبما أراد فعله، فقال الأحبار: «والله ما أرادوا إلاّ هلاكك وهلاك قومك، إن هذا بيت الله الحرام، ولم يرده أحد قط بسوء إلاّ هلك». فأذعن الملك لقول الحق، وأمر بدق أعناق الهذليّين، وسار إلى مكّة معتذراً، فنحر فيها الذبائح، وأكرم أهلها وكسا الكعبة([18]).
ويتكرّر ذلك التفكير الأهوج، منبثقاً هذه المرّة من ذهب «أبرهة الأشرم» عامل ملك الحبشة (النصراني) على اليمن. فقام ببناء كنيسة عظيمة، أسماها «القليس»، ليصرف الحاج عن مكة إليها، آخذواً بنظر الاعتبار تحقيق الحلم الذي عجز عنه أسلافه من حكّام اليمن. وردّاً على ذلك تعمّد رجلان من العرب أن يُحدثا في «القليس» نكاية بأبرهة، فأقسم هذا على هدم بيت الله الحرام في مكة. وسار في جيش كبير، يصحبه أدلاّء عرب، أشهرهم «أبو رغال الثقفي». وحين نزل منطقة «المغمس» ـ بالقرب من مكّة ـ، تخاذل العرب عن قتاله، مذعنين بأن لا طاقة لهم به. فبعث برسولٍ إلى مكة موصياً إيّاه: «سل عن سيد أهل البلد وشريفهم، ثم قل له: إنّ الملك يقول لكم إنّي لم آت لحربكم إنّما جئت لهدم هذا البيت»([19]).
ثم التقى «عبد المطلب» (سيد قريش) بأبرهة، فطالبه بإبله التي استولى عليها جيشه، فدهش أبرهة من ذلك!، لأن عبد المطلّب لم يطالبه بكف اليد عن البيت والتواضع لحرمته، فأوضح له عبد المطلب: «أنا ربّ إبلي وإنّ للبيت ربّاً يحميه». الأمر الذي يدل بوضوح على إدراك سيد قريش لطبيعة سنن الله تعالى، ووعي مصير الأمم السابقة التي انتهكت حرمة البيت المقدّس، أو حاولت ذلك. وهو ما حدث بالفعل، فما كاد جيش أبرهة الحبشي يتوجه نحو الكعبة، حتى تسمّر الفيل ـ الذي كان يرافقه ـ في مكانه، وكان ذلك بداية المعجزة والمؤشّر الأول لهزيمة المعتدين.. ]وأرسَلَ عليهمْ طَيراً أبابيل*تَرميهِمْ بِحجارةٍ من سجّيل*فجعلهُمْ كعصفٍ مأكول[([20]). لقد جعل الله كيدهم في تضليل، وهدم طغيانهم وما هدموا بيته، وأهلكهم ـ مع قائدهم الأشرم ـ عن آخرهم.
نصر الله والفتح
الجزيرة العربية تنحني للظلام، وتروي بظلم طغاتها شجرة البغي الضاربة بجذورها في أرضها، وكل شيء يسير وفق رغبة الطغاة. وفجأة تلوح في الأفق بشائر النور، سماء الجزيرة تبرق وترعد، وتمطر رحمة للبشرية كافة.. بعث طه الأمين، الرسول الأعظم الموعود، الذي شعَ نوره في العرش قبل خلق آدم(ع)، ليحرّر الروح من آثامها، والجسد من بغيه.
يدعو النبي محمد(ص) برسالة ربه سراً ـ بادئ الأمر ـ ثم علانية، فيتعرض للأذى من قبل الذين دنّسوا بيت الله وأشركوا به، يحاصرونه، ويقاطعونه، ويحاولون قتله، فيهاجر إلى يثرب، ويجاهد بلسانه وسيفه، حتى يأذن الله بالفتح الأكبر (في السنة الثامنة للهجرة الشريفة)، فتح مكة التي استعبدها أهل الشِرك والكفر. ويحل الله تعالى مكة للرسول الأعظم في ذلك اليوم، للمرة الأولى في التأريخ، والأخيرة في عمر البشرية جمعاء، فقال(ص) وهو يقف على جمرة العقبة: «والله إنّك لخير أرض الله، إنّك لأحب أرض الله إليّ، ولو لم أخرج لما خرجت، إنّها لم تحلّ لأحد كان قبلي، ولا تحل لأحد كان بعدي وما أُحلّت إلاّ ساعة من نهار، ثم هي حرام لا يعضد شجرها ولا يحتش خلالها ولا تلتقط ضالّتها إلاّ لمنشد»([21]).
وتوجّه(ص) صوب الكعبة الشريفة، فطهّرها من الرجس والبغي والأوثان([22])، وهو يقرأ الآية المباركة: ]وقُلْ جاءَ الحقُّ وزهقَ الباطِلُ إنَّ الباطِلَ كانَ زَهوقاً[([23]). كما محا صور الأنبياء المرسومة داخل الكعبة، ومنها صورة إبراهيم(ع) وهو يعبد الأصنام، حاشا له ذلك:
أو ما رأيت محمّداً وجنوده لرأيت نور اللَّه أصبح بيننا |
بالفتح يوم تكسّر الأصنام والشِرك يغشى وجهه الإظلام([24]). |
ثم وقف(ص) على باب الكعبة، وقال أمام جموع الموحّدين: «لا إله إلاّ الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده. ألا كلّ دم أو مأثرة أو مال يدّعى فهو تحت قدمّي هاتين إلاّ سدانة البيت وسقاية الحج»([25]).
عودة البغي
شمل الله تعالى جزيرة العرب بعناية الهداية، وانتشلها من وحل الآثام والشِرك والكفر، ولكن ولم تمض فترة قصيرة على الخلافة الإسلامية حتى انتهت خلافة الرسول الأعظم(ص) وراثية وملكاً عضوضاً.
في السنة (60) للهجرة يخلف «يزيد» أباه «معاوية بن أبي سفيان»، ويضع نصب عينيه اغتصاب البيعة من المسلمين، فيبعث إلى عماله (في مكة والمدينة على وجه الخصوص) بطلب البيعة من الناس. وكان الإمام الحسين بن علي(ع) و«عبد الله بن الزبير» من أبرز المستهدّفين في العملية، فبادر الإمام(ع) إلى الخروج من مكة المكرمة حفاظاً على حرمتها وأمنها وقداستها، مدركاً أن «يزيد» لا يقيم وزناً للكعبة، ولا يتورّع عن انتهاك حرمتها. في حين لجأ «ابن الزبير» إلى الحرم الشريف، تاركاً لآل أبي سفيان حرية العبث فيه. فأراد «عمرو بن سعيد» (عامل يزيد على المدينة) غزو مكة لذلك الغرض، فقيل له: «لا تغز مكة واتق الله ولا تحل حرمة البيت». فأجاب «عمرو بن الزبير»([26]): «والله لنقاتلنّه ولنغزوّنه في جوف الكعبة على رغم أنف من رغِم»([27]).
ثم بعث يزيد إلى «عبد الله بن الزبير» رسلاً([28])، مكرراً عليه طلب البيعة، ولكنه رفض، وحينها همّوا بقتله وهو في المسجد الحرام، فقال عبد الله لأحدهم:
«أتستحلّ قتالي في هذا الحرم؟!».
فأجاب:
«نعم، إن أنت لم تجب إلى طاعة أمير المؤمنين».
فأشار «ابن الزبير» إلى حمامة كانت في المسجد:
«وتستحل قتل هذه الحمامة؟».
فقام أحدهم وصوّب سهمه نحوها قائلاً:
«يا حمامة أتعصين أمير المؤمنين؟».
ثم التفت إلى ابن الزبير قائلاً:
«أما لو أنّها قالت نعم لقتلتها»([29]).
هذا الحدثان يدلاّن بشكل لا يقبل الجدل على أن يزيد لا يبالي حتى بإراقة الدماء على جدران الكعبة، حيث يبقى تفكير عبد الله بن الزبير ـ في مقابل ـ مفرغاً من أي منطق.
بعد موت «عمرو بن سعيد»، تسلّم «الحصين بن نميز» زمام جيش يزيد المتوجّه نحو مكّة، فحاصرها في الشهر الحرام من عام (64) للهجرة، ونصب العرّادات والمجانيق على جبل «أبو قبيس» باتجاه المجد الحرام، وعبد الله بن الزبير متحصّن فيه، ففرض «الحصين» على أصحابه عشرة آلاف صخرة، يرمونها بالمجانيق على بيت الله. فاحترقت نتيجة ذلك الكعبة وتهدّم بناؤها. ويصف أحدهم ضرب جيش يزيد الكعبة: «رأيت الحجارة تصكّ وجه الكعبة من أبو قبيس حتى تخرقها، فلقد رأيتها كأنّها جيوب النساء، وترتجّ من أعلاها إلى أسفلها، ولقد رأيت الحجر يمر، فيهوي الآخر على أثره، فيسلك طريقه»([30]).
يقول الشاعر:
«ابن نمير بئس ما تولّى | قد أحرق المقام والمصلّى»([31]) |
وحين سمع «الحصين بن نمير» بموت يزيد، فك الحصار عن المسجد الحرام، وعاد أدراجه إلى الشام، بعد أن خابت محاولاته للتفاوض مع ابن الزبير. وقال «عبيد الله بن سعد» الذي دخل المسجد الحرام والكعبة محترقة مخاطباً الناس: «أيها الناس والله لو أنّ أبا هريرة أخبركم أنكم قالوا بن نبيّكم»([32])، بعد نبيّكم، حارقو بيت ربّكم، لقلتم، ما من أحد أكذب من أبي هريرة… فقد والله فعلتم، لقد قتلتم ابن نبيّكم، وحرقتم بيت الله، فانتظروا النقمة»([33]).
وما شهده عهد يزيد بن معاوية هو أوّل اعتداء على حرمة بيت الله المقدّس بعد بزوغ فجر الإسلام. ولم يكتف الطغاة من آل أمية بذلك، بل عاودوا البغي مرّة أخرى في عهد «عبد الملك ابن مروان»، مستنّين بسنّة الاستخفاف ببيت الله، التي ورثوها من أسلافهم. فقد بعث «عبد الملك» «الحجاج بن يوسف الثقفي» إلى مكة للقضاء على عبد الله بن الزبير وحركته السياسية المناوئة لبني أمية. وأدرك «الحجاج» مكة أثناء موسم الحج لعام (73) للهجرة، فتحصّن ابن الزبير في المسجد الحرام ـ كالعادة ـ، فحاصره «الحجاج»، ونصب المجانيق على جبل «أبو قبيس» ونواحي مكة كلّها، وأخذ يضرب المسجد الحرام والكعبة، «وأوّل ما رمى بالمنجيق إلى الكعبة رعدت السماء وبرقت وعلا صوت الرعد على الحجارة، فأعظم ذلك أهل الشام فأمسكوا أيديهم، فأخذ الحجاج حجر المنجيق بيده فوضعه فيه ورمى به معهم»([34])، وهو يرتجز:
«خطّارة مثل الفنيق المبلد | نرمي بها عوّاد أهل المسجد»([35]) |
ثم دار القتال بين أصحاب ابن الزبير وجيش الحجاج داخل المسجد وعلى جدره، حتى قُتل بن الزبير قرب الكعبة. ولا شك في أن درجة البغي والاستخفاف بالكعبة المقدّسة التي بلغها آل أمية، قلّما تحدّث التأريخ عن مثيل لها.
وبعد زوال مُلك الأمويّين خلال العقد الرابع من القرن الثاني للهجرة، قفز العباسيّون إلى المسرح السياسي، وبنوا عروشهم على أنقاض البغي الأموي، فكانوا كما قال الشاعر:
«يا ليت جور بن مروان دام لنا | وليست عدل بني العباس في النار»([36]) |
لقد خلق العهد العباسي اتجاهات غير محدودة من التطرّف الفكري والسياسي والمذهبي، كانت منها حركة «القرامطة»([37]، التي عبثت خلال عشرات السنين بحرمات الله تعالى ومقدّرات المسلمين، نكاية بالعباسيّين، فكانوا كمن يردّ البغي بالبغي.
في عام 294 قتل «القرامطة» ما يقرب من (20 ألفاً) من الحجاج الخراسانيّين العائدين إلى بلادهم، وسلبوا أموالهم وممتلكاتهم. وبعد أقل من عشرين عاماً عاود «القرامطة» الاعتداء على الحجاج، وكانوا هذه المرّة من بغداد، فقتلوا قسماً، وتركوا آخرين في الصحراء، بعد سلب أموالهم وأمتعتهم وجمالهم ونسائهم، ليموتوا جوعاً وعطشاً. وفي أيام «المقتدر العباسي»، اتّجه «أبو طاهر القرمطي» بجيشه صوب مكّة المكرمة، فدخل البيت الحرام ثملاً في السادس من ذي الحجة الحرام، وقام مع أعوانه بقتل ألفين من ضيوف الرحمن، وأسروا النساء والأطفال، ثم رموا جثث القتلى في بئر زمزم، وقلعوا الحجر الأسود وباب الكعبة، وسرقوا كسوتها. وخرجوا من مكّة ومعهم الحجر الأسود([38])، مرتكبين بذلك أحد أفظع الجرائم التي عرفها تأريخ بيت الله الحرام.
المشركون الجدد
مئات من السنن مرّت، بادت فيها عروش وسادت أخرى، وأهلك الله تعالى ملوكاً واستخلف آخرين، وروح البغي تتفاعل في أرواح الطغاة ويستعر لهيبها، فتتناقلها أجيال الانحراف والفساد عبر قنوات الوراثة الحضارية، لتظهر في الطغاة الجدد، بقوة جديدة، تحمل معها عصارة العهد الغابر، وعزيمة البغي الحاضر.
هذه المرّة يحمل الطغاة اسم «الوهابييّن» و«آل سعود»، سلالة اليهود، وورثة «جرهم» والوثنييّن، وأحفاد اليزيديّين و«القرامطة». فمنذ ظهورهم في جزيرة العرب، روّع آل سعود الوهابيّون حجاج بيت الله وضيوفه، وانتهكوا حرمة مقدمات المسلمين. مئة وتسعون عاماً ومكة تحت رحمة سياط الوهابييّن، حتى تراءى للناس أن «عمرو بن لحي» و«أبا لهب» و«أبا طاهر القرمطي»، قد عادوا بأرواحهم ودمائهم وأجسادهم، ليقبضوا على بيت الله الحرام من جديد.
كان الوهابيون قبل استيلائهم على مكة يقطعون الطرق المؤدية إليها، ويسلبون الحجاج والمسافرين أمتعتهم وأموالهم، ويستحوذون على ما يرد على مكة، حتى ضاق الخناق على أهالي المدينة، وارتفعت أسعار سلعها بشكل غير طبيعي. كانت البداية في عام (1218هـ)، ففيه دخل الوهابيون مكة للمرّة الأولى، وبادروا إلى هدم قبابها ومقابرها وآثارها الإسلامية الخالدة، كقبّة المعلّي وقبب موالد النبي(ص) وأبي بكر والإمام علي(ع) والسيدة خديجة، وقبة زمزم، والقباب المحيطة بالكعبة. كما استباحوا الكثير من حرمات مكة والمسلمين، وأجبروا الناس على أتّباعهم وأتّباع عقائدهم، وأمروهم بالتقيد بها في السنين القادمة إذا حجّوا، وبخلاف ذلك يُمنعون من الحج([39]).
وقد أدّى بغي آل سعود الوهابييّن إلى انقطاع الحج من مصر والشام والعراق عدّة سنواتٍ (1220 ـ 1223هـ). وكانت وحشية هؤلاء الرعاع المدعومين من قبل الاستكبار البريطاني، تُقابل بلا أبالية وعدم اكتراث من قبل الأوساط الإسلامية العالمية، وبخوف وتراجع من قبل حكام الحجاز الرسمييّن، مما أدّى إلى استفحال أمرهم وانتشار دعوتهم المنحرفة. وما أن أدبر عام (1341 هـ) حتى كان العالم الإسلامي موشّحاً بالسواد، ألماً وحزناً على الشهداء من حجاج اليمن، ففي هذه السنة التقى الوهابيون الحجاج اليمانييّن العزّل من السلاح، فسايروهم في الطريق وأعطوهم الأمان، حتى إذا وصلوا سفح جبل، مشى الوهابيون في السفح وتحتهم اليمانييّن، فعطفوا عليهم وأطلقوا الرصاص، حتى قتلوهم عن بكرة أبيهم، وقد بلغوا ألف حاج، ولم يسلم منهم سوى رجلين هرباً وأخبرا بالواقعة الدامية.
واستمر آل سعود الوهابيون في ممارساتهم المعادية لله ورسوله والمؤمنين حتى عام (1343 هـ)، وهي السنة التي اضطرمت فيها نار حربهم مع الشريف حسين (ملك الحجاز)، واشتد حصارهم على مكة، فانقطع الحج عنها. وأخيراً.. تمكّنوا (بقيادة عبد العزيز آل سعود) من الاستيلاء على العاصمة المقدسة نهائياً، وابتزّوا خلالها الحجاج بأساليب شتى، حيث أجبروا الناس على إطاعة قوانينهم والتزام عقائدهم، ومنعوا أيّة شعيرة تخالف عقائدهم، حتى لو اتفّق عليها المسلمون خلال مئات السنين([40]).
يقول أحد الذين عاصروا مأساة اجتياح الطغاة السعوديين مكة: «بدت العاصمة المقدّسة كمأتم تشترك فيه الأمة كلّها، ففي كل حي بكاء وقراءة على أرواح الشهداء، وفي كل دار استعداد للسفر… وجدنا مكة كالمقبرة في الصمت الرهيب والسكون الشامل والدكاكين المغلقة، والمناحات والمآتم»([41]). ولصرف الأنظار عن جرائمهم وبغيهم، صرّح «عبد العزيز آل سعود» بعد استيلائه على مكة: «إن مكة للمسلمين كافة، فيجب أن يكون أمر إدارتها وتنظيمها طبق رغائب العالم الإسلامي»([42]).
ولا يعرف ممّن يسخر «عبد العزيز» بكلمته هذه؟، من نفسه أم من المسلمين؟، فهل سمح السعوديون للمسلمين حتى بممارسة شعائرهم الدينية بحريّة في بيت الله؟، وهل كفّوا شرورهم عن الأمة، حتى يفسحوا المجال لأبنائها بالمشاركة في أمر إدارة مكة المكرمة وتنظيم شؤونها؟!
بعد سنين معدودة ألقت الشرطة السعودية القبض على أحد الحجاج الإيرانييّن([43]) داخل المسجد الحرام، بتهمة تنجيسه بالقيء، فحوكم في اليوم التالي، وقُطعت رأسه في سوق الصفا والمروة. وحقيقة الأمر أن الرجل كان مريضاً بشدة، ولم يتمكّن من حبس معدته، فاستغلّ آل سعود ذلك، ليرموا أتباع مدرسة أهل البيت(ع) بالكفر والشرك وانتهاك حركة المسجد المبارك. وقد أدّى هذا الحادث إلى امتناع الحجاج الإيرانييّن عن السفر إلى الديار المقدّسة في السنة اللاحقة، حتى اعترفت الحكومة السعودية بجريمتها، وقدمت اعتذاراً رسمياً لإيران.
وبين آونة وأخرى يكشّر آل سعود عن أنيابهم، لانتهاك حرمات الله تعالى سراً وعلانية، ولا سيما في بيته المبارك. ومن أفظع ما قاموا به في هذا المجال ضربهم المسجد الحرام بالقنابل والرصاص في بداية عام (1400هـ)، بذريعة القضاء على (المتمردين!) من جماعة «جهيمان العتيبي». فبعد سيطرة هذه الجماعة (الإسلامية السلفية) على بيت الله، بهدف التحضير لإسقاط الطغمة السعودية، وإقامة الحكومة الإسلامية في الحجاز، قام آل سعود بمحاصرة المسجد الحرام، مستخدمين المدافع والدبابات والطائرات المقاتلة والقنابل الفسفورية في قصفه. واستمر القتال ومقاومة الثوار ما يقرب من (22) يوماً. وانتهت العملية بعودة السعوديين لاحتلال المسجد المقدّس، وأسر جميع الثوار ـ ممّن بقي على قيد الحياة ـ، بمن فيهم النساء والأطفال، مستعينين بخبراء أمريكان وفرنسييّن، وبكتيبتين أردنية ومغربية.
ولعلّ لهذه العملية الكثير من أوجه الشبه مع تحصّن «ابن الزبير» في بيت الله، وضرب «الحصين» و«الحجاج» له بالمنجنيق، فيثير بعضهم تساؤلاً بشأن اختيار «جهيمان» المسجد الحرام، والتسبّب في انتهاك حرمته من قبل الأجانب الكفّار وأدعياء الإسلام السعودييّن. ولكن يبدو أن للثوار مسوغاتهم في هذا المجال، فقد تصوّروا أن الحرم الآمن سيحول دون قيام النظام السعودي بمهاجمتهم، وفي ذلك إحراج شديد له، كما سيضطر النظام للإعلان عن الانتفاضة، لأنّها لم تحدث في مكان عادي أو مجهول، وبذلك ستأخذ أبعاداً إعلامية واسعة.
مجزرة الجمعة الدامية
بانتصار الثورة الإسلامية في إيران، تبدّد كثير من أحلام الطغاة المتراكمة في أدمغتهم، ومنها ما يتعلّق بقضايا الحج، فقد خطّط الإمام الخميني لإعادة حقيقة مناسك الحج لواقع المسلمين، كما أرادها الله تعالى، وكما أرادها الخليل إبراهيم(ع) ورسول الله محمد(ص)، براءة من الوثنية.. وبراءة من كل ألوان الشِرك، فكانت مسيرة «البراءة من المشركين» إحدى مفردات ذلك المخطط. ومنذ السنة الأولى التي دعا فيها إمام المسلمين إلى هذه المسيرة، وضع ورثة «أبي لهب» نصب أعينهم ضربها والحيلولة دون وصولها إلى أهدافها، فحاولوا الإخلال بمسيرات الأعوام (1401 ـ 1406هـ) بكل الأساليب الخبيثة، ولكن مكروا ومكر الله.
وفي عام (1407هـ)، في اليوم السادس من ذي الحجة، اليوم استباح فيه «أبو طاهر القرمطي» بيت الله الحرام، وقتل ضيوف الرحمن الآمنين، كانت العاصمة المقدّسة على موعد آخر مع «القرامطة الجدد».. موعد مع انتهاك عظيم لحرمتها وقداستها وأمنها، سفك فيه آل سعود الدم الحرام في الشهر الحرام في البيت الحرام، فقد قامت قوات الاحتلال الوهابي ـ السعودي بالتصدي لمسيرة «البراءة من المشركين» التي اشترك فيها المسلمون من شتى أرجاء الأرض، بمن فيهم الإيرانيون، وحاصرتها، ثم ضربت المشاركين فيها بالهراوات والعصي الضخمة والكتل الإسمنتية والزجاجات الفارغة والأواني المملوءة بالرمل وقطع الزجاج والمرايا، ثم أطلقت عليهم الرصاص والغازات الخانقة والمسيلة للدموع. وقد ضرب أعداء الله المعاقين والشيوخ أيضاً، كما اعتدوا على النساء وقتلوهنّ بأبشع صورة، وانتزعوا من الشهيدات حليهن. وكان الحجاج الجرحى ينزفون دماً ويستغيثون، فيجيبهم الأجلاف بالإجهاز عليهم أو بالشتم والضرب.
أما حصيلة المجزرة، فقد كانت أكثر من (400) حاج شهيد من مختلف البلدان الإسلامية، أكثرهم من النساء والمعاقين والشيوخ الإيرانيين، وآلاف من الجرحى. وتدل شواهد هذه المجزرة على أنها كانت مبيتة ومدبّرة بالكامل، وهدفها قتل الحجاج وانتهاك حركة مقدسات المسلمين([44]).
مسؤولية ملّة إبراهيم
مازال الطغاة يمارسون البغي في مكة، سلالة مترابطة، امتدت من «جرهم» وانتهت بـ«آل سعود». آل سعود يحصون أنفاس ضيوف الرحمن، ولا يدّخرون جهداً في اضطهادهم والاعتداء على حرمانهم داخل البيت الآمن، ويمنعون ممارسة الشعائر الدينية التي لا تتفق وعقائدهم الضالة، ولا يسمحون للخطباء ـ من غير الوهابيين ـ بأداء واجبهم الإسلامي في المسجد الحرام، فإذا ما حاول أحدهم ذلك، ضربوه وأهانوه وألقوا القبض عليه. ويتحرّشون بالنساء قرب الكعبة المشرفة، بحجة الفصل بينهنّ وبين الرجال، ويتعمّدون تشويه الأماكن المقدسة بالإهمال والقذارة، فيتركون تلال الأوساخ تتراكم، وكذلك، البول والغائط، حتى جنب المسجد الحرام([45]). ]إنَّ الذينَ كفروا ويَصُدُّونَ عن سبيل الله والمسجد الحرام جعلناهُ للناس سَواءً العاكف فيه والبادِ ومن يُرِدْ فيه بإلحادٍ بظلمٍ نُذِقهُ من عذابٍ أليم[([46]). فما هي مسؤولية الموحدين، مسؤولية ملة إبراهيم ]هُوَ سَمَّاكُمْ المُسلمينَ مِنْ قَبلُ[([47]) في قبال البغي الذي مازال ينشر ظله على مكة؟..
إن مسؤولية الأمة الإسلامية لا تتلخص في إنقاذ مقدساتها في أرض الحجاز المباركة من براثن البغي الذي تمارسه الفرقة الضالة المضلة وحسب، بل في محو كل ألوان البغي، أيّاً كان حامل لوائه، والمحافظة على قداسة الديار المشرّفة وحرمتها، وحرية التعبّد لله فيها.. وإلى الأبد، وممارسة مناسك الحج كما أرادها الإسلام.
وقد وعد الله عباده بأنه لا يبقي على ظالم ولا باغ ولا فاجر في مكة، فقد جاء عن رسول الله(ص) قوله: «إنّما سميّ البيت العتيق لأن الله أعتقه من الجبابرة فلم يظهر عليه جبّار قط»([48]).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) القرآن الكريم، سورة آل عمران، الآية 96.
([2]) انظر: محمد بن عبد الله الأزرقي ـ «أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار»، دار الأندلس، ج1 ص 31.
([6]) الإمام علي بن أبي طالب(ع) ـ نهج البلاغة، تحقيق: صبحي الصالح، ص 292.
([8]) قبيلة من العرب، قدمت من اليمن، ونزلت مكة بعد أن أقام إسماعيل وأمه فيها. وهي أول من انتهك حرمة البيت.
([9]) قبيلة يمانية، نزلت مكة مع «جرهم».
([10]) قوم من اليمن، نزلوا الشام ومصر والحجاز، وملكوا يثرب وخيبر ومكة زماناً، ومنهم «طم» و«جديس».
([12]) هما: «آساف» و«نائلة»، وقد عبدتهما العرب في عهد «عمرو بن لحي».
([14]) قبيلة عربية من اليمن، نزلت مكة بعد سيل «العرم».
([15]) أتى به «عمر بن لحي» من «البلقاء» بالشام، بعد زيارته لها وإعجابه بوثنية مجتمعها.
([16]) سرقهما شخص يُدعى «دويك»، واتّهم فيهما أيضاً «أيضاً «أبو لهب» وآخرون.
([17]) قبيلة عربية، سكنت بالقرب من مكة.
([18]) «أخبار مكة»، ص 132 و133.
([20]) سورة الفيل، الآيات 3 ـ 5.
([21]) ياقوت الحموي ـ «معجم البلدان»، دار صادر، ج5 ص 183.
([23]) سورة الإسراء، الآية 81.
([24]) البيتان قالهما «فضالة بن عمير».
([25]) ابن الأثير ـ «الكامل في التأريخ»، دار صادر ودار بيروت، م2 ص 252.
([26]) شقيق عبد الله بن الزبير وعدوّه اللدود.
([27]) محمد بن جرير الطبري ـ تأريخ المم والملوك، دار سويدان، م5 ص 344.
([28]) عددهم عشرة، وبينهم «عبد الله بن عضاة الأشعري» و«النعمان بن بشير الأنصاري».
([29]) أبو حنيفة الدينوي ـ «الأخبار الطوال»، وزارة الثقافة المصرية، ص 263.
([31]) البيت قاله «أبو حرّة المديني».
([34]) «تأريخ ابن الأثير»، م2 ص 351.
([35]) «الأخبار الطوال» ص 314. وقيل ان قائل هذا البيت هو «ابن خزيمة الخثعمي»، أحد أعوان «الحجاج».
([36]) البيت للشاعر المخضرم «أفلح بن يسار السندي»، ويروى أيضاً بشكل آخر:
يا ليت ظلم بني مروان عاد لنا | وإنّ عدل بني العباس في النار |
انظر: د. عمر فروخ ـ «تأريخ الأدب العربي»، ج2 ص 77.
([37]) حركة دينية ـ سياسية منحرفة، ظهرت في العراق على يد «حمدان قرمط»، وسيطرت على كثير من البلدان الإسلامية، كالبحرين والشام، ثم انقرضت فيما بعد.
([38]) أعادوه بعد 22 سنة تقريباً.
([39]) السيد محسن الأمين ـ «كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب»، ص 22 ـ 23.
([40]) المصدر السابق، ص 53 ـ 58.
([41]) ناصر السعيد ـ «تأريخ آل سعود»، ص 211، نقلاً عن أحمد العطار ـ صقر الجزيرة عبد العزيز آل سعود.
([43]) ويدعى «أبو طالب اليزدي».
([44]) انظر: نظرة على مذبحة الحرم، تقرير أعدته بعثة الإمام الخميني إلى الحج.
([45]) انظر: محمد عبد الله ـ هكذا رأيت الوهابيين، ص 155 ـ 162.
([48]) السيد محمد حسين الطباطبائي ـ الميزان في تفسير القرآن، ج17 ص 378.
latest video
news via inbox
Nulla turp dis cursus. Integer liberos euismod pretium faucibua