الحركة الطلابية الإسلامية العراقية بعد الانتفاضة الشعبانية
الحركة الطلابية الإسلامية العراقية بعد الانتفاضة الشعبانية
علي المؤمن
(كلمة في المؤتمر الثاني للاتحاد الإسلامي لطلبة العراق، قم، نيسان 1991)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم إخوتي الحضور الكريم في هذا المؤتمر المبارك ورحمة الله وبركاته
لقد بدأت المرحلة الرابعة للحركة الطلابية الإسلامية العراقية في اليوم الذي انطلقت فيه الثورة الشعبية الكبرى (15 شعبان)، ولا زالت هي المرحلة المصيرية بالنسبة للإسلاميين والأُمة والعراق بأجمعه. وقد ساهم طلبة العراق في الداخل بفعالية في هذه الثورة. وفي الخارج عملوا بكل جهد على دعمها ونقل صوتها الى العالم. وهذا شيء طبيعي، بالنظر لحجم هذه الشريحة ونشاطها وحيويتها.
إن الطلبة هم أحد أهم شرائح الساحة الإسلامية، هذه الساحة التي قررت بجميع فصائلها وتياراتها وجماهيرها الاستمرار في الثورة رغم كل الظروف. وهذا يعني أن جزءاً أساسياً من مهمات المرحلة ومتطلباتها تقع على عاتق الطلبة، باعتبارهم الشريحة الحيوية الناشطة والكبيرة والمنتشرة والواسعة سواء في الداخل أو في المهجر، باعتبارهم أيضاً إحدى الشرائح المثقفة التي تعي بان كل مرحلة، سواء كانت فاعلة أو فاترة، انما تمثل جانباً من حالة الصراع الحضاري العميقة مع النظام واستكبار العالمي.
أن مهام المرحلة متعددة ومتنوعة، منها مهنية وعلمية (تخصصية)، ومنها عسكرية وسياسية واجتماعية. ولعل المهمة التي يفرض الانطلاق منها، هي تطبيق شعار ((إن المرحلة هي للعمل وليست للكلام)). ثم يعقبها التحرّك الناشط في جميع دوائر العلاقة بين الطالب والمجتمع، من أجل بث روح الأمل والتفاؤل والعمل الجاد من أجل الثورة، في أوساط المجتمع.. في البيت.. في المدرسة.. في الشارع.. في المسجد.. وفي كل مكان، والسعي لمحاصرة حالة الفتور التي ربما أصابت بعض الإسلاميين، بعد نهاية الجولة الثانية في الثورة الشعبية لصالح النظام، وهذه حقيقة، ولكنها جولة وتبقى نصب العين جولات أُخر، وفي نفس الوقت يجب على الطلبة التحرّك في أطار تلك الدوائر لدعم برامج التيار الإسلامي ومشاريعه في هذه المرحلة، والتي يقف في مقدمتها وحدة الساحة الإسلامية العراقية في جميع المجالات، ووحدة الساحة العراقية عموماً في المجال الميداني، بهدف استمرار الثورة حتى الإطاحة بالنظام البعثي.
وتبقى قضية أساسية ترتبط بتنسيق الجهد الطلابي وبلورته وتنظيمه، ثم صبه في مجرى تلك المهام. ولا شك أن هذه القضية لا تتحقق إلّا عبر التفاعل الجاد والحقيقي مع الاتحاد الإسلامي لطلبة العراق الذي يطرح نفسه ممثلاً شرعياً لطلبة العراق. وفي المقابل؛ لا بد وأن يكون مخطط الاتحاد وبرنامجه ينسجمان بالكامل مع متطلبات المرحلة الراهنة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
latest video
news via inbox
Nulla turp dis cursus. Integer liberos euismod pretium faucibua