الجغرافيا الحديثة والمعاصرة لأتباع المذاهب الإسلامية

Last Updated: 2024/04/03By

التوزيع الجغرافي الحديث والمعاصر لأتباع المذاهب الإسلامية

د. علي المؤمن

بعد مخاضات وصراعات وتحولات متراكمة في حركة انتشار المذاهب الإسلامية؛ استقرت خارطة المذاهب منذ القرن الحادي عشر الهجري (القرن السابع عشر الميلادي) وحتى القرن الخامس عشر الهجري (القرن الواحد والعشرين الميلادي)، على النحو التالي (وفق تقديرات العام 2024):

    1- المذاهب السنية:

ترتكز عقيدة المذاهب السنية على عدم الإيمان بالنص على خلفاء الرسول، وأن الخلافة تصح كيفما يرتئي المسلمون، وليس كما حدد القرآن والرسول؛ فأساليب الانتخاب العام، والانتخاب المحدود، والوصية من الخليفة السابقة، والوراثة الملكية، والغلبة (الانقلاب العسكري أو الحرب أو اغتيال الخليفة والجلوس على عرشه)؛ كلها أساليب شرعية وجائزة، وتحقق للخليفة أو السلطان الجديد الشرعية الدينية لأن يكون خليفة رسول الله وإمام المسلمين وولي أمرهم وأمير المؤمنين، حتى وإن كان أُمّياً وضعيفاً وفاسداً وارتكب كل أنواع الكبائر.

وبذلك فإن خلافة الخلفاء الراشدين الأربعة وخامسهم الإمام الحسن، وملوك بني أمية وبني العباس وبني عثمان؛ كلها شرعية وصحيحة، وأن الأفضلية بين الخلفاء الراشدين الأربعة تقوم على أساس تسلسل تسمنهم منصب الخلافة، وأن صحابة الرسول كلهم عدول، وأن الإمام علي ومن خرج عليه من الصحابة خلال فترة خلافته؛ كلهم على حق، ولا يجوز القدح بأي منهم، وأن كتب الصحاح الحديثية الستة هي مصادر الدين والتدين والشريعة بعد القرآن، وأن العقيدة الأشعرية والسلفية هما العقيدتان الصحيحتان، وأن العقيدة والفقه والتاريخ الصحيح الذي يمثل الإسلام هو ما عليه أتباع المذاهب السنية، لأنهم هم أهل السنة والجماعة، ومن ليس معهم فهو خارج الجماعة. والمذاهب السنية هي أربعة:

  • المذهب الحنفي: أسسه الإمام أبو حنيفة النعمان، ويبلغ أتباعه حوالي 40 بالمائة من إجمالي عدد المسلمين، أي ما يقارب (800) مليون مسلم، ويشكلون أكثرية المسلمين في بلاد الشام وتركيا وأفغانستان وشبه القارة الهندية وشرق آسيا.
  • المذهب المالكي: أسسه الإمام مالك بن أنس، ويبلغ أتباعه حوالي 18 بالمائة من إجمالي عدد المسلمين، أي ما يقارب (360) مليون مسلم، ويشكلون أكثرية المسلمين في بلدان شمال أفريقيا وأفريقيا السوداء، باستثناء مصر، وبعض بلدان الخليج.
  • المذهب الشافعي: أسسه الإمام الشافعي، ويبلغ أتباعه حوالي 14 بالمائة من إجمالي عدد المسلمين، أي ما يقارب (280) مليون مسلم، وينشرون في أغلب بلاد المسلمين.
  • المذهب الحنبلي: أسسه الإمام أحمد بن حنبل، ويبلغ أتباعه حوالي 5 بالمائة من إجمالي عدد المسلمين، أي ما يقارب (100) مليون مسلم، وينتشرون في السعودية وبعض بلدان المسلمين، وتشكل الفرقة الوهابية أكثرية أتباع المذهب الحنبلي.

    2- المذاهب الشيعية:

ترتكز عقيدة المذاهب الشيعية على الإيمان بالنص النبوي على خلفاء الرسول، وليس كما يرتئي المسلمون في، وهؤلاء الخلفاء هم الأئمة، الذين يعدونهم معصومين مطهرين، كما نص القرآن والرسول، وأن من تسلم زمام الأمور بعد الرسول من الخلفاء، باستثناء الإمامين علي والحسن، ليسوا حكام شرعيين، لأنهم سلبوا حق الإمام علي وآل البيت، الذي هو حق إلهي وفق النص النبوي، وليس موضوعاً للخلاف السياسي أو تنافساً على السلطة، وأن كل أولئك الخلفاء هم حكّام الأمر الواقع، وقد كان آل البيت يتعاملون معهم وفق هذا التوصيف، حرصاً على سلامة المسلمين وأمنهم، وأن كل أساليب الوصول الى السلطة، غير المنصوص عليها دينياً هي باطلة وغير شرعية، وإن أهم شروط الخليفة بعد النص هي العصمة والعلم، وأن العصمة هي مطلق الاستقامة والعدالة والتقوى والعبودية لله، وأن صحابة الرسول فيهم العادل وفيهم الذي تعارض سلوكه مع العدالة، وخاصة الذين حاربوا الإمام علي، وإن خلافة بني أُمية وبني العباس لم تكن باطلة شرعاً وحسب، بل أن سلوكهم السياسي والعسكري والشخصي، كان يتعارض مع أبسط تعاليم الإسلام وأخلاقياته.

أما من ناحية تفسير القرآن ونصوص الحديث والقضايا العقدية والفقهية؛ فإن الشيعة لا يأخذونها إلّا من الأئمة، وسلسلتهم الموصولة الى النبي، ويعدون عقيدتهم وفقههم وتاريخ أئمتهم هو الذي يمثل الإسلام، وأن من أسس التشيع هو الإمام علي، وبلور عقائده وفقهه الإمام محمد الباقر، وأظهره ونشره الإمام جعفر الصادق. والمذاهب الشيعية هي ثلاثة:

  • المذهب الإمامي الإثني عشري: ويسمى “المذهب الجعفري” نسبة الى الإمام جعفر الصادق، حفيد رسول الله. ويشكل أتباع المذهب الجعفري حوالي 20 بالمائة من إجمالي عدد المسلمين، أي ما يقرب من (400) مليون نسمة، وهم بذلك ثاني مذهب إسلامي من الناحية العددية بعد المذهب الحنفي، وهم الأكثرية السكانية في إيران والعراق والبحرين ولبنان وآذربيجان. وينضوي العلويون ـــ المعروفون خطأً بالنصيرية ــ ضمن المذهب الجعفري الإثني عشري، وهم منتشرون بكثافة في تركيا وإيران وبلاد الشام.
  • المذهب الإسماعيلي: ينسب الى السيد اسماعيل ابن الإمام جعفر الصادق (ت 145 ه)، ويبلغ عدد أتباعة (30) مليون نسمة، ينقسمون الى فرقتين: الأغاخانية النزارية والبهرة الطيبية، وينتشرون في شبه القارة الهندية والجزيرة العربية وبلاد الشام.
  • المذهب الزيدي: ينسب الى الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وهو عم الإمام الصادق، ويبلغ عدد اتباعه عشرة ملايين نسمة، ويتركزون في اليمن.

    3- الفرقة الإباضية:

أسسه الإمام عبد الله بن إباض، وهو ينتسب تاريخياً الى فرقة الخوارج، ويبلغ عدد أتباعه عشرة ملايين نسمة، وهو مذهب الأكثرية المسلمة في سلطنة عمان.

    4- الفرق المستقلة:

وهي فرق لها معتقداتها الخاصة، التي جعلتها ـ غالباً ـ خارج المعتقدات العامة للمذاهب الإسلامية، لكن أتباعها مسلمون وفق ما يحتجون به على الآخرين:

  • الجماعة الأحمدية القاديانية: التي أسسها ميرزا غلام أحمد قادياني (ت 1908 م)، وهو هندي من البنجاب، أدعى أنه المهدي المنتظر والمسيح العائد، ودوّن عقائد خاصة به، وكان ينتسب الى المذهب الحنفي قبل انشقاقه، ويبلغ عدد أتباعه حوالي (8) ملايين نسمة، ينتشرون في الهند وباكستان وبنغلادش وبعض بلدان افريقيا واوروبا.
  • الطائفة الدرزية: وهي منسوبة الى الشيخ محمد بن إسماعيل نشتكين الدرزي (ت 410 ه)، وهو فارسي من خراسان، ويطلق أتباعها على أنفسهم: “الموحدون”، ولهم اجتماعهم الديني الخاص، وهي طائفة منشقة عن المذهب الإسماعيلي الشيعي، ويبلغ عدد أتباعها حوالي مليوني نسمة، ينتشرون في سورية ولبنان وفلسطين.

 

 

 

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment