التوظيف السياسي للدين

Last Updated: 2024/04/03By

التوظيف السياسي للدين

د. علي المؤمن

ظاهرة التوظيف السياسي للخطاب الديني والشعائر المذهبية والرمزيات الدينية الشعبية، موجودة عند كثير من الأطراف والشخصيات، وبقوة أحياناً عند طرف معين. ولكن؛ لا يجوز التعميم واتهام الجميع، كما لا يجوز محاسبة الناس على نواياهم؛ فلعل أغلب الإسلاميين ينطلقون بعفوية في الحديث بالخطاب الديني والتبليغي وممارسة الشعائر والطقوس الدينية؛ لأنهم جزء منها اجتماعياً وعائلياً وفكرياً، وإن لم يطبقوه في سلوكهم، أي أن هناك قسم مهم من الإسلاميين مؤمنون حقيقة من النواحي العقدية والفكرية والعبادية، لكنهم لا يطبقون هذا الإيمان في سلوكهم السياسي العام. ولكن أعود وأقول؛ لا يجوز تعميم هذه الظاهرة على الجميع، كي لا نظلمهم ونظلم أنفسنا أثناء التقويم والنقد.

من جانب آخر؛ فإن التوظيف السياسي للفكر والمعتقد لا يقتصر على الإسلاميين، بل هو بكل صوره، سنة حياتية لا يمكن الفرار منها. فمثلاً: الذين يعادون الدين والمعتقد والمذهب والحركات الإسلامية، هم أيضاً يوظفون الشعارات العلمانية والمدنية والديمقراطية وحرية التعبير والرأي، ويوظفون الفوضى، من أجل ضرب الدين والمذهب والحركات الإسلامية، وتحقيق مكاسب سياسية، والوصول الى السلطة والمناصب، رغم أن هؤلاء الخصوم لا يعملون بالمدنية ولا العلمانية ولا الديمقراطية، ولا يفهمون معنى حرية الرأي والتعبير.

بالتالي؛ فإن هذه الألوان من التوظيف السياسي الاستغلالي، يبقى قائماً ومستمراً على طول مسار حركة البشرية، لكنه يتفاقم وتتصاعد آثاره السلبية، كلما كان النظام السياسي للدولة يعاني من الشيزوفرينيا العقدية والفكرية والقانونية، وكانت الحكومة ضعيفة، وكان المجتمع يعاني من الفوضى والانفلات.

 

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment