الإمام الخميني وتطبيق مبدأ ولاية الفقيه العامة

Last Updated: 2024/04/02By

الإمام الخميني وتطبيق مبدأ ولاية الفقيه العامة

د. علي المؤمن

شكّل ظهور الآراء الفقهية للإمام الخميني (ت 1989 م)، البداية الحقيقية للنهضة المنهجية في بحوث ولاية الفقيه؛ فكانت المرة الأُولى في تاريخ النظام الاجتماعي الديني الشيعي التي يؤسس فيها أحد الفقهاء لأُطروحة فقهية متكاملة في شمول ولاية الفقيه على وظيفة الحكم، ويدعو صراحة إلى تطبيقها. وقد اعتمد الإمام الخميني كتاب «المكاسب» للشيخ الأنصاري؛ ليكون محور دروسه الفقهية التي يلقيها على طلبة الدراسة العليا (البحث الخارج) في النجف الأشرف. وقد طرح في قسم المكاسب المحرمة موضوعات: کـ «معونة الظالم»، و«حرمة الولاية من قبل السلطان الجائر»، و«جوائز السلطان»، و«الخراج ومقاسمة السلطان الجائر»، و«أداء الزكاة إلى السلطان الجائر». كما طرح الإمام الخميني موضوع: «ولاية الفقيه» في قسم البيع، وعدّها فكرة علمية واضحة لا تحتاج إلى برهان، بمعنى أنّها بديهية لمن يفهم عقائد الإسلام ومنظومة أحكامه الشاملة.

ويستعرض الإمام الخميني عدداً من أهم الأحاديث والروايات للدلالة على شمول ولاية الفقيه على وظيفة الحكم، كأحاديث الرسول الأعظم: «اللهم ارحم خلفائي، الذين يأتون من بعدي، يروون حديثي وسنتي، فيعلّمونها الناس»، و«الفقهاء أُمناء الرسل»، و«العلماء ورثة الأنبياء»، و«العلماء حكام على الناس»، وحديث الإمام موسى الكاظم: «الفقهاء حصون الإسلام كحصن سور المدينة لها»، وحديث الإمام الصادق: «من كان منكم ممن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا … فليرضوا به حكماً فإنّي قد جعلته عليكم حاكماً».

ورافقت ثورة الإمام الخميني ودولته بعد العام 1979؛ نهضةً بحثية علمية متفردة في موضوعات ولاية الفقيه خاصة، والفقه السياسي الإسلامي الشيعي عامة، حتى إنّ المؤلفات والدراسات الفقهية في هذا المجال بلغت أرقاماً قياسية كمّاً ونوعاً؛ فمجموع ما صدر خلال العقود الأربعة الأخيرة كان أكثر بكثير مما كتب خلال ألف عام سبقتها. ومن أهم ما صدر في هذه المرحلة:

1 ـ «الإسلام يقود الحياة» للسيد الشهيد محمد باقر الصدر (ت 1980)، وهو ست دراسات في فقه الدولة الإسلامية ونظامها السياسي وفكرها الاجتماعي والاقتصادي، صدرت في أوائل العام 1979 م. وهي دراسات رائدة كانت ذات تأثير في الأوساط الفقهية والقانونية في الجمهورية الإسلامية.

2 ـ «دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية» للشيخ حسين علي المنتظري (ت 2009)، وهي موسوعة فقهية استدلالية في أربعة أجزاء، تم نشرها في العام 1983، وتتميز بشموليتها لكل موضوعات الدولة الإسلامية الحديثة ونظمها.

3 ـ «الفقه السياسي» للشيخ عباس علي عميد الزنجاني (ت 2011)، وهي موسوعة رائدة في موضوعاتها ومنهجها، تم نشرها في العام 1987، وتقع في ستة مجلدات.

 

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment