الإعلامي الفاعل والإعلامي المنفعل

د. علي المؤمن

هناك ثلاثة أنواع من الإعلاميين بحسب تفاعلهم مع القضايا والأحداث التي يتعاطون معها مهنيا:

النوع الأول؛ هو الإعلامي المحترف الذي يتعامل مع الأحداث بسلبية كما يتعاطى مغسل الموتى مع زبائنه؛ فهو لايعبأ بشيء ولايتأثر؛ أي أنه ميت القلب والعقل، هو إعلامي بلاضمير ولا إنسانية، يعيش الحيادية السلبية؛ وهو كالماكنة التي تعمل دون إحساس وتعقل، وهذا النوع لايمكن أن تصببه أي من الأعراض النفسية والجسدية السلبية،

النوع الثاني؛ الإعلامي المنتمي العاطفي المنفعل الذي يعيش القضايا وكأنه جزء منها؛ فيتفاعل معها كأي انسان عادي، أما النوع الثالث فهو المنفعل والمنحاز سلبا، وغير العقلاني، وهو يشبه النوع الأول في تخريبه للمهنة والالتزام، وهو الذي يمكن أن يصاب بأعراض نفسية وجسدية مرضية؛ وتحديدا إذا كان صادقا في انفعالاته ومشاعره،

النوع الثالث؛ الإعلامي المنتمي للقضايا التي يلتزم بها؛ انتماء إنسانيا وايديولوجيا وسياسيا، ولكنه عقلاني وواقعي ومتوازن بين احترافه وانتمائه، هو إعلامي واع فاعل إنساني؛ ولكنه يدرك متطلبات المهنة في شعوره وعقله، ويوازن بينها وبين انتماءاته؛ أي أنه يعيش الحيادية الايحابية، وهذا هو النوع الصحيح الذي يعول عليه، وبالتالي تصيبه الأعراض بعض الحالات النفسية والجسدية الطفيفة، ولكنها أبعد ماتكون عن الأمراض النفسية؛ بل هذا الإعلامي هو سيد الأصحاء والعقلاء.