الإسلام وليس الدين

Last Updated: 2024/04/01By

الإسلام وليس الدين

د. علي المؤمن

من الخطأ، عند الحديث عن الإشكاليات الدينية والتفسير والتأويل والتجديد، أن نطلق على الإسلام مصطلحاً عاماً هو مصطلح الدين، لأنه مصطلح ضبابي عام، يشتمل على كل الأديان السماوية والارضية، وبين هذه الأديان اختلافات بنيوية وجوهرية غالباً، وقد لايجمع بينها سوى مفهوم الإله الخالق ومفهوم النبوة، والتعاليم الأخلاقية، أما الشريعة والعقيدة والشعائر والسلوك والمسارات التاريخية؛ فهي مختلفة، ومتعارضة غالباً، وبالتالي؛ فلكل دين إشكالياته وأدوات دراسته.

مثلاً؛ العناصر المكونة لكل من لاسلام والمسيحية تختلف اختلافا جوهريا. المسيحية دين يدور حول ماهية السيد المسيح حصرا، وفيه تعاليم محدودة، وليس فيه عقيدة ولاشريعة. وهكذا بين الاسلام واليهودية والاسلام والمجوسية والاسلام والصابئية. لذلك فإن الادوات المنهجية التي أوجدها الغرب لدراسة الأديان لايمكن من خلالها دراسة الأديان وإشكالياتها وتفسيرها، سواء علم الاجتماع الديني أو جينالوجيا الدين وانثروبولوجيا الدين والهرمنيوطيقيا وغيرها. لايوجد اسمه اشكاليات الدين بالمطلق أو التجديد الديني بالمطلق او الخطاب الديني بالمطلق، بل هناك الخطاب الاسلامي والخطاب المسيحي والتجديد الاسلامي والتجديد اليهودي، ولايوجد التفسير الديني او تاويل النص الديني بل التفسير الاسلامي وتأويل النص الاسلامي، ولايوجد شيء اسمه العلمانية والدين، بل العلمانية والاسلام والعلمانية والمسيحية. في هذه المعادلات الكلية والكلام العام سيكون الاسلام هو الخاسر، لأن سيدفع ثمن تهافت المسيحية وانغلاق اليهودية وتصخر المجوسية وتهلهل الهندوسية وغنوصية البوذية وطقسية الصابئية. الاسلام دين كامل مختلف، وإن كانت أصول جميع الأديان واحدة، وإن كان ((الدين عند الله الإسلام))؛ فهذه الآية حجة علينا وليس على أتباع الاديان الأخرى. أي اننا عندما نكتب الدين ونقصد الإسلام؛ فإن هذا القصدية خاصة وغير مقبولة عند غير المسلمين.

والمفارقة الأكثر حدة، هي في الباحثين في الفكر الاسلامي أو المتخصصين في الدراسات الإسلامية، الذين يطلقون على أنفسهم توصيف “باحث في الفكر الديني”، وذلك تشبّهاً بالباحثين الغربيين في الفكر الديني من فلاسفة الدين وعلماء اجتماع الدين، لكن هذا التعميم بالنسبة لباحث في الفكر الإسلامي هو أمر غريب، فالفكر الديني يشتمل على كل الاديان الوضعية والسماوية، ولايختص بالإسلام، فضلاً عن أن دلالاته الواسعة تذهب باتجاه علم الاجتماع الديني او الفكر الديني في بعده الفلسفي، والحال ان هؤلاء الباحثين متخصصون في الشأن الثقافي والفكري الإسلامي ودارسون للإسلام وفقه وأصول فقهه وعقائده، ولاعلاقة لهم لامن قريب ولامن بعيد بالأديان الأخرى أو الفكر الديني بصورته العامة أو علم اجتماع الأديان، وبالتالي فهو تشبّه ربما لاواعي أحياناً، ويدل على عقدة متأصلة في التشبه بكل ماهو غربي، كنوع من (الكشخة) و(البرستيج).

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment