الأموية المعاصرة

Last Updated: 2024/04/02By

الأموية” المعاصرة

د. علي المؤمن

الأموية (Umawism) عقيدة دينية سياسية لاتزال قائمة، وليست مجرد تاريخ أو دولة بائدة أو حكم أسرة استولت على مقدرات المسلمين في مرحلة ماضية.

والايديولوجية الأموية بوصفها سلطة شمولية؛ فهي خليط من الثيوقراطية الدينية والعلمانية السياسية، وقد ظهرت كنسخة عربية مطابقة للثيوقراطيات الأوربية والشرق آسيوية في العصور الوسطى، بل أنها تتطابق مع النموذج الثيوقراطي ـــ السياسي الذي أسسه الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول، الذي طرح نفسه الوريث الديني والزمني الحصري للسيد المسيح، وتجلي الرب على الأرض. وعبر هذا العقيدة الدينية ـــ السياسية سحق جميع معارضيه السياسيين والدينيين، بمن فيهم المسيحيين اللصيقين بالعقيدة الأولى للسيد المسيح، وبذلك أسس ديناً جديداً ينتسب الى السيد المسبح، لكنه في الايديولوجيا والسلوك ينتمي الى الإمبراطور قسطنطين.

وتماهياً مع النموذج القسطنطيني، خلق معاوية عقيدة جديدة، تنتسب الى رسول الإسلام أيضاً، لكنها في الحقيقة عقيدة سلطوية أموية من صنعه بالكامل، وهي تقف على دعامتين تكمل أحداهما الأخرى، وتجتمعان معاً في شخصية الملك الأموي، بوصفه الوريث الديني والزمني الحصري لرسول الله:

الأولى: الدعامة العلمانية، التي تتمظهر في السلطة السياسية للملك الأموي، والتي تحدد للمؤسسة الدينية التنفيذية دورها وصلاحياتها في إطار حركة الدولة.

الثانية: الدعامة الثيوقراطية، وتتمظهر في السلطة الدينية للملك الأموي، وهي التي تشرعن للمؤسسة السياسية التنفيذية ايديولوجيتها وفقهها السلطاني وسلوكياتها.

ولكل من الدعامتين المذكورتين مقوماتهما الفكرية وثقافتهما ووسائل تطبيقهما وسلوكياتهما. ويستخدمهما الملك الأموي بأسلوب منظم ومنهجي وفقاً للحاجة والظرف. وهاتان الدعامتان لا تزالان حاضرتان بقوة في واقع المسلمين الديني والسياسي، ولهما تجلياتهما الحقيقية على الأرض، وأبرز مثال عليهما ملوك آل سعود وعقيدتهم الوهابية، والتي تمثل النموذج القائم لايديولوجيا آل أمية في دعامتيها الدينية (الثيوقراطية) والسياسية (العلمانية).

أما العقيدة البعثية الصدامية فلا تمثل النموذج الأموي بدعامتية؛ بل تمثل الدعامة السياسية للعقيدة الأموية المعاصرة، أو اليسار السياسي الشوفيني الأموي، في مقابل العقيدة الوهابية السعودية التي تمثل الدعامتين معاً، وإن كانت الدعامة اليمينية الدينية أكثر وضوحاً فيها؛ كون العقيدة الوهابية السعودية تتبنى القواعد الثيوقراطية في التأسيس لشرعية سلطتها السياسية ــ الدينية، وبذلك ربما كانت أقل شوفينية من حزب البعث.

ولذلك؛ يمكن القول إن الأموية المعاصرة تتمثل في المعادلة البنيوية التالية:

منظومة البعث الصدامي وعقيدتها الشوفينية + نظام آل سعود وعقيدته الوهابية التكفيرية = الأموية المعاصرة)).

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment