إفراط باكستاني وتفريط عراقي

Last Updated: 2024/04/01By

إفراط باكستاني وتفريط عراقي

د. علي المؤمن

في 17 كانون الثاني/ يناير 2023، صوّت البرلمان الباكستاني على قانون يقضي بإعدام كل من ينتقد الخلفاء والصحابة، بمعنى أن انتقاد معاوية وابن العاص ومروان بن الحكم والوليد بن عقبة والمغيرة بن شعبة، يساوي الارتداد والكفر بالله والإسلام. كل هذا بدعوى حماية الدين ومنع التعرض له، واحترام عقيدة الشعب، الذي ينتمي 99% منه الى الإسلام، بينهم 30% من شيعة آل البيت. أي أن 30% من الشعب الباكستاني معرضون لعقوبة الإعدام، بسبب عقيدتهم، التي لا تؤمن بعدالة جميع الصحابة، وتنتقد قسماً منهم.

أما في العراق؛ فهناك آلاف الكتّاب والمدونين والمحاضرين والناشطين، يجهرون يومياً بالإلحاد ونفي وجود الخالق، ونفي كون القرآن من عند الله، ونفي نبوة محمد، ونفي الشريعة، والسخرية من أحكام الدين، ولكن لا يقول لهم القانون على عينك حاجب، كما تُعرض علناً في معرض بغداد للكتاب كتب تدعو الى الإلحاد وتزدري الإسلام. كل ذلك بدعوى حرية الفكر والرأي، رغم أن 97% من الشعب هم مسلمون، أي أن عقيدة الأغلبية الساحقة من الشعب العراقي تتعرض يومياً الى الإهانة والتضعيف والغزو.

لا ذاك التطرف الباكستاني الإرهابي، ولا هذا الانفلات العراقي المتحرر من أي ضابطة ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)).

 

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment