أنا وعلي شريعتي

Last Updated: 2024/04/07By

أنا وعلي شريعتي

يحاول بعض المثقفين والباحثين المحبّين تشبيهي بالمفكر الإيراني الراحل الدكتور علي شريعتي، ويقول انني شريعتي العراق.

أقول لهؤلاء الأحبة: ربما هناك تشابه على مستوى إرادة الاستنهاض والتغيير، لكنني اختلف كثيراً مع شريعي في المصادر والمداخل المعرفية والمنطلقات والأدوات والأهداف التفصيلية. فالدكتور شريعتي يستند الى الفكر الليبرالي والمنهج الاجتماعي العلماني في التثوير والاستنهاض وفي الاهداف، أي الخروج على النظام الاجتماعي الديني الشيعي ومكوناته، باتجاه نظام اجتماعي ليبرالي متحرر، وهو هدف تدميري خطير، ينسف كل المنجز الشيعي خلال (1250) عاماً من الكدح المصيري لقيادات النظام الاجتماعي الديني الشيعي في الحفاظ على النظام وحماية الشيعة من الاندثار.

لقد طرح شريعتي أفكاره المتمردة تلك وهو شاب في الثلاثينات والأربعينات، متأثراً بأفكار “ماسينيون” ومحمد مصدق ومهدي بازرگان، كونه عضواً في حركة حرية ايران الليبرالية بقيادة مهدي بازرگان، وهي مدرسة فكرية لم تقدِّم للتشيع منجزاً مهماً .وحقيقة لا أدري؛ ماذا كان سيحصل لأفكار شريعتي لو طال العمر به وبلغ عمر النضوج الفكري والواقعي، وعاصر النهوض الشيعي الكبير منذ 1979 وحتى الآن. لعله كان سيعيد النظر في أفكاره أو يخرج نهائياً على النظام الاجتماعي الديني الشيعي، كما فعل تلامذته وأنصاره منظمة مجاهدي خلق، التي تعتبر شريعتي (المعلم) الذي حفر في وجدان أعضائها التمرد على النظام الاجتماعي الديني الشيعي.

لكني على العكس تماماً؛ أنطلق من الأصول التشريعية التقليدية للمحافظة على النظام الاجتماعي الديني الشيعي، وتطويره وتحويله الى نظام قوي، عظيم الفاعلية والبناء والقدرة التغييرية والتمدد، أي أن هدفي إصلاح النظام ومأسسته واستنهاضه، وشد مكوناته ببعضها، ورص علاقة القاعدة بالقيادة. وهو ما تعلمته في مدرسة السيد محمد باقر الصدر والإمام الخميني، التي أنتمي إليها، وهي مدرسة النهوض الشيعي الشامل وصاحبة الانجازات التاريخية الكبرى. فضلاً عن دراستي في الحوزة العلمية الى جانب دراستي الأكاديمية.

وها أنذا في الستين من عمري، وهو عمر يختلف في رؤاه وواقعيته وعمقه، قياساً بعمر الراحل علي شريعتي الذي توفي عن (44) عاماً فقط. صحيح أن العمر ليس مقياساً لعموم الناس، لكنه مؤثر جداً في نضوج صاحب الرأي الفكري وتركيز واقعيته.

علي المؤمن

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment