مشاركة علي المؤمن في مؤتمر الشيعة ومستقبل العراق

Last Updated: 2024/06/21By

 

مشاركة علي المؤمن في مؤتمر “الشيعة ومستقبل العراق”

تقرير جريدة بدر، 12/ 6/2000

تحت شعار ((بالتماسك والجهاد والبصيرة، نحقق أهدافنا ومستقبلنا))؛ اقام مجمع الكوادر الإسلامية العراقية التابع للمجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق، الموسم الثقافي الثاني يوم الخميس 5 ربيع الأول 1421هـ / 8 حزيران 2000 تحت عنوان ((الشيعة ومستقبل العراق)).

وقد عقدت الندوة على جلستين صباحية ومسائية في مدينة قم المقدسة، وشارك فيها نخبة من العلماء والكتاب والباحثين العراقيين من داخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية وخارجها؛ لمناقشة المحاور التالية:

المحور الأول: مقومات القرار الشيعي.

المحور الثاني: النظام الحاكم (الفعلي ـ القادم) ومدى تفاعله مع الملف الشيعي.

المحور الثالث: الموقف الدولي والإقليمي من مستقبل الشيعة في العراق.

وشارك في تقديم البحوث كل من:

  • سماحة آية الله السيد محمد باقر الحكيم.
  • سماحة آية الله السيد محمد تقي المدرسي.
  • سماحة السيد الدكتور محمد بحر العلوم.
  • سماحة الشيخ محسن الحسيني.
  • سماحة الشيخ همام حمودي.
  • سماحة السيد علي علي خان.
  • الأستاذ عادل عبد المهدي.
  • الدكتور خضير جعفر الخزاعي.
  • الأستاذ علي المؤمن.
  • الأستاذ بيان جبر [باقر صولاغ الزبيدي].
  • الأستاذ ابو رياض المهندس [عبد الكريم العنزي].
  • الأستاذ أكرم الحكيم.
  • الدكتور مصطفى الأنصاري.

وتألفت لجنة التعليق على البحوث ومناقشتها من:

  • حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم.
  • حجة الاسلام والمسلمين السيد سامي البدري.
  • الأستاذ جواد العطار.

وأدار الندوة في وقتيها الصباحي والمسائي الأستاذ ابو اكبر الساعدي [الشيخ حميد معلة].

وفيما يلي صورة موجزة عن فعاليات الندوة.

ابتدأت مراسيم الندوة في الساعة 9:45 صباحاً بتلاوة عطرة في كتاب الله العزيز رتلها المجاهد ابو بصير. بعد ذلك قدّم للندوة مديرها شارحاً أهدافها ومحاور البحث فيها. ثم تتالت بحوث المشاركين وكانت على النحو التالي:

بحث الأستاذ بيان جبر [باقر صولاغ الزبيدي] الموسوم “مكونات المجتمع الشيعي في العراق”؛ استعرض المدخل الذي تناول فيه ارهاصات الثورة الاسلامية في ايران وتداعيات انهيار المجتمع الإشتراكي؛ تناول دراسة تاريخ شيعة العراق بدءاً من تشكيل الدولة العراقية الحديثة عام 1921، معتبراً أن الشيعة هم البنية الأساسية لبناء تلك الدولة، ومؤكداً قدرتهم على بناء الدولة العادلة باعتبارهم يمتلكون الأصالة ومبادئ التطور. وأكد الأستاذ بيان جبر في بحثه ضرورة وجود قيادة عُلمائية لتسديد العمل السياسي.

وأشار الأستاذ أبو إسراء [أكرم الحكيم] في بحثه الى ثلاث مقدمات شرح فيها الموقف الاقليمي والدولي من مشكلة الشيعة في العراق، ثم عرّج على مجمل العوامل المؤثرة في مستقبلهم، ومنها: الوجود الحوزوي الوثيق في بلاد الرافدين، والقاعدة الشيعية المتطورة.

وبعد ذلك جاء دور سماحة السيد علي خان ليقدم بحثه الذي تناول في مقدمته تقديم رؤية عن الحالة الاجتماعية والنفسية للفرد العراقي؛ مستعرضاً التقسيم الجغرافي لمناطق الوجود الشيعي في العراق، ومشيراً في الوقت نفسه الى الإهمال الكبير الذي عانته هذه الشريحة طيلة العهود وتوالي الحكومات، كما أثار قضية توزع طاعة الشيعي بين المرجعية من جهة والارتباطات العشائرية من جهة أخرى.

ثم قدم سماحة آية الله السيد محمد تقي المدرسي بحثه ممهداً له بثلاث مقدمات: استعرض في أولاها المؤثرات الفكرية التي تحكم فبضتها على تفكير ومنهجية قواعد الحكم في العالم والتي تعاكس التاريخ الشيعي المبتدئ بظلامة الزهراء (ع). وفي دراسته لتاريخ العراق. أكد سماحته ان العراق ليس بلداً فحسب؛ وانما هو حضارة ابتدأت منذ غابر الازمنة. وعاش فيه اصحاب رسالات سماوية عظيمة. وقد بدأ التاريخ الشيعي فيه. وعرَّف سماحته التشيع بأنه مفاهيم القران الكريم. كما حذر سماحته من الآفات والمشاكل التي تعترض أداء الانسان الشيعي، والتي منها: عدم الثقة بالنفس، هشاشة التجمعات، قلة الاستيعاب، وغيرها. وأشار الى أنه ينبغي الاستفادة من الفرص المتاحة، ومنها حماقات صدام وتهوراته، ومحذراً في الوقت نفسه من مغبة تضييع مثل هذه الفرص بالتسرع والتفكك والفرقة، وموصياً بضرورة الوحدة تحت راية الحسين (ع).

أما الأستاذ علي المؤمن فقد ابتدأ بحثه مقدماً لتاريخ شيعة العراق وهويتهم، وهوية الشيعة في العالم، وعرّج في مقدماته على العوامل التي أدت الى اختفاء الدور الشيعي على المستويات المحلية والاقليمية والعالمية، ومشيراً الى أن الصحافة العالمية تتحدث عن شيعة العراق وكأنهم الأقلية التي تفتقر الى الحقوق!. وأكد أن الطروحات ينبغي أن تتناول الجانب الحقوقي ابتعاداً عن التصورات الطائفية، وذلك باستعراض الجذور التاريخية للمشكلة. كما تناولت الدراسة المحاولات المستمرة للطرق على قضية المركب الطائفي للعراق ابتداء من ثورة العشرين وحتى الوقت الحاضر.

ثم جاء دور سماحة آية الله السيد محمد باقر الحكيم والذي بدأ بحثه باستعراض جملة من العناوين: دراسة نقاط القوة في الوضع الشيعي القائم في العراق، وتشخيص نقاط الضعف والفراغ فيه وموقف النظام من الشيعة، و ماهو الموقف المطلوب؟. واستعرض سماحته نقاط القوة واعتبرها تتمثل في: الحالة الانسانية والاجتماعية لشيعة العراق باعتبارهم الاكثرية المطلقة بين ابناء الشعب العراقي، والتعددية الجغرافية، وكونهم يتواجدون في أكثر المناطق حساسية، وخصوصاً كثافة تواجدهم في المنافذ الحيوية للبلد ومنها الميناء البحري الوحيد.

وأكد سماحته أن الشيعة يمتلكون قاعدة ثقافية تتصف بروح التضحية والفداء، وعمق الارتباط بأهل البيت (ع). كما اشار سماحته الى الوعي السياسي الذي تتحلى به هذه الجماعة وعمقها التاريخي، ووجود المؤسسات التي توحدها وتؤكد استمرارها وبقاءها، وكونها مؤسسات ذات اصالة منتمية للاسلام وأهل البيت (ع) وهي: الحوزة العلمية، والعتبات المقدسة، والمنبر الحسيني والشعائر الحسينية.

وفي تحديده لنقاط الضعف أشار سماحة السيد الحكيم الى عدة أمور، منها: فقدان الشيعة للمؤسسة العسكرية، وفقدان التحالفات السياسية خارج نطاق المذهب الشيعي، وفقدانهم للقوة والاقتصادية، وعزلتهم السياسية الاقليمية والدولية، وفقدان الطرح السياسي الموحد.

وبالنسبة للمستقبل اشار سماحته الى ضرورة الالتفات الى عدة مهام منها: تقوية المؤسسات الاصلية والمؤسسات العسكرية وايجاد تحالفات داخل العراق وخارجه وتعميق البعد الجغرافي، وتكوين القوة الاقتصادية، والخروج من العزلة السياسية الاقليمية والدولية، والسعي الجدي لايجاد الطرح السياسي الشامل، وكذلك تصعيد درجة الوعي السياسي، وطرح المشروع التكاملي.

واستهل سماحة الشيخ محسن الحسيني فترة ما بعد الظهر بتقديم بحثه الذي بدأه بضرورات التغيير في انماط التفكير ابتغاء تحقيق الرؤية الالهية المستحصلة بتوافر شروط التغيير الالهي المبنتي على استعدادات التغيير البشري. واستعرض سماحته معاناة الشيعة العراقيين، ومراحل تصديهم للأنظمة الجائرة وما آل اليه جهادهم في العصر الحاضر، واستعان في تناوله لدراسته واقعهم الحالي استشرافاً للمستقبل بشواهد تاريخية وحضارية، مستعرضاً في الوقت ذاته مشاكل الساحة والعناوين الواجب أخذها بنظر الاعتبار لخلق حالة شيعية واعية.

بعد ذلك تناول سماحة الشيخ ابو ابراهيم [همام حمودي] في بحثه الموسوم ((الشيعة – العراق – المستقبل)) الفارق بين الشيعة والتشيع؛ داعياً المفكرينن والباحثين الى دراسة وضع شيعة العراق وماهيتهم، وكيف ينظرون الى انفسهم. وفي معرض بحثه لمكونات المجتمع العراقي؛ اشار الى انه مجتمع عشائري تحكمه النخوة وقرار الجماعة ومشتركات السراء والضراء، مؤكداً في الوقت ذاته على اهمية دور المرجعية باعتبارها الحاكمة الحقيقية لمقاليد الامور في المجتمع: واستطرد مشدداً ان الشيعي العراقي قد فصل منذ زمن، بين المفتي والمرجع الحقيقي الذي ينبغي ان يدير مقاليد الحكومة والنظام ويوجه الامور السياسية ويعيّن الحكم الجهادي. كما اشار الى سعي النظام الحاكم في خلق نظرتين متضادتين وتأصيلهما في ابجديات تعامله مع الحالات الطارئة، ومحاولة زق ذلك الى هنية المواطن العراقي للتعامل بها أيضاً.

أما لجنة التعليق على البحوث فقد طرحت آراءها المستخلصة منها وكانت على النحو التالي:

سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم:

  • ان الشيعة تمثل الاكثرية في تركيبة المجتمع العراقي.

– ظلم الشيعة على مرّ التاريخ وبلوغه اشده في ايام العفالقة.

– لاتوجد مشكلة طائفية بين شيعة العراق وسنته من حيث التفكير العام، أنما النظام هو الذي يبادر الى ايجاد مثل هذه المشكلة.

– الاقرار بظلامة شيعة العراق.

– الاقرار بوجود امة واعية متحركة تتقيد بقرارات مؤسساتها الجهادية والدينية والسياسية في الداخل والخارج.

– استعداد ابناء الامة للدفاع عن الشعائر الحسينية.

– ضرورة تقوية واسناد المرجعية والحوزة العلمية في الداخل والخارج.

– تقوية المؤسسات السياسية والجهادية.

اما الاستاذ ابو جواد العطار فأشار الى ما يلي:

  • المواجهات الدامية التي حصلت بين ابناء الشيعة في العراق وازلام العصابة الحاكمة.

ويصبح – بذلك – الوجود الشيعي مهدداً من قبل نظام الحكم في العراق.

  • اطلق النظام الحاكم يد الوهابية في العراق.
  • الاستكبار يعمل جاهداً من اجل اضعاف الطائفة.
  • ضرورة الاستفادة من مفاهيم الارادة والعزيمة والاخلاص واستيعاب تجارب الاخرين كالثورة الاسلامية والصحوة الإسلامية، مع التأكيد بأن مشاريعنا السياسية تحتاج الى توعية ويقظة.

اما سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد سامي البدري فقد خلص الى الافرازات التالية:

  • الشيعة نتاج عمل أهل البيت (ع) الذين قاموا بعملهم وفقاً لتخطيط إلهي وتسديد ربّاني.
  • ان التشيع حركة سياسية عظيمة تريد ان توجّه البشر نحو بر الأمان.
  • وبالنسبة للعراق فان الفكر الشيعي يعطي رؤية لمكانة العراق واهميته في عالم التدين والقداسة الالهية.

وقبل انتهاء الندوة بساعة فتح باب المناقشات وطرح الآراء من قبل جمهور الحاضرين. وكان هناك جمهور غفير من السادة العلماء وأفاضل الحوزة العلمية وطلبتها، وأعداد كبيرة من المفكرين والمثقفين قد حضروا وشاركوا في تلك الندوة التي استمرت لأكثر من ست ساعات، وأجمع في نهايتها الحاضرون على ضرورة ادامتها وتكرار تجربتها.

 

 

 

 

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment