المستقبل الذي نريد..

Last Updated: 2024/06/18By

المستقبل الذي نريد..

(افتتاحية مجلة اتجاهات مستقبلية، العدد الثاني، 1999م)

بقلم: علي المؤمن

رئيس التحرير

 

منذ صدور العدد الأول من نشرة «اتجاهات مستقبلية»، والذي رافقه صدور كراسين باللغات العربية والفارسية والانجليزية، فيهما تعريف عام بالمركز وفكرته ومحاور بحوثه، توالت الاتصالات من المهتمين والباحثين عبر الهاتف والبريد والفاكس والانترنيت، وهم يطالبون بالمزيد من المعلومات والإيضاحات، إلى جانب الملاحظات والرؤى الجديدة، وكان كل ذلك حافزاً آخر يدعم الرؤية (الواقعية) التي رسمها المركز لمستقبله.

سؤال كان الأكثر إلحاحاً: ماذا تقصدون بـ«المستقبل الإسلامي»؟!

الحقيقة أن العنوان الذي حمله المركز ليس تسمية عائمة أو مجرد صفة نؤدلج بها دراساتنا، بل إن «المستقبل الإسلامي» هو الغاية التي نطمح للمساهمة في بلوغها ـ نظرياً على أقل تقدير ـ بمنهج يعتمد وسائل علمية تستبعد حالات التمني والتنظير المجردين أو التعويمات التي تقف خارج دائرة الزمان والمكان. وبالتالي فالمستقبل الإسلامي الذي نقصده يحمل عدة مداليل مفهومية وتطبيقية، أهمها:

1 ـ من الناحية المفهومية، هو مستقبل مقيد بالتصور الإسلامي على مستوى المصادر والمعتقد والفكر.

2 ـ من الناحية المصداقية، إنه محدود بالدائرة الإسلامية، سواء الدائرة الإسلامية العامة التي تشتمل على الدين ومعارفه وفكره، والتابعين له أفراداً وجماعات، داخل الوطن الإسلامي وخارجه، أو الدائرة الخاصة بكل جماعة أو بلد.

3 ـ من الناحية المنهجية، فإنه يعبّر عن الحقل العلمي الذي يمارس المركز بحوثه في إطاره، وهو حقل الدراسات المستقبلية (Future Studies) أو المستقبلية (Futurism)، ومن خلال منهج جديد في هذا الحقل، عنوان «المستقبلية الإسلامية ـ Islamic Futurism»، وهو ما سنتحدث عنه مستقبلاً بالتفصيل.

إن المستقبل (الإسلامي) ليس مجرداً في مفاهيمه وتطبيقاته، وليس منعزلاً عن معادلات التأثير والتأثر مع الدوائر الأخرى، إذ تصدق هذه التجريدات على معتقد يعيش أتباعه في جزيرة نائية، فمن البديهي أن تؤخذ كل عوامل التأثير والتأثر بنظر الاعتبار، بمحدداتها المكانية، فضلاً عن النواميس العامة والسنن الإلهية التي لا تختص بدائرة دون أخرى. وهنا يكمن أحد أبرز مؤشرات واقعية المنهج الذي يعتمده المركز في عملية الاستشراف، فبناء المستقبل الإسلامي بصيغة علمية يتم وفقاً لمساحات زمنية واضحة، تشكل بمجموعها خططاً قصيرة أو متوسطة أو بعيدة المدى، سواء في إطار الدوائر الإسلامية العامة أو الدوائر الخاصة أو الدوائر التي تتوسطهما.

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment