صانعو القرن العشرين

Last Updated: 2024/06/09By

صانعو القرن العشرين

د. علي المؤمن

إذا تأملنا مشهد القرن العشرين فسنرى أن صورته الأساسية تتمثل في: الأحداث السياسية، القادة السياسيين، الاختراعات والاكتشافات العلمية. ومن أجل فهم أشمل لهذه الصورة نعرض هنا المفاصل الرئيسة للصورتين الأولى والثانية؛ لأن الجانب السياسي هو الذي اختص به موضوع الدراسة.

الأحداث السياسية

تشتمل صورة الأحداث السياسية على مجمل الواقع السياسي والتأثيرات الاقتصادية والعسكرية التي أفرزها أو تأثر بها. ومن خلال قراءة متأنية لهذه الصورة، يمكن فرز (50) أهم حدث سياسي وعسكري واقتصادي واجتماعي في القرن العشرين، وترتيبها على النحو التالي:

1 – حرب البوير، بين بريطانيا والسكان الهولنديين، في جنوب إفريقيا (1899 – 1902).

2 – الحرب الاستعمارية الروسية – اليابانية (1904 – 1905).

3 – حرب البلقان بين دول البلقان والدولة العثمانية (1912 – 1913).

4 – الحرب الاستعمارية (العالمية) الأولى (1914 – 1918).

5 – ثورة أكتوبر الروسية، وانهيار الامبراطورية الروسية، وقيام الجمهورية الاشتراكية الروسية، وانطلاقة الشيوعية العالمية (1917).

6 – انهيار الدولة العثمانية وقيام الجمهورية في تركيا (1918 – 1924).

7 – تأسيس عصبة الأمم (1919).

8 – قيام الاتحاد السوفيتي (1921).

9 – الأزمة الاقتصادية في الغرب (1929 – 1931).

10 – الحرب الصينية – اليابانية الثانية (1931 – 1945).

11 – الحرب الأهلية الاسبانية (1936 – 1939).

12 – الحرب الاستعمارية (العالمية) الثانية (1939 – 1945).

13 – إلقاء القنبلة الذرية الأمريكية على اليابان (1945).

14 – تأسيس جامعة الدول العربية (1945).

15 – تأسيس منظمة الأمم المتحدة (1945).

16 – قيام الكتلة الاشتراكية (1945).

17 – بدء الحرب الباردة (1946).

18 – تنفيذ مشروع مارشال (1947).

19 – استقلال الهند، وقيام دولة باكستان (1947).

20 – تأسيس الكيان الإسرائيلي، والحرب العربية – الإسرائيلية الأولى (1948).

21 – تأسيس منظمة الدول الأمريكية (1948).

22 – الثورة الصينية الشيوعية، وانهيار الامبراطورية الصينية، وقيام جمهورية الصين الشعبية (1949).

23 – تأسيس حلف شمال الأطلسي – ناتو (1949).

24 – تأسيس منظمة «الكوميكون» الاقتصادية (1949).

25 – الحرب الاستعمارية الكورية (1950 – 1953).

26 – الحرب الاستعمارية الفيتنامية (1949 – 1975).

27 – تأسيس حلف وارشو (1955).

28 – تأسيس منظمة الدول المصدرة للنفط – أوبك (1960).

29 – انتصار حرب التحرير الجزائرية واستقلال الجزائر (1962).

31 – تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية (1963).

32 – تأسيس حركة عدم الانحياز (1964).

33 – تأسيس السوق الأوربية المشتركة (1966).

34 – حرب حزيران بين العرب وإسرائيل (1967).

35 – تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي (1969).

36 – الحرب الأهلية اللبنانية (1975 – 1991).

37 – الثورة الإسلامية الإيرانية، وانهيار الامبراطورية الفارسية، وقيام الجمهورية الإسلامية (1979).

38 – الحرب الأهلية الأفغانية (1979 – استمرت إلى ما بعد نهاية القرن العشرين).

39 – الحرب العراقية – الإيرانية (1980 – 1988).

40 – انتهاء الحرب الباردة (1989).

41 – انهيار الكتلة الاشتراكية وحلف وارشو (1990 – 1991).

42 – انهيار الاتحاد السوفيتي وسقوط الشيوعية (1991).

43 – توحيد شطري ألمانيا (1990).

44 – أزمة الكويت، وحرب العراق – التحالف الدولي (1990 – 1991).

45 – تفرد الولايات المتحدة الأمريكية بالعالم وظهور نظام الأحادية القطبية (1991).

46 أزمة البوسنة (1991 – 1995).

47 – سقوط نظام التمييز العنصري في جنوب إفريقيا (1991).

48 – الحصار ضد العراق (1992 – استمر إلى مابعد نهاية القرن).

49 – انطلاقة الوحدة الأوربية (1992).

50 – أزمة كوسوفو في يوغسلافيا (1998 – استمرت إلى مابعد نهاية القرن العشرين).

ثورات القرن العشرين وحروبه وجرائمه

أهم الثورات الشعبية في القرن العشرين:

1 – الثورة الشيوعية الروسية بقيادة فلاديمير لينين (1917).

2 – الثورة الشيوعية الصينية بقيادة ماوتسي تونغ (1949).

3 – الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام الخميني (1979).

وهي ثوارات ايديولوجية قامت على أساس نظرية اجتماعية، وليست مجرد ثورات سياسية، بل هدفت إلى التغيير الشامل. والمفارقة أن الثورتين الروسية والصينية هما علمانيتان إلحاديتان (شيوعيتان)، والإيرانية دينية توحيدية (إسلامية). ومن حيث الأثر الإقليمي والدولي، فإن تسلسل أهمية هذه الثورات هو: الروسية، الإيرانية ثم الصينية. ومن حيث الأسلوب الثوري، فإن تسلسل أهميتها هو: الإيرانية، الصينية ثم الروسية.

ويمكن أن نعد حرب التحرير الجزائرية من الاستعمار الفرنسي أهم حرب تحرير في القرن العشرين من حيث التضحيات والأسلوب، فقد استمرت من عام 1954 وحتى عام 1962، قدم خلالها الشعب الجزائري مليون ونصف المليون شهيد، وانتهت بحصول الجزائر على استقلالها بعد (132) عاماً من الاحتلال الشامل، دون أن يكون الثوار الجزائريون مدعومين من قبل قوة عظمى أخرى منافسة لفرنسا. وهذا أهم ما يميزها عن حرب التحرير الفيتنامية من الاستعمار الفرنسي والأمريكي؛ إذ كان الفيتناميون مدعومين من قبل الصين والاتحاد السوفيتي.

أما أهم عشرة حروب أهلية في القرن العشرين فهي:

1 – الحرب الإسبانية بين قوات فرانكو واليساريين (1936 – 1939).

2 – الحرب الصينية بين الشيوعيين والوطنيين (1927 – 1949).

3 – الحرب الكورية بين الشمال والجنوب، وهي حرب تدخلت فيها القوتان العظميان (1950 – 1953).

4 – الحرب الفيتنامية بين الشمال والجنوب، وهي حرب تدخلت فيها القوتان العظميان أيضاً (1965 – 1975).

5 – الحرب العراقية بين قوات الحكومة والشعب العراقي الكردي في الشمال (1972 – 1975).

6 – الحرب اللبنانية بين مختلف الطوائف والقوميات (1975 – 1990).

7 – الحرب الأيرلندية بين الكاثوليك والبروتستانت (1975 – 1997).

8 – الحرب الأفغانية بين الشيوعيين والمجاهدين ثم بين مختلف الطوائف والقوميات والأحزاب (1979 – استمرت حتى حين بعد نهاية القرن العشرين).

9 – الحرب السيريلانكية بين التاميل والسنهاليين (1983 – 1990).

10 – الحرب البوسنية بين المسلمين والصرب والكروات (1991 – 1995).

وقد ارتكبت في هذه الحروب أبشع الجرائم التي عرفتها البشرية، وكان السكان الأبرياء الذين لم يحملوا السلاح ولم يشتركوا في الصراع في طليعة ضحايا هذه الحروب التي فرضت عليهم خسائر في الأرواح والممتلكات، وحرمتهم حق الحياة بصورة طبيعية. وإضافة إلى ما ارتكب من جرائم في هذه الحروب الأهلية، يمكن الإشارة إلى أهم ثماني مجموعات من جرائم الحروب في القرن العشرين، وهي:

1 – جرائم القوات الشيوعية السوفيتية بقيادة جوزف ستالين ضد بعض شعوب جمهوريات الاتحاد السوفيتي (1925 – 1953).

2 – جرائم العصابات الصهيونية، ثم الكيان الإسرائيلي ضد السكان الفلسطينين (1935 – 2000).

3 – جرائم القوات اليابانية المحتلة ضد السكان الصينيين (1937 – 1945).

4 – جرائم القوات النازية الألمانية بقيادة ادولف هتلر خلال الحرب الاستعمارية (العالمية) الثانية ضد معظم الشعوب التي أخضعوها للاحتلال (1939 – 1945).

5 – جرائم القوات الفرنسية المحتلة ضد المدنيين والثوار الجزائريين (1954 – 1962).

6 – جرائم القوات الأمريكية المحتلة ضد الفيتناميين (1965 – 1975).

7 – جرائم القوات البعثية العراقية بقيادة أحمد حسن البكر ضد المواطنين العراقيين الأكراد في شمال العراق (1972 – 1975) ثم بقيادة صدام حسين (1987 – 1989).

8 – جرائم القوات الشيوعية السوفيتية المحتلة ضد الأفغانيين (1979 – 1989).

9 – جرائم القوات البعثية العراقية بقيادة صدام حسين ضد المدنيين الإيرانيين والكويتيين (1980 – 1991).

10 – جرائم القوات البعثية العراقية بقيادة صدام حسين ضد المواطنين العراقيين الشيعة في وسط العراق وجنوبه (1991).

ويمكن القول إن أهم ثلاثة مناطق في العالم شهدت أكبر عدد من الحروب والأحداث خلال القرن العشرين هي: البلقان والشرق الأوسط وشرق آسيا. فمنطقة البلقان شهدت خلال العقد الثاني حروب الاستقلال الطويلة عن الدولة العثمانية، تم التسبب في الحرب الاستعمارية (العالمية) الأولى وأحداث الحرب نفسها، ثم أحداث الحرب الاستعمارية الثانية، والتصفية العرقية والدينية في البوسنة (1992 – 1995). ثم مشكلة كوسوفو (1999). أما منطقة الشرق الأوسط فقد شهدت عدة حروب بين العرب وإسرائيل (1973 – 1967 – 1956 – 1948). والحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988)، وهي أكثر المناطق قلقاً وأهمية استراتيجية في العالم، باعتبارها المصدر الأعظم للطاقة. وشرق آسيا هي الأخرى حدثت فيها عدة حروب، كالروسية اليابانية (1905 – 1904) والصينية اليابانية الثانية (1931 – 1945) والكورية (1950 – 1953) والفيتنامية (1949 – 1975) وهي أطول حرب شهدها القرن العشرين.

أما أهم فكرة وايديولوجية شاملة حكمت في القرن العشرين فهي الشيوعية (الماركسية – اللينينية)، وتعود أهميتها إلى المساحة الهائلة من جغرافية العالم التي أخضعتها لسلطتها سياسياً وفكرياً، فقد حكمت الشيوعية أكثر من (35) دولة من دول العالم، وسيطرت على مقدرات مليار وثلاثة أرباع المليار إنسان (تقديرات عام 1988)، خلال حوالي نصف قرن (1917 – 1989)، أي ما يقرب من 25% من مساحة اليابسة و25% من عدد سكان العالم. ولكن بعد الانهيار الكبير والسريع (1989 – 1991) لم يبق من الأنظمة الشيوعية سوى خمسة فقط: الصين، فيتنام، منغوليا، كوريا الشمالية، كوبا، والتي دخلت القرن الحادي والعشرين وهي مصرة على حمل معتقدات ماركس ولينين.

وفي المقابل، فقد شهد القرن العشرين تحول الفكر الغربي الليبرالي (العلماني) إلى فكر عالمي أيضاً، وأصبحت معياريته تمثل سلطة فكرية، ولا سيما في البلدان المستعمرة سابقاً (العالم الثالث). ودخلت شعوب الجنوب في أكبر أزمة هوية في تاريخها، بعد أن باتت مضغوطة بفكر دول الشمال الذي مثل فكي كماشة، أحدهما الإلحادية الشيوعية والآخر العلمانية الغربية. وإذا كان الفكر الشيوعي قد تراجع بقوة بفعل انهيار معظم الأنظمة التي تتبناه، فإن الفكر العلماني الغربي بما يمثله من تصور كوني ومنهج ونظم اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية قد ظل يشكل العامل الأساس لأزمة الهوية التي تعاني منها شعوب العالم الثالث، بمن فيها مجتمعات المسلمين.

كما شهد العقدان الاخيران من القرن العشرين نهوضا غير مسبوق للايديولوجيا الإسلامية؛ بفعل الثورة الإسلامية الإيرانية، والتي كان لها تأثيراتها الفكرية والسياسية في المنطقة الإسلامية؛ الامر الذي حول الايديولوجيا الإسلامية إلى منافس للايديولوجيتين الشيوعية الشرقية والليبرالية الغربية.

قادة القرن العشرين

مثلما تميز القرن العشرين بأنه قرن الأحداث الكبرى وقرن الاكتشافات والاختراعات الكبرى، فإنه تميز أيضاً بالقادة الكبار الذين تزعموا تلك الأحداث ورسموا صورة القرن، وكانت قراراتهم ومواقفهم وممارساتهم تحرك العالم وتصنع مساراته. ولا نريد هنا الخوض في آراء علماء الاجتماع حول حقيقة دور الفرد البطل في صناعة التاريخ وعوامل نشأته وظهوره، بل نشير فقط إلى أهم قادة القرن العشرين، باعتبار حجم ونوعية الآثار التي خلفوها، وبصرف النظر عن مضمون هذه الآثار.

ومن خلال دراسة موضوعية لمواقف أكثر من (100) زعيم سياسي شهير في القرن العشرين، بدا أن أهم (20) زعيماً هم (حسب ظهورهم على مسرح السياسة العالمية):

1 – الرئيس الأمريكي «تيودور روزفلت» (1858 – 1919): رئيس الولايات المتحدة الأمريكية عام 1901.

2 – الرئيس الأمريكي «توماس ويلسون» (1856 – 1924): رئيس الولايات المتحدة الأمريكية عام 1913.

3 – الزعيم الشيوعي الروسي «فلاديمير، لينين» (1870 – 1924): رئيس روسيا عام 1917.

4 – الزعيم الفاشي الإيطالي «بنيتو موسوليني» (1883 – 1945): رئيس وزراء إيطاليا عام 1922.

5 – الرئيس التركي «مصطفى كمال أتاتورك» (1881 – 1938): رئيس جمهورية تركيا عام 1923.

6 – الزعيم الشيوعي السوفيتي «جوزف ستالين» (1879 – 1953): رئيس الاتحاد السوفيتي عام 1924.

7 – الرئيس الأمريكي «فرانكلين روزفلت» (1882 – 1945): رئيس الولايات المتحدة الأمريكية عام 1933.

8 – الزعيم النازي الألماني «أدولف هتلر» (1889 – 1945): رئيس وزراء ألمانيا عام 1933.

9 – الزعيم اليميني الإسباني «فرنشيسكو فرانكو» (1892 – 1975): رئيس وزراء إسبانيا عام 1939.

10 – الزعيم البريطاني «ونستون تشرشل» (1874 – 1965): رئيس وزراء بريطانيا عام 1940.

11 – الزعيم الفرنسي «شارل ديغول» (1890 – 1970): رئيس وزراء فرنسا المؤقت عام 1944.

12 – الزعيم الشيوعي اليوغسلافي «جوزيف بروزتيتو» (1892 – 1980): رئيس جمهورية يوغسلافيا عام 1945.

13 – الزعيم الهندي «موهانداس غاندي» (1869 – 1948): زعيم استقلال الهند عام 1947.

14 – الزعيم الهندي «جواهر لال نهرو» (1889 – 1964): رئيس وزراء الهند عام 1947.

15 – الزعيم الشيوعي الصيني «ماو تسي تونغ» (1893 – 1976): رئيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949.

16 – الزعيم الشيوعي السوفيتي «نيكيتا خروشوف» (1894 – 1971): سكرتير عام الحزب الشيوعي السوفيتي عام 1953.

17 – الزعيم القومي المصري جمال عبد الناصر (1918 – 1970): رئيس جمهورية مصر عام 1954.

18 – الرئيس الأمريكي «ريتشارد نيكسون» (1913 – 1994): رئيس الولايات المتحدة الأمريكية عام 1969.

19 – الزعيم الإسلامي الإيراني روح الله الموسوي الخميني (1902 – 1989): قائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية عام 1979.

20 – الزعيم الشيوعي السوفيتي «ميخائيل غوربا تشوف» (1931 – …): رئيس الاتحاد السوفيتي عام 1985.

والتوزيع الجغرافي والايديولوجي لهؤلاء الزعماء العشرين هو على النحو التالي: (10) من أوربا (بما فيها الاتحاد السوفيتي) و(5) من آسيا و(4) من أمريكا الشمالية وواحد من إفريقيا. كما أن (6) منهم زعماء شيوعيين وواحد إسلامي، والباقين وطنيين وقوميين، كما أنهم جميعاً خاضوا حروباً أو ثورات أو انتفاضات، عدا واحد فقط.

وقد اخترنا من بين هؤلاء العشرين، عشرة زعماء فقط، خضعوا لمزيد من الدراسة؛ وظهر أنهم أهم قادة القرن العشرين. ونذكرهم هنا حسب تسلسل الأهمية التي وضعنا لها معايير ثابتة، كنوعية الأداء، ونوعية التأثير، وحجم التأثير، واستمرار التأثير؛ أي إن حجم أهميتهم هنا لا ينبع من مقدار الشر والخير الذي تسببوا فيه:

  • الزعيم النازي الألماني أدولف هتلر (1889 – 1945): أسس المذهب العنصري النازي، قاد ألمانيا، وتسبب في إعادة مجدها ثم تدميرها، أشعل أكبر حرب عرفتها البشرية في تاريخها (الحرب الاستعمارية الثانية) التي قتل فيها (50) مليون إنسان.
  • الزعيم الشيوعي الروسي «فلاديمير لينين» (1870 – 1924): حوّل الماركسية إلى دولة ونظام اجتماعي، بعد الثورة التي أسقط فيها الامبراطورية الروسية، وأسس الاتحاد السوفيتي وقاده، ونظَّر للماركسية حتى اقترنت باسمه.
  • الزعيم البريطاني «ونستون تشرشل» (1874 – 1965): قاد بريطانيا (رئيسا للوزراء) على مرحلتين، الأولى خلال الحرب الاستعمارية الثانية فكان من أشهر قادتها؛ إذ تسببت مواقفه في دفع الحلفاء نحو الانتصار ويعد أحد أبرز رموز الاستعمار الحديث.
  • الزعيم الإسلامي الإيراني روح الله الخميني (1902 – 1989): أعاد للإسلام دوره في إقامة الدولة وصنع الحضارة والتأثير في السياسة الدولية، بعد تغييب طويل. كان فقيها دينياً مجدداً، أسس نظرية الحكومة الإسلامية (الحديثة). وأسقط الامبراطورية الفارسية وأسس مكانها الدولة الإسلامية، وقادها عقداً كاملاً. انتشرت أفكاره بين المسلمين وأحدثت فيهم تحولاً فكرياً وسياسياً.
  • الزعيم الشيوعي السوفيتي «جوزف ستالين» (1879 – 1953): قاد الاتحاد السوفيتي ثلاثة عقود تقريباً، وحوله بعد الحرب الاستعمارية الثانية إلى إحدى القوتين الأعظم في العالم، وكان من أهم قادة الحرب، قتل في التصفيات الداخلية أكثر من خمسة ملايين إنسان، وهو الذي أعلن الحرب الباردة ضد الغرب.
  • الرئيس الأمريكي «فرانكلين روزفلت» (1882 – 1945): قاد الولايات المتحدة الأمريكية في أربع دورات رئاسية، أخرج أمريكا نتيجة لأفكاره وممارساته من انكفائها على ذاتها وحولها إلى قوة عالمية عظمى، إذ كانت أمريكا ما بعد الحرب الاستعمارية الثانية، أحد أهم أسباب انتصار الحلفاء في الغرب.
  • الزعيم الشيوعي السوفيتي «ميخائيل غورباتشوف» (1931 – …): قاد الاتحاد السوفيتي نحو التفتت والانهيار، وتسبب في نهاية الحرب الباردة وفي نهاية نظام الثنائية القطبية، وهو آخر قادة القرن الكبار.
  • الزعيم الشيوعي الصيني «ماوتسي تونغ» (1893 – 1976): تزعم الثورة الصينية، وأسس جمهورية الصين الشعبية، وقادها قرابة ثلاثة عقود، تحولت فيها الصين إلى قوة إقليمية مهمة، أوجد تياراً شيوعياً عالمياً منفصلاً سياسياً وآيديولوجياً عن الاتحاد السوفيتي.
  • الزعيم الهندي «موهانداس غاندي» (1869 – 1948): أسس نظرية المقاومة السلمية ضد الاستعمار البريطاني، وقاد الهند نحو الاستقلال، ورغم احترافة السياسة إلا أنه عاش حياة صوفية، ولم يتسلم منصباً حكومياً.
  • الزعيم المصري جمال عبد الناصر (1918 – 1970): دبر للثورة المصرية التي أسقطت النظام الملكي، وقاد مصر، وحولها إلى محور للعمل القومي العربي، الذي عاش ربيعه حينها، كما حول الفكر القومي العربي إلى ايديولوجية ونظام اجتماعي.

ومن هؤلاء العشرة، (5) أوربيين (بمن فيهم من مواطني الاتحاد السوفيتي)، و(3) آسيويين، وواحد أمريكي شمالي، وواحد إفريقي. كما أن بينهم (4) شيوعيين (ثلاثة منهم سوفيت)، و(3) مسيحيين (غربيين)، ومسلمان (أحدهما إسلامي إيراني والآخر قومي عربي)، وواحد هندوسي. وقد خاضوا جميعاً حروباً أو ثورات، عدا واحد فقط (غورباتشوف). وجميعهم احترفوا السياسية منذ سنوات شبابهم، عدا واحد فقط (الإمام الخميني) الذي لم يحترف السياسية رغم أنه قاد ثورة ودولة، بل كان يمارس العمل السياسي كجزء من تكليفه الديني. كما أنهم جميعاً تزعموا أحزاباً، عدا واحد فقط (الإمام الخميني)، وأسقط خمسة منهم أنظمة الحكم في بلدانهم بثورات أو انقلابات أو انتفاضات قادوها (لينين، غاندي، ماو، عبد الناصر، الخميني)، وخمسة جاءوا للحكم بالانتخاب أو التعيين (هتلر، روزفلت، ستالين، تشرشل وغورباتشوف) وواحد منهم فقط جاء للسلطة بانقلاب عسكري (جمال عبد الناصر). وأربعة منهم (هتلر، روزفلت، ستالين، وتشرشل) قادوا الحرب الاستعمارية العالمية الثانية، فيما عاصر اثنان منهم (غاندي وماو) في تحركهما الثوري هذه الحرب. كما أنهم استلموا السلطة الأولى جميعاً، ما عدا «غاندي»، وكذا «تشرشل» الذي كان الرجل الثاني. وقد توفوا وهم زعماء لبلادهم، عدا «تشرشل» و«غورباتشوف». وأخيراً فإنهم ماتوا جميعاً، عدا «غورباتشوف» الذي عبر إلى القرن الواحد والعشرين وهو مواطن عادي.

وكان» لينين» و«ستالين» و«روزفلت» و«تشرشل» قد بدأوا تاريخ القرن العشرين وأسسوا للنظام العالمي في النصف الثاني من القرن، أما الخميني و«غورباتشوف» فقد أنهوا تاريخ القرن ونظامه، ولكن الإمام الخميني بدأ تاريخاً جديداً (عودة الإسلام) في حين أنهى «غورباتشوف» تاريخاً (نهاية الشيوعية).

ولنا أن نتصور شكل النظام العالمي والخارطة السياسية الدولية في القرن العشرين بدون هؤلاء.. أو بدون بعضهم! فهل كانت محاور الاستقطاب الدولي التي أفرزتها الحرب الاستعمارية الأولى ستبقى على حالها؟ وهل الشيوعية ستكون على ما وصلت إليه؟ وهل ستقوم الحرب الاستعمارية العالمية الثانية أو تنتهي إلى ما انتهت إليه؟ وهل النظام العالمي لمرحلة ما بعد الحرب الاستعمارية سيبقى على ما كان؟ وكيف سيكون وضع آسيا؟ وماذا سيحدث في الشرق الأوسط؟ وكيف سيكون الواقع الإسلامي عالمياً؟ وهل تنتهي الحرب الباردة بالطريقة التي انتهت فيها؟

ولنا أن نتصور أيضاً ما سيرث القرن الواحد والعشرون من هؤلاء الزعماء:

– سيبقى من «هتلر» تيارات عنصرية نازية محدودة (النازية الجديدة).

– ومن «ستالين» لن يبقى شيء.

– ومن «لينين» خمس دول شيوعية ونظرية اجتماعية وأحزاب شيوعية منتشرة في مختلف دول العالم.

– ومن «تشرشل» لن يبقى شيء.

– ومن «روزفلت» مبدأه في بناء أمريكا قوة عظمى.

– ومن «الخميني» دولة إسلامية إقليمية ومدرسة فقهية ونهج اجتماعي وتيارت إسلامية منتشرة في مختلف دول العالم.

– ومن «غورباتشوف» لا شيء.

– ومن «ماو» دولة كبرى ونظرية اجتماعية وتيارات شيوعية في بعض مناطق العالم.

– ومن «غاندي» دولة إقليمية ونظرية نضالية وحزب حاكم.

– ومن جمال عبد الناصر دولة إقليمية وتيارات قومية عربية.

 

latest video

news via inbox

Nulla turp dis cursus. Integer liberos  euismod pretium faucibua

Leave A Comment