تقديم علي المؤمن لديوان «جيل الهدى»،

شعر: الشيخ محمد علي التسخيري(*)

أحبائي الصغار.. كلمةٌ معكم

قد یتساءل بعضكم: كیف یبادر مفكرٌ وعالم دینٍ ورجل دولةٍ بكتابة أشعار ونصوصٍ أدبیةٍ للأطفال؟! لا سیّما لو عرفتم أنّ مسؤولیاته الرسمیة واهتماماته الفكریة تجعلُه غارقاً باستمرار في الأعمال التي ترتبطُ بالأجیالِ الأكبر منكم سنّاً! ولكنّ سماحة العلّامة الشیخ محمد علي التسخیري (صاحبَ هذه المجموعةِ الشعریة) ظلّ یشعر باستمرار بأهمیة مخاطبة الطفل المسلم؛ لأنّ مسؤولیته كأب ومربٍ، ورجل تغییر ومیدان تجعله لا یغفل هذا العنصر المهم (الطفل) الذي یمثّل اللبنة الأساسیة في النسیج الاجتماعي، والذي سیمسك بعد سنوات بزمام المستقبل.

ومن هنا، لم یر العلّامة التسخیري أيّ تعارض بین الفكر المعمق الذي یكتبه للكبار وبین أشعار ومقطوعات یكتبها لكم وهي تحمل عناوین (البطة الغبیة)، و(شندل ومندل)، و(البطل الأسیر) وغیرها.

صحیح أنّه ألّف أكثر من (40) كتاباً ومئات المقالات والدراسات في مختلف مجالات الفكر الإسلامي.. وصحیحٌ أیضاً أنّه كتب قصائد وأشعاراً عقائدیة وثوریة خاطب فیها وجدان الكبار وعقولهم، ولكنّه بقي علی تواصل معكم من خلال عشرات الأشعار والأناشید التي حفظها بعضكم وردّدها.

وأُستاذنا الشاعر یعتزّ ویحبّ هذه الأشعار التي أنشدها لكم بمقدار اعتزازه بكتبه الفكریة والأدبیة الأُخر.

وبما أنّنا نشارك هذا المربي الفاضل مشاعرَه تجاه الأطفال، فإنّنا نضع أشعاره بین أیدیكم أیها الأحبة الصغار، راجین أن تنال إعجابكم. وقد سبق لشیخنا الشاعر أن نشرَها في مجلة «الهدی» خلال العامين 1983و1984م، باسم (أبو هدی) و(أبو إحسان)، أو في المجموعة التي تحمل عنوان (النبع والسمكة) والتي صدرت في عام 1985م. وهذه الأشعار تحتوي علی مفاهیم إسلامیة وإنسانیة تربویة، وكتبت بلغةٍ رقیقة سهلة. وقد طلبنا من العلّامة التسخیري أن یوافق علی إعادة نشـر هذه الأشعار في مجموعة جدیدة تحمل عنوان َ(جیل الهدی)؛ لتكون في متناول أیدیكم جمیعاً، فتكرّم بالموافقة دون تردد؛ لأنّ في ذلك استجابة لرغبتكم وخدمة لكم أیها الأعزة، فأنتم أكبادنا تمشي على الأرض.

علي المؤمن

1999

 (*) صدر الديوان عن دار الروضة في بيروت، في العام 1999.